مدبولى: الحكومة حريصة على الاستماع لمختلف الآراء بشأن رد الأعباء التصديرية    على الهواء مباشرة، لحظة مقتل مرشحة لمنصب عمدة في المكسيك برصاص مسلحين (فيديو)    باختصار.. أهم أخبار العرب والعالم حتى منتصف الليل.. ترامب: نستخدم قوتنا العسكرية لإحلال السلام.. وروسيا: المحادثات مع أوكرانيا يجب أن تعقد خلف أبواب مغلقة.. والاتحاد الأوروبى يحتاج 372 مليون يورو استثمارات    ترامب: ما حدث فى السابع من أكتوبر لم يكن ليحدث فى وجودى    ترامب يعلن رفع العقوبات عن سوريا والكويت تؤيد: خطوة نحو الاستقرار    الخطيب يهنئ رجال يد الأهلي بعد الفوز بالسوبر الإفريقي علي حساب الترجي    نجم الأهلي: حزين على الزمالك ويجب التفاف أبناء النادي حول الرمادي    سامبدوريا الإيطالي إلى الدرجة الثالثة لأول مرة في التاريخ    الدكش يكشف رد فعل الرمادي بعد خطأ عواد الكارثى أمام بيراميدز.. فيديو    إصابة 9 أشخاص إثر حادث اصطدام سيارة برصيف فى التجمع    تعليم سوهاج تواصل تقديم المحاضرات المجانية لطلاب الثانوية العامة.. صور    التحفظ على سيارات بدون لوحات معدنية ودراجات بخارية مخالفة بحى المنتزه بالإسكندرية    المرة الثانية خلال 24 ساعة، حريق هائل بكورنيش النيل في حلوان (صور)    فتحي عبد الوهاب: "مش بزعق في البيت وبحترم المرأة جداً"    محافظ الإسماعيلية يشيد بالمنظومة الصحية ويؤكد السعى إلى تطوير الأداء    محافظ الدقهلية يهنئ وكيل الصحة لتكريمه من نقابة الأطباء كطبيب مثالي    طريقة عمل أم علي، ألذ تحلية لأفراد أسرتك وضيوفك    أحمد موسى: قانون الإيجار القديم "خطير".. ويجب التوازن بين حقوق الملاك وظروف المستأجرين    وزير التعليم يستقبل الممثل المقيم لصندوق الأمم المتحدة للسكان    رئيس جامعة المنيا يستقبل أعضاء لجنة المشاركة السياسية بالمجلس القومي للمرأة    حرس الحدود يعين أحمد عيد عبد الملك مديرًا فنيًا جديدًا للفريق    «لماذا يركز على لاعبي الأبيض؟».. نجم الزمالك السابق يهاجم سياسة الأهلي    نجم الكرة المصرية السابق: رحيل كولر أنقذ الأهلي.. والنحاس يسير بخطى ثابتة    بورفؤاد يتحدى الإنتاج الحربي في صراع الصعود إلى دوري المحترفين    سعر الطماطم والخيار والخضروات في الأسواق اليوم الأربعاء 14 مايو 2025    عيار 21 الآن بعد الانخفاض الجديد.. سعر الذهب اليوم الأربعاء 14 مايو في الصاغة    سعر السكر والارز والسلع الأساسية في الأسواق اليوم الأربعاء 14 مايو 2025    في وجود ترامب بالمنطقة.. الحوثي يستهدف مطار بن جوريون الإسرائيلي بصاروخ باليستي    «بيطري دمياط»: مستعدون لتطبيق قرارات حيازة الحيوانات الخطرة.. والتنفيذ خلال أيام    هدوء ما بعد العاصفة .. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم الأربعاء    «من الخميس للثلاثاء».. تفاصيل جدول امتحانات الصف الرابع الابتدائي 2025 بدمياط    أرعبها وحملت منه.. المؤبد لعامل اعتدى جنسيًا على طفلته في القليوبية    البيت الأبيض يكشف عن أبرز الصفقات مع السعودية بقيمة 600 مليار دولار    فرصة لخوض تجربة جديدة.. توقعات برج الحمل اليوم 14 مايو    الكثير من المسؤوليات وتكاسل من الآخرين.. برج الجدي اليوم 14 مايو    وقت مناسب لاتخاذ خطوة تجاه من تحب.. حظ برج