شاب تونسى يدعى عبدالله يبلغ من العمر 23 عاما يعمل بائع اسطوانات دى فى دى يحلم بحياة أفضل فى أوروبا، حيث يسعى للهجرة للتغلب على واقعه البائس، وبالفعل يبدأ حياته بالتغيير حين يتعرف فى ملهى ليلى على الفتاة الهولندية «أنا» 37 عاما. تلك هى قصة الفيلم الهولندى «العالم»، والذى يعكس أيضا من خلاله الدوافع الحقيقية للثورة التونسية. الفيلم مبنى على الملاحظات الشخصية لمخرجه الكسندر بيتسترا فى تونس، وهو من أم هولندية وأب تونسى فقد كان يجهل كل شىء عن والده طيلة الخمسة والعشرين سنة الأولى من حياته. الفيلم انتاج 2013، وتم عرضه مساء الخميس الماضى ضمن فاعليات بانوراما الفيلم الأوروبى فى دورته السادسة، باللغةالعربية، الهولندية، والفرنسية ويقوم ببطولته عبدالحميد نوارة، إيلس هاوس، محسن بن حسن، رحمة بن حسن. وفى المؤتمر الصحفى الذى تلا عرض الفيلم قال المخرج الكس بيتسترا، «كتبت الفيلم فى الفترة من 2005 وحتى 2012 وساعدنى فى ذلك ابن عمى عبدالله وهو ليس بطل القصة». وأضاف الكس أن الجزء الثانى من الفيلم ارتجال من جانب الممثلين وهم ليسوا محترفين وهو ما يجعل الإحساس به أقوى وساعدت فى ظهورهم بشكل طبيعى، وقد تعمدت إظهار الشخصيات جميعها فى الفيلم وكان دور الأب فى الفيلم حقيقيا وظهرت بعض الصور الحقيقية لى وأنا طفل صغير. وأضاف الكس أنه قرر تغيير اسمه من كريم إلى ألكسندر بيتسترا فى سن 13 عاما بسبب المعاملة السيئة التى واجهتها والدتى من أبى، فأخذت الاسم العائلى لوالدتى، ولكن مع مرور السنوات وبالتحديد فى سن 23 عاما وجدت أننى لابد لى من التعرف على والدى أكثر وعائلتى والتقرب منهم. وعن تطرقه لثورة الياسمين بتونس، قال: أوضحت فى الفيلم أن الثورة لم تحقق طلبات هذا الشعب العظيم والذى نزل من أجلها. وكان العرض الأول لفيلم «العالم» من خلال مهرجان ترايبكا السينمائى الدولى 2012، والعرض الأوروبى الأول فى مهرجان روتردام السينمائى الدولى 2013. وحصل على جائزة لجنة التحكيم فى مهرجان بركشير السينمائى الدولى 2013.