أعلن رئيس الهيئة، اللواء إسماعيل النجدي، رسميا إلغاء محطة مترو الزمالك من المرحلة الثالثة التي تمتد من العتبة وحتى جامعة القاهرة. جاء ذلك بعد أن استطاع أهالي منطقة الزمالك فرض كلمتهم، وإجبار الهيئة القومية للأنفاق على التراجع عن إنشاء محطة جديدة لمترو الأنفاق في المرحلة الثالثة من الخط الثالث بالمنطقة. أهالي منطقة الزمالك كانوا هددوا الهيئة بشكل واضح في نوفمبر الماضي، في مؤتمر صحفي شعبي، بمقاضاتها هي والشركات المنفذة للمشروع حال إنشاء المحطة، ومنحوا وزير النقل أسبوعا كمهلة لتنفيذ وعوده بدراسة بدائل آمنة لإنشاء هذه المرحلة حفاظا على حقوق المواطنين، لكن بعد انتهاء المهلة بدون حدوث أي تقدم، أعلن السكان اللجوء إلى القضاء ضد الهيئة والبنك الممول للمشروع، بإهدار مليارات من المال العام وتعريض أرواحهم وممتلكاتهم للتدمير. وأكدوا عزمهم تقديم شكوى إلى إدارة الشكاوى في السوق الأوروبية، التي تتيح للمواطنين من خارج السوق التقدم بشكواهم في أي وقت وضد أي مؤسسة أوروبية تعرض أرواح وممتلكات المواطنين وبيئتهم للخطر، بعد رفض الحلول السلمية والمنطقية، وإغراق مصر بالمزيد من الديون الخارجية بمليارات الدولارات. ومن جانبه أوضح رئيس الهيئة ل«الشروق» أن سبب التراجع عن إنشاء المحطة يأتي تنفيذا لمبدأ «التوافق» بين الحكومة والأهالي على تحقيق رغبتهم، مشيرا إلى أن التصميمات والدراسات والحفر الخاصة بالمرحلة الثالثة ستشمل وجود المحطة، لكن لن يتم فتحها للجمهور أو استخدامها إلا مع تغيير رغبة أهالي الزمالك. وأضاف: «قرار إلغاء محطة الزمالك سيوفر على الهيئة 500 مليون جنيه من تكلفة المرحلة الثالثة التي تقدر ب940 مليون يورو»، مقترحا استخدام هذا المبلغ في إنشاء محطة مترو في منطقة شعبية يرغبون في وصول المترو إليهم. هذا القرار أثار حالة من السخرية والاستهجان بسبب ما سموه بوصول حالة «الطبقية» إلى مشروعات المترو أيضا، حيث رصدت «الشروق» عددا من التعليقات التي تتهكم على موقف الطرفين، منها «مترو الزمالك طلع له قرايب مهمين»، و«اللى سكان الزمالك مش فاهمينه إن الحاجة أم الاختراع، يعنى لو ماوافقوش دلوقتى على محطة مترو، كمان كام سنة هيلاقوا التكاتك مالية الزمالك»، و«البلد إللى فيها سكان الزمالك بيرفضوا إن يبقى فيه مترو عندهم، عمرها ماهيتصلح حالها، ونظرة العنصرية إللى عند الناس دى كفيلة بتلخيص حال البلد». كما دعا عدد من المواطنين إلى التظاهر في حي الزمالك 18 يناير الجاري، والتوجه بمسيرة تضم أفرادا من كل منطقة يضع كل فرد فيها لافتة على صدره تشير للمنطقة التي جاء منها وطبيعة علاقته بالمترو قبل تصعيد الأزمة. وأوضح أهالي الزمالك في بيانهم، أن المشروع سيمر أسفل المعهد السويسري، وهو مبنى تاريخي أقيم عام 1903 ويستكمل طريقه وسط شارع إسماعيل محمد، الموجود به عدد كبير من الفيللات والمباني التراثية، محذرين من خطورة الاهتزازات الناتجة عن الحفر أو حركة المترو نفسه على المباني، كما أن المحطة ستعمل على هجرة السفارات والبعثات الدبلوماسية للحى.