القوس اليوم 14 مايو    بحضور يسرا وأمينة خليل.. 20 صورة لنجمات الفن في مهرجان كان السينمائي    حدث بالفن | افتتاح مهرجان كان السينمائي وحقيقة منع هيفاء وهبي من المشاركة في فيلم والقبض على فنان    هل أضحيتك شرعية؟.. الأزهر يجيب ويوجه 12 نصيحة مهمة    البديل الألماني يطالب بتفهم موقف روسيا في النقاش حول عقد هدنة في أوكرانيا    الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء واسع شمال قطاع غزة    نشرة التوك شو| استعدادات الحكومة لافتتاح المتحف المصري الكبير.. وتعديلات مشروع قانون الإيجار القديم    مهمة للرجال .. 4 فيتامينات أساسية بعد الأربعين    لتفادي الإجهاد الحراري واضطرابات المعدة.. ابتعد عن هذه الأطعمة في الصيف    فتحى عبد الوهاب: العلاقة تاريخيا ملتبسة بين الإخراج والإنتاج ويشبهان الأب والأم    اجتماع لمجلس النقابة العامة للمحامين والنقباء الفرعيين غدًا    من بين 80 غزوة.. علي جمعة يكشف عدد الغزوات التي شارك فيها النبي؟    هل تعليق الصور في البيوت يمنع دخول الملائكة؟.. أمين الفتوى يحسم    هل تأثم الزوجة إذا قررت منع الإنجاب؟.. أمين الفتوى يجيب    محافظ جنوب سيناء خلال لقاؤه «الجبهة»: المواطن السيناوي في قلب الأولويات    الصين صدرت 242 ألف سيارة تجارية في الربع الأول من 2025    التقنية الحيوية ومستقبل مصر.. رؤية من جامعة القاهرة الأهلية    المستشارة أمل عمار تشهد ختام التدريب التفاعلي الثالث لقاضيات مجلس الدولة    محمد رمضان يكشف موعد طرح أحدث أغانية «البابا راجع»    انطلاق المسابقة العالمية للقرآن الكريم بمديرية أوقاف كفر الشيخ    براتب 87 ألف جنيه.. تعرف على آخر موعد لوظائف للمقاولات بالسعودية    الأكاديمية الطبية العسكرية تفتح باب التسجيل ببرامج الدراسات العليا    جدول مواعيد امتحانات الترم الثاني 2025 في محافظة أسيوط جميع الصفوف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يسري فودة: السيسي شخص لديه قدرة على قراءة الموقف.. ومن حقه الترشح للرئاسة
في حوار مع «الشروق»..
نشر في الشروق الجديد يوم 06 - 11 - 2013

«الشروق» التقت يسرى فودة قبل عودته بأيام لتكشف للقارئ اسباب عدم ظهوره على الشاشة بعد 30 يونيو، وهل يعتبرها ثورة أم انقلابا؟ كما يكشف عن سبب وصفه للإعلام المصرى ب«المسعور» بعد الإطاحة بحكم الإخوان، وعن الشكل الذى سيتعامل به مع التيار الاسلامى فى برنامجه الفترة المقبلة، واشياء أخرى.
● ما خطة يسرى فودة للعودة فى ظل هذه الاجواء الملتبسة؟
أن أستمر فى محاولة إظهار الحق والحقيقة. أعلم أن هناك بين صفوف الجماهير من يقف إلى أقصى اليمين ومن يقف إلى أقصى اليسار وربما لن يرضوا عن بعض مما نقدم، لكن عزائى يكمن فى ثقتى فى أن هذا قدر من يحاول أن يتجرد فى مجال العمل الصحفى من أى انتماء غير الانتماء للقيم المهنية والوطنية. من يغضب من أمر كهذا عليه أن يجلس إلى نفسه ويفكر قليلا وأن يتذكر لحظة تعرض فيها للظلم أو قلة الحيلة ثم يتخيل لحظة أخرى قادمة ربما يتعرض فيها للظلم أو قلة الحيلة. ما نحتاجه فى ظروف كهذه أن يكون لدينا ما يكفى من الشجاعة والأخلاق كى نتخيل أنفسنا فى موضع الآخر ولو للحظة قبل أن نصدر الأحكام، من أجل أنفسنا إن لم يكن من أجل الحق.
