«العياط ودهشور» حادثا قطار مروعان حصدا مئات الأرواح من المصريين الذين عاشوا وهم الأمن والسلامة في وسائل النقل العامة، إلا أن البطل في الحادثين هو وزير النقل في الحكومة الانتقالية الحالية برئاسة الدكتور حازم الببلاوي، الدكتور إبراهيم الدميري. وبعد 11 عاما من استقالة الدكتور الدميري التي تسببت فيها كارثة حريق قطار العياط أو ما عرف إعلاميا بقطار الصعيد والذي راح ضحيتها أكثر من 350 مسافرا وتعد الأسوأ من نوعها في تاريخ السكك الحديدية المصرية منذ أكثر من 150 عاما، عاد الدميري على رأس فاجعة جديدة بحادث قطار دهشور. إبراهيم الدميري وزير النقل والمواصلات في حكومة عاطف عبيد رئيس الوزراء الأسبق في نظام الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، الذي استقال من الوزارة عقب حادث حريق قطار الصعيد (حريق قطار الصعيد) 20 فبراير 2002، بينما تجددت فيه الثقة وعاد الدميري على رأس وزارة النقل والمواصلات في الحكومة الانتقالية المؤقتة برئاسة الدكتور حازم الببلاوى عقب ثورة 30 يونيو. وبعد تعيينه وزيرًا بشهر واحد في نظام مبارك البائد، وقع حادث الطائرة «بوينج بي 767- 300» التابعة لمصر للطيران، والتي سقطت قبالة السواحل الأمريكية، أثناء قيامها بالرحلة رقم «990» وعلى متنها 217 شخصًا فيه قادة المستقبل للقوات المسلحة وخيرة شبابها، لم ينج منهم أحد. إلا أن الحادث الأبرز في تاريخ الدميري في السلطة التنفيذية كانت كارثة قطار العياط التي حصدت أرواح 364 مواطنًا مصريًا حرقًا وتفحمًا، وإصابة ما يناهز 500 آخرين، داخل القطار رقم «832»، الذي لم يكمل رحلته التي انطلقت من القاهرة للصعيد، صبيحة يوم 20 فبراير للعام 2002، حيث احترق أثناء مروره ب«العياط» في حادث وصفته وسائل الإعلام المحلية والعالمية بأنه «الكارثة الأكبر في تاريخ سكك الحديد المصرية والعالمية أيضًا». حادثة قطار العياط أطاحت بالدميري الذي يعد أحد العلماء في مجال النقل والمواصلات الأستاذ الزائر في مجال النقل والمرور في أكثر من جامعة أمريكية وأوروبية وعربية وخبير مسجل في تخطيط النقل والمرور بالأمم المتحدة والبنك الدولي منذ عام 1983، وله ما يقرب من 66 بحثا منشورا في الخارج والداخل وأكثر من 100 دراسة. وبعد الكارثة، أحيل 11 موظفًا بهيئة السكك الحديدية، ليس من بينهم «الدميري»، للتحقيق بتهمة «الإهمال»، إذ اكتفى الوزير بالاستقالة نافيًا مسؤوليته عمّا حدث. وفي الساعات الأولى من صباح اليوم الإثنين، واجه الدميري الذي عاد لتولى وزارة النقل في حكومة الدكتور حازم الببلاوي، حادثا مشابها وإن قل عدد الضحايا؛ إذ اصطدم قطار محمل بالبضائع قادم من أسوان فجر اليوم عند الكيلو 48 على خط الواحات البحرية، ب3 سيارات (ميني باص وميكروباص ونقل)، على مزلقان 25 ما بين محطتي الكيلو 12 والكيلو 48، ما أسفر عن مقتل وإصابة ما يقارب 50 شخصًا بينهم 10 أطفال أو يزيد. فهل يتكرر سيناريو الاكتفاء بإقالة أو استقالة المسؤول عن كوارث دم المصريين؟