تؤمن المنتجة والموزعة ماريان خورى بأن استعادة جمهور السينما لن يكون إلا عبر أطفال المدارس، بأن نزرع فيهم الارتباط بالسينما، وتقول إنها منذ 10 سنوات تحاول تغيير الثقافة السينمائية السائدة، ولهذا تدعم وبقوة مشروع التعليم والسينما، وفى الوقت نفسه لا تبدى تحفظا على «السينما التجارية» باعتبارها موجودة فى العالم كله، وتحظى بجماهيرية لدى قطاعات واسعة من المجتمع.. عن بانوراما الفيلم الأوروبى ومبادرة «زاوية»، ومشروع التعليم والسينما تتحدث ماريان خورى ل«الشروق». • بداية أعلنت فى ختام الدورة السادسة للبانوراما عن مبادرة «زاوية» والتى يجدها البعض مشابهة لتجربة «سينمنيا» التى أطلقتها قبل أعوام؟ تجربة «سينمنيا»، والتى أعتقد أننا بدأناها فى وقت مبكر، لم تكن هناك نفس الأجواء الحالية التى تتقبل السينما المختلفة، ولا التكنولوجيا الموجودة فى الوسائط التى نعرض من خلالها.. فحينها كانت التقنية السائدة هى ال 35 ميللى، وبدايات الديجيتال، ولم يكن هناك هذا الدور الكبير لمواقع التواصل الاجتماعى، وكل هذا العدد من القنوات التى تستطيع من خلال برنامجها التسويق للمشروع. لكن هناك فارقا اليوم وأعترف أننا فى المبادرة الأولى اخترنا موقعا خاطئا.. فجمهور المولات وقتها لم يكن ليستطيع التفاعل مع هذه السينما، ووقتها كنا نحتاج لتغيير ثقافة المشاهدة، أما هذه المرة فقررنا أن نبدأ فى سينما «أوديون»، وتتسع لتصل لكل سينمات مصر بحيث تكون هناك زاوية للسينما المستقلة. • متى ستبدأ «زاوية» وما هو النظام الذى وضعتموه لها؟ سنبدأ أول فبراير القادم وسيتم عرض الفيلم كل أسبوعين كى نعطى الفرصة للمشاهدين ليستطيعوا متابعته وستكون أفلاما من العالم كله سواء عربية أو مصرية أو أوروبية أو أمريكية.. المهم أن تكون مستقلة، ودعنى أخبرك أن المستقل ليس شرطا أن يكون خاليا من المتعة فمثلا فيلم «اختطاف» الذى عرضناه ضمن فعاليات البانوراما يشبه تماما فيلم «كابتن فيليبس» لتوم هانكس وممتع وسيكون لدينا أفلام كوميدية وبها كل الأنواع. • ألمح لديك تفاؤلا كبيرا.. ما هو مصدره؟ مصدره هو ما لمسته خلال هذه الدورة من البانوراما فجمهورنا كان هو الأطفال الذين بدأنا معهم منذ 10 سنوات من خلال قسم التعليم والسينما، وهو ما تطور هذا العام وأصبح لدينا مدارس مختلفة ومتعددة تأتى بطلابها لحضور العروض، وكنا نخاطب كل مدرسة بلغتها وثقافتها، وأملى فى الشباب الذى سيدير «زاوية» كبيرا وأملى فيهم أن يواجهوا المعوقات ويحلوا المشاكل بأنفسهم، وأيضا الجمهور الكبير الذى حضر عروض الأفلام القصيرة وقمنا بعرضها مرتين متتاليتين وهو حماس حقيقى وصادق سواء من الجمهور أو الصناع وهو ما يعطينى دوما أملا فى المستقبل. • وما هى أبرز المشاكل التى تواجهكم كمنتجين وموزعين حاليا؟ العديد من المشاكل والمعوقات أهمها غياب عادة الذهاب للسينما التى كانت موجودة قديما ولم يعد الجمهور يذهب للسينما بمفرده أو يضعها ضمن جدول نزهاته الأسبوعية بل يذهب فقط من أجل الإثارة، والجديد والمختلف مثل عروض ال«آى ماكس» والشاشة التى يبلغ طولها 200 متر، والجمهور هنا من القادرين على سداد قيمة التذكرة، أما الشباب فقد اكتفى بتحميل الأفلام من على موقع الإنترنت. • وماذا عن المعوقات التى واجهت الدورة السادسة للبانوراما؟ ليست معوقات لكنها تدخل فى صلب ما كنا نتحدث فيه.. فقاعة مثل بلازا بالشيخ زايد لم تجلب جمهورا كبيرا باستثناء الحفلات الصباحية التى جذبت طلاب المدارس، لكن يوم الختام عندما قررنا إقامة يوم كامل للخيام وفعاليات مصاحبة كالحفلة الغنائية التى أحيتها غالية بن على جذبنا الجمهور، وكان يوما ناجحا تعلمنا هذه الدورة وعبر الدورات السابقة كيف نخاطب الجمهور.. كيف نجعله يثق بنا ونحلم ونأمل أن نغير الثقافة السينمائية الموجودة والسائدة بمصر، ودعنى أخبرك أننى لست ضد السينما التجارية فهى موجودة ويجب أن تظل موجودة وخصوصا أنها تشبع نسبة من الجمهور وتمنحه متعته البصرية وهى سمة موجودة فى العالم كله ولكن يجب أن يكون لدينا مساحة وساحات لعرض الأفلام المختلفة. • هل أصبح لديكم جمهور ثابت بالفعل؟ بالطبع فرويدا رويدا تستطيع التغيير لو كنت مصرا، وقادرا على تحدى المعوقات فهذا العام فى ال«بانوراما» جذبنا عشرة آلاف مشاهد، والأفلام جذبت قطاعات كبيرة من الجمهور والتنوع الذى راعيناه لبى أذواقا كثيرة. • تحدثت كثيرا عن التعليم والسينما وعن وجود قسم كامل للبانوراما تحت هذا الاسم فكيف تشرحين العلاقة بين التعليم والسينما؟ منذ الدورة الأولى للبانوراما ونحن نحرص على فتح قناة اتصال بيننا وبين الأجيال الصغيرة والطلاب، فكيف نجد أفلاما تخاطب عقول التلاميذ ومناهجهم وفى الوقت نفسه تتحدث بلغتهم ومواضيع تهمهم.. وصنعنا أيضا علاقة مع المدرسين وكيف يحضرون طلابهم لمشاهدة أفلام لها علاقة بدراستهم أو يتم استخدامها كوسيلة إرشادية لتوضيح مناهجهم، وهو ما يمكن أن يعطى للطلاب فرصة ومساحة جيدة للنقاش، فقدمنا هذا العام ورشة عمل وعلى مدار يومين كاملين وجهناها للمدرسين أنفسهم وكيف يمكن أن يتعلموا تقنيات وأدوات جديدة للتدريس، وخصص أول أيام الورشة للمدارس الحكومية، والثانى للمدارس الخاصة، وقدمنا تجربة جديدة هذا العام من خلال طريقة تستخدم فى العالم مع السينما والتعليم وهى عمل ملف لكل فيلم يكون به ملخص للأحداث وخلفيته وأسئلة موجهة من المدرس للطلاب متدرجة ومتنوعة وتصلح لكل الطلاب ليبدو الأمر بالنسبة لهم كلعبة ممتعة وبمستويات متدرجة وكان لدينا 15 فيلما. • لكن ما الغرض من كل هذا؟ خلق علاقة للطفل بالسينما وهذه هى الطريقة الوحيدة التى نستطيع بها استعادة الجمهور وأن نعيده مرة أخرى للسينما كطقس من طقوس الحياة اليومية وكيف تصبح قاعات العرض مملوءة عن آخرها. نحن هنا نحاول تغيير الذوق العام وللعلم هذا هو واجب لدينا كمواطنين قبل أن نكون سينمائيين، وأن نجعل السينما جريئة وجديدة ومسلية وأن نغير مفاهيم الثقافة السينمائية.