● ما سر ابتعادك عن العمل لفترة طويلة؟
الجميع يعلم أننى تغيبت عن الظهور خلال الفترة الماضية بسبب خضوعى لفحوصات طبية وجلسات علاج طبيعى مكثفة للقضاء على آثار الحادث الذى تعرضت له قبل عدة أشهر، إذ إننى لم أكن قد أكملت العلاج بعد الحادث عند اضطرارى للعودة سريعا إلى الشاشة بسبب الأحداث التى سبقت الثلاثين من يونيو. هذا فضلا عن أننى كنت أتوق لهذه الإجازة منذ فترة طويلة وكتبت ذلك على تويتر فى نوفمبر من العام الماضى. لكن هناك تغيرات كبيرة حدثت خلال الأشهر القليلة الماضية وواجبى أن أتعامل معها بنفس المبدأ الذى كنت أتعامل به فى الأحداث السابقة، وهذا التزام منى بالقيم المهنية والوطنية. ولا أشك لحظة فى أن كل طرف سيسعى لاستقطابى لصالح قضيته وربما ينالنا فى معرض ذلك جانب من الأذى، لكن ما أريد التأكيد عليه أن الحقيقة لا تحتاج إلى مجهود كبير لإظهارها، وأن الحق ليس فى حاجة إلى الدفاع عن نفسه.
● هل تخشى تهمة الطابور الخامس التى تلاحق كثيرا من الشخصيات العامة وتلاحقك بشكل شخصى حتى قبل أن تعود؟
أنا سمعت هذا الكلام كثيرا فى مراحل مختلفة، وأعتقد أنه صار واضحا لنا جميعا بعد ثلاث سنوات من الثورة أن كل مرحلة من مراحلها تشهد محاولات من جانب كل فريق لتشويه صورة من يعتقدون أنه خصم أو أنه لا يقف فى خندقهم. لكننا جميعا فى قرارة أنفسنا نعلم جيدا من نحن. كل واحد منا يعلم طبيعة معدنه ويعلم أين يقف ويعلم ماذا يريد؟. من حق كل منا أن يكون ما يشاء، لكن ليس من حق أى منا أن يحتكر الحقيقة أو أن يصادر على الآخرين حقوقهم. أما فيما يخصنى كصحفى فليس من حقى أن أقف إلى جانب فريق سواء من الناحية السياسية أو الأيديولوجية إلا فيما يمس القيم المهنية والوطنية. واجبى هذا يحتم على أن أقدم للمشاهد المعلومة الخام، أمينة، دقيقة، موثقة، مع التحليل المهنى المجرد، وعلى المشاهد من بعد ذلك أن يتخذ موقفه بنفسه بالطريقة التى يراها.
● دائما وأبدا كنت تحرص على وجود جميع الاطراف على مائدة الحوار.. كيف ستمثل الإخوان؟
من الناحية المهنية، أنا لست وصيا على ذهن المشاهد ولا أعتقد أن المواطن المصرى، حتى هذا الذى لا يقرأ ولا يكتب، طفل غرير أو متخلف عقليا كى أحرمه من الاستماع إلى صانع للحدث. هذا حقه على، أما واجبى تجاهه فهو أن أقدمه له فى سياق عادل، متزن، يساعد على توضيح الصورة. ومن الناحية الوطنية، نحن فى أمس الحاجة إلى وضع حد سريع لتدهور حالة النسيج المجتمعى فى مصر. الأمر بهذا المعنى أكبر وأخطر من مجرد صراع على السلطة فى فترة زمنية محدودة معلومة، بل إنه يتعداه إلى مستقبلنا جميعا على المدى البعيد ومستقبل أبنائنا. إذن فمن الناحيتين، المهنية والوطنية، أرحب بجميع الأطياف فى عملى مادامت فى قلب الأحداث ومادامت تحترم القانون وحقوق الآخرين.
● قناة on tv التى تظهر على شاشتها تعتبر هذا التيار ارهابيا.. فكيف ستتعامل معه فى آخر كلام؟
أولا أتحفظ على أن القناة ترى تيارا بشكل عام إرهابيا. نعم كانت لدىّ بعض التحفظات على الأداء الإعلامى فى الغالبية العظمى لوسائل الإعلام داخل مصر أو خارجها فى الفترة الأخيرة، لكن قناة «أون تى فى» تدرك ذلك وتعيد ضبط البوصلة بكل شفافية نحو ما عودت المشاهد عليه من مهنية وشفافية. ورأيى أن من الخطأ إطلاق الأوصاف على الناس. الأوصاف، من الناحية المهنية والقانونية والأخلاقية، تطلق على الأفعال لا على الناس، وطوال مشوارى المهنى لم أطلق على شخص وصف إرهابى أو مجرم أو لص، اللهم إلا إذا كان مزينا بذلك الوصف قضائيا. لكن واجبى كصحفى يلتزم القيم المهنية والوطنية أن أصف الفعل إذا كان إرهابيا أو مجرما بأنه كذلك. فإذا حمل أحدهم السلاح واعتدى على شخص مسالم فهذا فعل إرهابى إجرامى، وهو ما ينطبق أيضا على فعل التحريض على الأذى. وقناعتى أننا إذا بدأنا فى إطلاق الأوصاف على الأفعال لا على الأشخاص سنتجنب الكثير من سوء الفهم، وسنقترب أكتر مما نريده جميعا وهو دولة القانون.
