«حدود مصر الثورة مع دولة ميدان التحرير المحتلة».. ترتفع هذه اللافتة على مدخل شارع «محمد محمود» في ميدان التحرير، الذي يشهد انقسامًا بين من يدخل الميدان اليوم لإحياء الذكرى الثانية لأحداث محمد محمود، ومن يدخله لإعلان تأييده للفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع. قبل دخول الميدان تناثرت الأقاويل بأن هناك إطلاق للرصاص بالداخل، هناك مطالبات بالتراجع، ولكن الأعداد كانت تتوافد.. لم تكن هناك مناوشات كما قيل، ولكن كان هناك ميدان منقسم. يقف متظاهرون في شارع محمد محمود يهتفون ضد كل من خان «عسكر.. فلول.. إخوان». يستعيدون ذكرى ثورة 25 يناير 2011، فيهتفون «يسقط يسقط حسني مبارك».. ويستعيدون حكم جماعة الإخوان المسلمين فيهتفون «يسقط يسقط حكم المرشد».. ويذكرون ما تمر به مصر هذه الأيام، فيهتفون «يسقط يسقط حكم العسكر». وعلى الجانب الآخر من الميدان، يقف مؤيدو السيسي يهتفون له وللجيش. تقول نجوى محمود- ربة منزل- إنها من الحزب الناصري، وإنها تشارك في تأبين الشهداء، مضيفة «أنا مع الجيش طبعًا.. هما مش فيه شهداء من الجيش والشرطة والشعب.. ولا فيه شهداء بس من الشعب.. كل مصري شهيد هو مصري.. أنا ضد الإخوان». ويرى محمد حكيم- منسق حملة الشعب يريد السيسي رئيس: نحن مؤيدون للجيش، ولشهداء الجيش والشرطة، ونحتفل أيضًا بعيد ميلاد السيسي «راجل حافظ على البلد ومنع أخونة البلد». أما نورا تقف على الحياد، فتؤمن بأن هناك جزء كبير للغاية من أهداف الثورة لم يتحقق: «إحنا نازلين عشان حق الناس اللي ماتت.. من ضمنهم طبعًا شهداء محمد محمود.. الأولى والتانية»، مطالبة بتطهير الداخلية، لأنها المشكلة الأساسية الآن. وأضافت نورا أنها ليست ضد الداخلية مستشهدة بوجود أقارب كثيرين لها في الداخلية والجيش، ولكن سبب نزولها المطالبة بتقويم الخطأ المتواجد في وزارة الداخلية، مشيرة إلى ارتكاب جماعة الإخوان المسلمين بعض الأخطاء، كما يوجد مزايا وعيوب للعسكر. من جانبها، ذكرت ياسمين- 17 سنة- أن والدها ووالدتها مؤيدان للسيسي، وهو الأمر الذي تعارضهما فيه تمامًا. ياسمين لا تبالي إن قتلت أثناء دفاعها عما تؤمن به «لازم ناس تضحي بحياتها عشان البلد تبقى أحسن»، مضيفة «أنا ضد السيسي وضد الإخوان.. أنا اللي بيقولوا عليا الطابور الخامس». شاركت ياسمين صديقتها يوستينا- 18 سنة- رفضها للسيسي والإخوان والرئيس المعزول محمد مرسي، مضيفة: «أنا مع إن مصر تبقى أحسن، وضد إن السيسي يبقى رئيس.. وهو آخره وزير دفاع مش أكتر».