تمكن قراصنة صينيون من التجسس على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بخمس وزارات خارجية أوروبية خلال فصل الصيف، وفقا لبحث صادر عن شركة "فايرآي" الأمنية الأمريكية. وأرسل القراصنة رسائل بريد الكتروني تحتوي على برمجيات خبيثة تزعم أن هناك تدخلا أمريكيا محتملا في سوريا. ولم تكشف الشركة عن الوزارات التي تم استهدافها، لكنها أشارت إلى أن البرامج الخبيثة كانت تستهدف أفرادا مشاركين في محادثات مجموعة العشرين. وقالت الشركة لبي بي سي إنه قد تم اختراق تسعة أجهزة كمبيوتر. كشف الشبكة وقالت الشركة الأمريكية إنه قد تم استهداف أجهزة الكمبيوتر خلال التحضير لقمة مجموعة العشرين – التي تضم الصين – في مدينة سان بطرسبرغ الروسية في شهر سبتمبر/أيلول. وكانت الحرب الأهلية في سوريا قد سيطرت على محادثات تلك القمة. وقال الباحثون إنهم تمكنوا لمدة أسبوع خلال شهر أغسطس/آب من رصد أحد خوادم الكمبيوتر ال 23 التي يستخدمها القراصنة، والتي أطلقوا عليها اسم مجموعة "Ke3chang"، وهو اسم أحد الملفات المستخدمة في البرمجيات الخبيثة. وأضاف الباحثون أنهم لاحظوا استخدام البرامج الخبيثة، مشيرين إلى أنه لم يتم سرقة أية وثائق. وقال ناروتاما فيلنوف، وهو باحث بارز بشركة فايرآي، في حديثه لبي بي سي: "في هذه المرحلة كان الأمر يتعلق بالكشف عن تلك الشبكة". كارلا بروني وأشار الباحثون إلى أن مجموعة "Ke3chang" كانت تعمل بنشاط منذ عام 2010 على الأقل. وغالبا ما تستهدف تلك المجموعة صناعات الفضاء والطاقة والتصنيع، ولكنها أرسلت برمجيات خبيثة أيضا إلى شركات تكنولوجيا وحكومات، حسب شركة "فايرآي". وقال الباحثون إن المجموعة قد اخترقت بعض الأجهزة باسم أوليمبياد لندن عام 2012، بعد أن استخدمت رسائل بريد الكتروني في العام السابق لإظهار صور عارية لزوجة الرئيس الفرنسي السابق، كارلا بروني. وقال فيلنوف إن الهجوم الأخير للمجموعة "كان يبدو وكأنه يستهدف وزارات الخارجية على وجه التحديد". وأضاف: "يقيم القراصنة في الصين، ولكن من الناحية التكنولوجية من الصعب للغاية تحديد كيفية عمل هذه المجموعة مع دولة بعينها أو كيفية اتصالها بأية دولة". و قال فيلنوف فيما يتعلق بكيفية دخوله على خادم القراصنة: "عندما كانوا يقومون بتغيير البنية التحتية، كانت الخوادم مفتوحة. لقد قمت بفحص الخوادم عندما كانت غير مؤمنة". ومع ذلك، لم يستمر الدخول على الأعمال الداخلية لمركز القيادة والسيطرة للقراصنة طويلا، حيث لم يدم سوى أسبوع واحد فقط. وقد شهدت السنوات السابقة توترات متزايدة بين الصين والغرب بشأن التجسس الالكتروني. واتهم وزير الدفاع الامريكي تشاك هاغل، في يونيو/حزيران الماضي، قراصنة صينيين بالتجسس على برامج أسلحة أمريكية سرية.