● يسرى فودة كانت مقدمة برنامجه تعتبر مساحة رأى.. هل ستتخلى عن ذلك فى الشكل الجديد للبرنامج؟
أنا لا أعبر عن رأيى فى برنامجى إلا نادرا، وحين أفعل هذا ألفت انتباه المشاهد إلى أنه رأيى أنا وليس خبرا أو معلومة. لكننا فى نهاية المطاف بشر نخطئ ونصيب ونفعل وننفعل، فإذا أضفت إلى ذلك خصوصية ثورة جامحة لا تزال مستعرة تدرك مدى صعوبة البقاء على خط الحياد طوال الوقت. الإنسان يحاول، وأحيانا يوفق وأحيانا أخرى لا يوفق. عزائى أننى أذكر نفسى دائما وأذكر زملائى بأننا نعمل فى مجال الصحافة التليفزيونية لا فى مجال المسرح ولا حتى فى مجال الكتابة الإبداعية، وقواعد العمل الصحفى متاحة لمن لا يعرفها.
● كيف ترى 30 يونيو.. ثورة أم انقلابا أم موجة جديدة لثورة 25 يناير؟
نخطئ كثيرا إذا نظرنا إلى 30 يونيو فى حد ذاته بغض النظر عما سبق من أحداث، وما أرجوه أن يستوعب الجميع أن 30 يونيو مرحلة أخرى لثورة 25 يناير طويلة النفس، وما أتمناه أن يكون لدينا جميعا قدرة على الصبر وتحمل آلام عملية جراحية كبرى لا يزال فيها قلب مصر مفتوحا. واعتقادى، لا يزال، أننا نمر من مرحلة إلى أخرى بعملية تعلم متواصلة؛ فمازلنا حتى الآن يتعرف بعضنا على البعض الآخر، وهذا يستلزم ضرورة الوقوف أمام منحنيات بعينها فى مسيرة الثورة والتعلم من الأخطاء حتى لا نقع فيها مرارا وتكرارا، وإلا سيطول ما نحن فيه وتكون الخسائر أكثر كلفة.
● الفريق أول عبدالفتاح السيسى وهو صديق لك.. هل تراه تعلم من أخطاء المجلس العسكرى بعد ثورة 25 يناير؟
التقيت الفريق أول عبدالفتاح السيسى ثلاث مرات فقط، منها مرة فى مرحلة مبكرة جدا من ثورة 25 يناير خلال ال18 يوما الأولى مع مجموعة من الزملاء الإعلاميين والمثقفين، ثم التقيته مرتين أخريين خلال العامين الماضيين وكان رأيى فيه من أول يوم مثل كثيرين أنه إنسان مهنى وطنى، ولديه القدرة على رؤية عميقة للمجال الذى يعمل به وأنه استطاع ان يرتفع بمعنويات القوات المسلحة بعد فترة مؤلمة مرهقة سواء من وجهة نظر المؤسسة العسكرية أو من وجهة نظر الشارع الثورى أيام المجلس العسكرى السابق. وفى نفس الوقت أدرك تماما لماذا ارتفعت شعبيته إلى هذا الحد بعد 30 يونيو، وفى اعتقادى أن الأسابيع والأشهر القليلة القادمة ستسفر لنا عن الكثير، لكن لديه قدرة على قراءة الموقف بشكل عميق، وانتخاب القرار الصائب فى اللحظة الصائبة.
● هل توافق على أن يترشح لرئاسة الجمهورية؟
الصحفى لا ينبغى له أن يكون مع أو ضد، وأنا أؤمن أنه من حق أى إنسان مصرى أن يترشح للرئاسة بما ينظمه القانون، فإذا أجمع ما يكفى من المصريين على انتخاب شخص ما، أنا كصحفى سأقول إن غالبية المصريين انتخبوا ذلك الشخص.
