للمرة الثالثة تجتاح موجة عنف مديرية أمن الدقهلية، لتعلن في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء، سقوط 14 ضحية و107 مصابين ما بين شرطيين ومدنيين، جراء تفجير سيارة مفخخة استخدمها منفذو الهجوم. ولارتفاع عدد المصابين، بحسب مسؤول أمني بمديرية أمن الدقهلية، تم توزيع المصابين على مستشفيات طلخا والسلام الدولي والطوارئ. وبحسب مسعفين ومسؤولي مديرية الصحة بالمحافظة، فإن حالات الإصابة تتراوح معظمها ما بين جروح قطعية بالأذرع والأقدام ومناطق متفرقة من الجسد، مشيرين إلى أن بعض الحالات ترقد في حالات حرجة بالعناية المركزة والتي كانت قريبة من موقع الانفجار. مديرية أمن الدقهلية «موقع الانفجار» تقع شرق مجري النيل بمدينة المنصورة، وتم وضع سيارة مفخخة- بداخلها شخص انتحاري- بشارع العباسي أحد الشوارع الجانبية من الجانب الأيمن للمديرية. إلا أن رواية أخرى للأهالي وشهود العيان قالت إن السيارة جرى تفجيرها عن بعد. بدورها، أبرزت معاينة المعمل الجنائي المبدئية أن الانفجار تسبب في تصدع جميع المكاتب الموجودة بها، وتحديدًا في الأدوار الأربعة الأولى وتحطم كافة نوافذها، وسقوط الجانب الأيمن لمبنى المديرية، كما تسبب الانفجار في انهيار وتحطيم عدة مبانٍ مجاورة لها، منها مبنيا المصرف المتحد والمسرح القومي الذي انهار بالكامل. ومن خلال معاينة مسرح الحادث تبين أن الانفجار تجاوز محيطه 10 كيلومترات، وتسبب في حالة صمم شديدة لسكان عدة مناطق في المنصورة، بالإضافة إلى مدينة طلخا الواقعة في الجهة الغربية من مجري النيل المواجهة لمبنى المديرية لتتأثر عدة مبان أخرى، وتتحطم واجهتها، من بينها الأندية المقامة على شاطئ النيل بشارع النوادي ومنها أندية «القضاة، المحامين، الأهلية»، كما تسبب الانفجار في تحطيم واجهة بنك القاهرة الإلكتروني وماكينة الصرف الآلي بالكامل، وكذلك مساكن الأهالي. أما عن محيط المديرية نفسه، فتحولت 28 سيارة تابعة لجهاز الشرطة ما بين مدرعة وسيارات «بوكس» تابعة للشرطة وبعض سيارات المواطنين كانت تقف بالقرب من مبنى المديرية إلى قطع تشبه «أكوام الصفيح». وخلال ساعات محدودة تحولت مدينة المنصورة إلى «ثكنة عسكرية»، بعد رفعت أجهزة القوات المسلحة درجة الاستعداد القصوى وانتشرت أكمنة ومدرعات الجيش في أنحاء المحافظة، ونصبت عدة أكمنة ثابتة ومتحركة وتمركزت مجنزرة تابعة للقوات المسلحة أمام مجمع محاكم المنصورة وأخرى أمام الاستاد.