بعد رحلة فى عدة مهرجانات إقليمية ودولية شملت (تورنتو، لندن، مونبيليه)، وأبوظبى السينمائى حاليا، تستعد دور العرض حاليا لاستقبال فيلم «فرش وغطا»، خلال أيام قليلة. ورغم النجاح الذى حققه الفيلم فى تلك المهرجانات، لكن بطله الفنان آسر ياسين، لا يخفى قناعته بأن «فرش وغطا» ليس فيلما جماهيريا، ومن هنا سيكون طرحه فى عدد محدود بدور السينما، ولفترة محددة، لكنه لا يستبعد أن يفاجئه الجمهور بحجم الإقبال عليه خاصة أنه عمل متميز فنيا، وأقرب إلى السينما المستقلة. • حدثنا عن الرحلة التى قام بها الفيلم فى عدة مهرجانات؟ بدأ الفيلم بالعرض فى مهرجان «تورنتو» السينمائى الدولى ثم لندن السينمائى الدولى، وكان العرض جيدا جدا حيث استقبله الجمهور بإشادة واسعة منحتنا ثقة كبيرة، كما يشارك حاليا فى مهرجان أبوظبى، وسوف نحضر كصناع العمل العرض مع الجمهور للاستماع إلى تعليقاتهم وآرائهم عن الفيلم. • ما هى الانطباعات التى خرجت بها من عرض الفيلم فى تلك المهرجانات؟ كانت إيجابية جدا، وعبر مشاهدو العمل عن احترامهم للفيلم وموضوعه، حيث إن الفيلم ذو طبيعة خاصة فى طريقة تناوله وهو ما جذب الجمهور له بشكل كبير، حيث إنه فى بعض الأحيان كان نتيجة انطباعات الجمهور فى اليوم الأول يزداد الحضور فى يوم العرض الثانى للفيلم، بالإضافة إلى أن بعضا ممن شاهدوا الفيلم من المصريين عبروا عن أملهم فى الإكثار من تلك النوعية من الأفلام. • حدثنا عن دورك فى العمل والإطار الذى يدور فيه؟ أقدم دور شخص تم تهريبه من السجن أثناء اقتحامها أيام الثورة، ووجد نفسه فى الشارع لا يفهم ما يجرى، ويحاول أن يعود إلى أهله لمعرفة ما يحدث ويفهم ما يدور حوله، وفى تلك الرحلة من البحث يصطدم بالوضع، وحينها يحاول معرفة ما هى الثورة وما هى اللجان الشعبية وغيرها، ولهول الحدث يحاول إيجاد تفسير لكل ما يجرى، ويحاول الفيلم فى إطار درامى وثائقى تناول الطبقة المهمشة التى تأثرت وما زالت بعد الثورة ولم يلتفت إليها أحد، كما يتحدث فى العمل أشخاص حقيقيون فيتحدثون عن الواقع الذى نعيشه. • وكيف سيكون العرض الجماهيرى فى ظل الظروف الحالية؟ الفيلم سوف يتم طرحه فى دور العرض بشكل مختلف، ولن يتم التعامل معه مثل الأفلام التجارية، حيث سيتواجد فى عدد معين من دور السينما ولفترة محدودة، والفيلم يعتمد بشكل أكبر على الصورة أكثر من الحوار، حيث إن «الديالوج» نجده قليلا جدا فى العمل، وهو ما يجعله مزيجا بين السينما الروائية والتسجيلية. • لماذا تم اللجوء إلى تلك الطريقة الخاصة فى عرض الفيلم؟ تلك النوعية من الأفلام الأقرب للسينما المستقلة تحتاج إلى أن يعتاد عليها الجمهور، كما أننا نعيش تجربة السينما المستقلة التى لم يكن يعرف عنها أحد أى شىء، ومع مرور الوقت أصبح هناك إقبال عليها، وتم عمل مهرجانات خاصة بها، وأصبح لها جمهور. • هل هذا يعنى أنك تتخوف من عدم نجاح الفيلم جماهيريا؟ لا.. لست متخوفا، على الرغم من أنه يجب أن أعترف بأن الفيلم ليس جماهيريا إلا أن الطابع الفنى به جيد، كما أن لدى قناعة بأن الجمهور يحمل دائما المفاجآت، مثلا فى فيلم «رسائل البحر» كان الجميع متخوفا من نجاح العمل، وعلى عكس التوقعات حقق نجاحا جماهيريا كبيرا، بالإضافة إلى أنه كان نقلة فنية بالنسبة لى، وبالنسبة لفيلم «فرش وغطا» حتى الآن هناك ردود أفعال جيدة جدا من المصريين فى لندن وتورنتو. • كيف ترى صناعة السينما فى الفترة الحالية فى ظل الانتقادات التى توجه للأفلام المعروضة حاليا؟ على المستوى الفنى هناك العديد من التعليقات حول التدنى فى الذوق الفنى، ولكن لو تطرقنا إلى صناعة السينما بشكل عام يجب أن نعى أن تلك الأفلام هى من صنعت رواجا سينمائيا فى الفترة الأخيرة، وأعادت الجمهور للسينما، ومن الممكن أن تدفع المنتجين للعودة مرة أخرى للسينما. • ما تقييمك لتلك الأفلام وتأثيرها على صناعة السينما؟ أنا لم أشاهد أيا من تلك الأفلام، ولكن مادامت هى البديل الوحيد المتواجد، ومنتج تلك السلعة ناجح فى ترويجها، فيجب ألا يلومهم أحد، وفى النهاية الموضوع موضوع اختلاف أذواق. • فيلمك «أسوار القمر» تم تأجيله عدة مرات.. هل من جديد حوله؟ انتهينا من تصوير العمل العام الماضى، وأعتقد أن عمليات المونتاج أيضا انتهت، وحول تأجيله أعتقد أن أى منتج قام بإنفاق ميزانية ضخمة على فيلم كبير مثل هذا، سيكون من الصعب المخاطرة وطرحه فى الوقت الحالى، وذلك لعدة أسباب منها حظر التجوال الذى يلغى أهم حفلتين وهما حفلة 9 ومنتصف الليل، لذا ينتظر منتج العمل بعض الاستقرار. • «بيبو وبشير» كان آخر أعمالك السينمائية فى 2011.. لماذا غبت كل تلك الفترة؟ لم أغب، فقد انتهيت من «أسوار القمر» العام الماضى، و«فرش وغطا»، ولكن فى 2012 اتجه معظم الفنانين للعمل الدرامى، فقدمت مسلسل «البلطجى»، كما أن الظروف الصعبة التى تمر بها السينما هى السبب، وأتمنى أن تبدأ فى مرحلة التعافى فى الفترة المقبلة.