● كيف ترى ازمة باسم يوسف ومنع قناة cbc بث حلقات برنامجه الجمعة الماضية؟
سواء كانت هذه الأزمة مع الزميل باسم يوسف أو مع غيره أنا دائما مع حرية التعبير لأنى اؤمن بأنه لا يخاف من الكاميرا أو من الكلمة إلا من لديه شىء يخفيه. نحن جميعا نستمتع بإبداعات فريق عمل برنامج البرنامج وأتمنى أن تحل المشكلة بينه وإدارة القناة بشكل يحفظ للبرنامج ولأسرة الإعلام فى مصر وكل المدافعين عن حرية التعبير حقهم الطبيعى. وأيا ما كان الفريق الذى تنتمى إليه يجب أن تعلم أن تعطيل برنامج او إغلاق جريدة هو خبر غير سار لأى طرف من الأطراف.
● الاعلام الآن صوت واحد.. فهل يسرى فودة سيكون صوته مختلفا؟
أعلم أنك تشير إلى مرحلة ما بعد 30 يونيو، وفى رأيى أن ما حدث بعد هذا التاريخ فى الإعلام بشكل عام هو حالة من «السعار»، كانت انعكاسا لحالة السعار التى وجدت على الأرض فى جانب من الشارع المصرى التى هى فى حد ذاتها كانت رد فعل قويا على عام من حكم الإخوان المسلمين لم يستطيعوا خلاله أن يضموا جميع طوائف الشعب وأن يطمئنوا الناس على أن مصر لن تذهب فى اتجاه أحادى يغلب مصالح فئوية لجماعة ما على مصالح الوطن كله.
● هل هذا يعنى أنك تراه سعارا مبررا؟
لو كان مبررا إلى هذا الحد لما سميته «سعارا». أتفهّم جانبا من ردة الفعل؛ فالإخوان المسلمون عندما تسلموا مصر لم يستطيعوا أن يشركوا الآخرين معهم حتى يستفيدوا من خبراتهم وتستفيد مصر بشكل عام، بل إنهم اتجهوا فى الفترة الأخيرة إلى الانفراد بالحكم وإلى محاولة تحويل الدفة تأثيرا فى هوية مصر وفى مستقبلها كله. لدىّ كل التفهم أن كثيرين داخل مصر، وأنا واحد من هؤلاء، كانوا قلقين إلى أبعد الحدود قبيل الثلاثين من يونيو من محاولات يمكن تسميتها باختطاف مصر وتوجيهها فى اتجاه معين لا يأخذ صالح الوطن فى الاعتبار الاول بقدر ما يأخذ صالح جماعة بعينها، فهذا لم يكن صحيحا ولا يمكن قبوله. أما رد الفعل على ذلك، فجانب منه يتفهم والجانب الاخر لا يتفهم، لأن الامور عندما تزيد على حد معين تتحول إلى حالة من السعار الضار الذى نتحمل ثمنه جميعا.
● كيف ترى ترقب قطاع كبير من الجمهور لعودتك وتعليقهم عليها الكثير من الآمال؟
ربنا يستر. لا أستطيع أمام هذا سوى أن ألتزم بما أحاول دائما أن ألتزم به. إن أصبنا فإننا نشكر جمهورنا على هذه الثقة، وإن أخطأنا نلتمس منه العذر.

في حوار مع «الشروق»..
يسري فودة: السيسي شخص لديه قدرة على قراءة الموقف.. ومن حقه الترشح للرئاسة
«الشروق» التقت يسرى فودة قبل عودته بأيام لتكشف للقارئ اسباب عدم ظهوره على الشاشة بعد 30 يونيو، وهل يعتبرها ثورة أم انقلابا؟ كما يكشف عن سبب وصفه للإعلام المصرى ب«المسعور» بعد الإطاحة بحكم الإخوان، وعن الشكل الذى سيتعامل به مع التيار الاسلامى فى برنامجه الفترة المقبلة، واشياء أخرى.
حوار أحمد فاروق:
● ما خطة يسرى فودة للعودة فى ظل هذه الاجواء الملتبسة؟
أن أستمر فى محاولة إظهار الحق والحقيقة. أعلم أن هناك بين صفوف الجماهير من يقف إلى أقصى اليمين ومن يقف إلى أقصى اليسار وربما لن يرضوا عن بعض مما نقدم، لكن عزائى يكمن فى ثقتى فى أن هذا قدر من يحاول أن يتجرد فى مجال العمل الصحفى من أى انتماء غير الانتماء للقيم المهنية والوطنية. من يغضب من أمر كهذا عليه أن يجلس إلى نفسه ويفكر قليلا وأن يتذكر لحظة تعرض فيها للظلم أو قلة الحيلة ثم يتخيل لحظة أخرى قادمة ربما يتعرض فيها للظلم أو قلة الحيلة. ما نحتاجه فى ظروف كهذه أن يكون لدينا ما يكفى من الشجاعة والأخلاق كى نتخيل أنفسنا فى موضع الآخر ولو للحظة قبل أن نصدر الأحكام، من أجل أنفسنا إن لم يكن من أجل الحق.
● ما سر ابتعادك عن العمل لفترة طويلة؟
الجميع يعلم أننى تغيبت عن الظهور خلال الفترة الماضية بسبب خضوعى لفحوصات طبية وجلسات علاج طبيعى مكثفة للقضاء على آثار الحادث الذى تعرضت له قبل عدة أشهر، إذ إننى لم أكن قد أكملت العلاج بعد الحادث عند اضطرارى للعودة سريعا إلى الشاشة بسبب الأحداث التى سبقت الثلاثين من يونيو. هذا فضلا عن أننى كنت أتوق لهذه الإجازة منذ فترة طويلة وكتبت ذلك على تويتر فى نوفمبر من العام الماضى. لكن هناك تغيرات كبيرة حدثت خلال الأشهر القليلة الماضية وواجبى أن أتعامل معها بنفس المبدأ الذى كنت أتعامل به فى الأحداث السابقة، وهذا التزام منى بالقيم المهنية والوطنية. ولا أشك لحظة فى أن كل طرف سيسعى لاستقطابى لصالح قضيته وربما ينالنا فى معرض ذلك جانب من الأذى، لكن ما أريد التأكيد عليه أن الحقيقة لا تحتاج إلى مجهود كبير لإظهارها، وأن الحق ليس فى حاجة إلى الدفاع عن نفسه.
● هل تخشى تهمة الطابور الخامس التى تلاحق كثيرا من الشخصيات العامة وتلاحقك بشكل شخصى حتى قبل أن تعود؟
أنا سمعت هذا الكلام كثيرا فى مراحل مختلفة، وأعتقد أنه صار واضحا لنا جميعا بعد ثلاث سنوات من الثورة أن كل مرحلة من مراحلها تشهد محاولات من جانب كل فريق لتشويه صورة من يعتقدون أنه خصم أو أنه لا يقف فى خندقهم. لكننا جميعا فى قرارة أنفسنا نعلم جيدا من نحن. كل واحد منا يعلم طبيعة معدنه ويعلم أين يقف ويعلم ماذا يريد؟. من حق كل منا أن يكون ما يشاء، لكن ليس من حق أى منا أن يحتكر الحقيقة أو أن يصادر على الآخرين حقوقهم. أما فيما يخصنى كصحفى فليس من حقى أن أقف إلى جانب فريق سواء من الناحية السياسية أو الأيديولوجية إلا فيما يمس القيم المهنية والوطنية. واجبى هذا يحتم على أن أقدم للمشاهد المعلومة الخام، أمينة، دقيقة، موثقة، مع التحليل المهنى المجرد، وعلى المشاهد من بعد ذلك أن يتخذ موقفه بنفسه بالطريقة التى يراها.
● دائما وأبدا كنت تحرص على وجود جميع الاطراف على مائدة الحوار.. كيف ستمثل الإخوان؟
من الناحية المهنية، أنا لست وصيا على ذهن المشاهد ولا أعتقد أن المواطن المصرى، حتى هذا الذى لا يقرأ ولا يكتب، طفل غرير أو متخلف عقليا كى أحرمه من الاستماع إلى صانع للحدث. هذا حقه على، أما واجبى تجاهه فهو أن أقدمه له فى سياق عادل، متزن، يساعد على توضيح الصورة. ومن الناحية الوطنية، نحن فى أمس الحاجة إلى وضع حد سريع لتدهور حالة النسيج المجتمعى فى مصر. الأمر بهذا المعنى أكبر وأخطر من مجرد صراع على السلطة فى فترة زمنية محدودة معلومة، بل إنه يتعداه إلى مستقبلنا جميعا على المدى البعيد ومستقبل أبنائنا. إذن فمن الناحيتين، المهنية والوطنية، أرحب بجميع الأطياف فى عملى مادامت فى قلب الأحداث ومادامت تحترم القانون وحقوق الآخرين.
● قناة on tv التى تظهر على شاشتها تعتبر هذا التيار ارهابيا.. فكيف ستتعامل معه فى آخر كلام؟
أولا أتحفظ على أن القناة ترى تيارا بشكل عام إرهابيا. نعم كانت لدىّ بعض التحفظات على الأداء الإعلامى فى الغالبية العظمى لوسائل الإعلام داخل مصر أو خارجها فى الفترة الأخيرة، لكن قناة «أون تى فى» تدرك ذلك وتعيد ضبط البوصلة بكل شفافية نحو ما عودت المشاهد عليه من مهنية وشفافية. ورأيى أن من الخطأ إطلاق الأوصاف على الناس. الأوصاف، من الناحية المهنية والقانونية والأخلاقية، تطلق على الأفعال لا على الناس، وطوال مشوارى المهنى لم أطلق على شخص وصف إرهابى أو مجرم أو لص، اللهم إلا إذا كان مزينا بذلك الوصف قضائيا. لكن واجبى كصحفى يلتزم القيم المهنية والوطنية أن أصف الفعل إذا كان إرهابيا أو مجرما بأنه كذلك. فإذا حمل أحدهم السلاح واعتدى على شخص مسالم فهذا فعل إرهابى إجرامى، وهو ما ينطبق أيضا على فعل التحريض على الأذى. وقناعتى أننا إذا بدأنا فى إطلاق الأوصاف على الأفعال لا على الأشخاص سنتجنب الكثير من سوء الفهم، وسنقترب أكتر مما نريده جميعا وهو دولة القانون.
● يسرى فودة كانت مقدمة برنامجه تعتبر مساحة رأى.. هل ستتخلى عن ذلك فى الشكل الجديد للبرنامج؟
أنا لا أعبر عن رأيى فى برنامجى إلا نادرا، وحين أفعل هذا ألفت انتباه المشاهد إلى أنه رأيى أنا وليس خبرا أو معلومة. لكننا فى نهاية المطاف بشر نخطئ ونصيب ونفعل وننفعل، فإذا أضفت إلى ذلك خصوصية ثورة جامحة لا تزال مستعرة تدرك مدى صعوبة البقاء على خط الحياد طوال الوقت. الإنسان يحاول، وأحيانا يوفق وأحيانا أخرى لا يوفق. عزائى أننى أذكر نفسى دائما وأذكر زملائى بأننا نعمل فى مجال الصحافة التليفزيونية لا فى مجال المسرح ولا حتى فى مجال الكتابة الإبداعية، وقواعد العمل الصحفى متاحة لمن لا يعرفها.
● كيف ترى 30 يونيو.. ثورة أم انقلابا أم موجة جديدة لثورة 25 يناير؟
نخطئ كثيرا إذا نظرنا إلى 30 يونيو فى حد ذاته بغض النظر عما سبق من أحداث، وما أرجوه أن يستوعب الجميع أن 30 يونيو مرحلة أخرى لثورة 25 يناير طويلة النفس، وما أتمناه أن يكون لدينا جميعا قدرة على الصبر وتحمل آلام عملية جراحية كبرى لا يزال فيها قلب مصر مفتوحا. واعتقادى، لا يزال، أننا نمر من مرحلة إلى أخرى بعملية تعلم متواصلة؛ فمازلنا حتى الآن يتعرف بعضنا على البعض الآخر، وهذا يستلزم ضرورة الوقوف أمام منحنيات بعينها فى مسيرة الثورة والتعلم من الأخطاء حتى لا نقع فيها مرارا وتكرارا، وإلا سيطول ما نحن فيه وتكون الخسائر أكثر كلفة.
● الفريق أول عبدالفتاح السيسى وهو صديق لك.. هل تراه تعلم من أخطاء المجلس العسكرى بعد ثورة 25 يناير؟
التقيت الفريق أول عبدالفتاح السيسى ثلاث مرات فقط، منها مرة فى مرحلة مبكرة جدا من ثورة 25 يناير خلال ال18 يوما الأولى مع مجموعة من الزملاء الإعلاميين والمثقفين، ثم التقيته مرتين أخريين خلال العامين الماضيين وكان رأيى فيه من أول يوم مثل كثيرين أنه إنسان مهنى وطنى، ولديه القدرة على رؤية عميقة للمجال الذى يعمل به وأنه استطاع ان يرتفع بمعنويات القوات المسلحة بعد فترة مؤلمة مرهقة سواء من وجهة نظر المؤسسة العسكرية أو من وجهة نظر الشارع الثورى أيام المجلس العسكرى السابق. وفى نفس الوقت أدرك تماما لماذا ارتفعت شعبيته إلى هذا الحد بعد 30 يونيو، وفى اعتقادى أن الأسابيع والأشهر القليلة القادمة ستسفر لنا عن الكثير، لكن لديه قدرة على قراءة الموقف بشكل عميق، وانتخاب القرار الصائب فى اللحظة الصائبة.
● هل توافق على أن يترشح لرئاسة الجمهورية؟
الصحفى لا ينبغى له أن يكون مع أو ضد، وأنا أؤمن أنه من حق أى إنسان مصرى أن يترشح للرئاسة بما ينظمه القانون، فإذا أجمع ما يكفى من المصريين على انتخاب شخص ما، أنا كصحفى سأقول إن غالبية المصريين انتخبوا ذلك الشخص.
● كيف ترى ازمة باسم يوسف ومنع قناة cbc بث حلقات برنامجه الجمعة الماضية؟
سواء كانت هذه الأزمة مع الزميل باسم يوسف أو مع غيره أنا دائما مع حرية التعبير لأنى اؤمن بأنه لا يخاف من الكاميرا أو من الكلمة إلا من لديه شىء يخفيه. نحن جميعا نستمتع بإبداعات فريق عمل برنامج البرنامج وأتمنى أن تحل المشكلة بينه وإدارة القناة بشكل يحفظ للبرنامج ولأسرة الإعلام فى مصر وكل المدافعين عن حرية التعبير حقهم الطبيعى. وأيا ما كان الفريق الذى تنتمى إليه يجب أن تعلم أن تعطيل برنامج او إغلاق جريدة هو خبر غير سار لأى طرف من الأطراف.
● الاعلام الآن صوت واحد.. فهل يسرى فودة سيكون صوته مختلفا؟
أعلم أنك تشير إلى مرحلة ما بعد 30 يونيو، وفى رأيى أن ما حدث بعد هذا التاريخ فى الإعلام بشكل عام هو حالة من «السعار»، كانت انعكاسا لحالة السعار التى وجدت على الأرض فى جانب من الشارع المصرى التى هى فى حد ذاتها كانت رد فعل قويا على عام من حكم الإخوان المسلمين لم يستطيعوا خلاله أن يضموا جميع طوائف الشعب وأن يطمئنوا الناس على أن مصر لن تذهب فى اتجاه أحادى يغلب مصالح فئوية لجماعة ما على مصالح الوطن كله.
● هل هذا يعنى أنك تراه سعارا مبررا؟
لو كان مبررا إلى هذا الحد لما سميته «سعارا». أتفهّم جانبا من ردة الفعل؛ فالإخوان المسلمون عندما تسلموا مصر لم يستطيعوا أن يشركوا الآخرين معهم حتى يستفيدوا من خبراتهم وتستفيد مصر بشكل عام، بل إنهم اتجهوا فى الفترة الأخيرة إلى الانفراد بالحكم وإلى محاولة تحويل الدفة تأثيرا فى هوية مصر وفى مستقبلها كله. لدىّ كل التفهم أن كثيرين داخل مصر، وأنا واحد من هؤلاء، كانوا قلقين إلى أبعد الحدود قبيل الثلاثين من يونيو من محاولات يمكن تسميتها باختطاف مصر وتوجيهها فى اتجاه معين لا يأخذ صالح الوطن فى الاعتبار الاول بقدر ما يأخذ صالح جماعة بعينها، فهذا لم يكن صحيحا ولا يمكن قبوله. أما رد الفعل على ذلك، فجانب منه يتفهم والجانب الاخر لا يتفهم، لأن الامور عندما تزيد على حد معين تتحول إلى حالة من السعار الضار الذى نتحمل ثمنه جميعا.
● كيف ترى ترقب قطاع كبير من الجمهور لعودتك وتعليقهم عليها الكثير من الآمال؟
ربنا يستر. لا أستطيع أمام هذا سوى أن ألتزم بما أحاول دائما أن ألتزم به. إن أصبنا فإننا نشكر جمهورنا على هذه الثقة، وإن أخطأنا نلتمس منه العذر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.