يعجز عن الحركة، لا تفارقه الدموع، مصيبته ليست في رحيل ابنته مريم ذات الثمانية أعوام، ولكن في ابنه فلوباتير 4 أعوام، الذي يرقد في العناية المركزية بالمستشفي العسكري أثر طلق ناري أخترق بطنه، وزوجته التي أصيبت ب 4 رصاصات وترقد في غرفة الإنعاش، وخاله سمير الذي رحل بعد إصابته برصاصة في صدره، وخالته كاميليا التي ماتت فور إطلاق الرصاص على رقبتها. يتذكر أشرف مسيحة والد الطفلة مريم، التي توفيت عقب إطلاق النار على كنيسة العذراء بالوراق، آخر اللحظات التي جمعته بابنته قائلا "كنت أستعد للذهاب إلى زفاف أختي في كنيسة العذراء والملاك بالوراق وكانت مريم سعيدة بفستانها الجديد ولأنها تحب خالتها " العروسة " وطوال الطريق تسألني عن خالتها العروسة، وكانت زوجتي تطلب منها أن تهتم بدراستها وتطيع معلمتها". ويصمت أشرف وينظر الي السماء وتزرف عينيه بالدموع " وصلنا إلى الكنيسة، وكانت مريم مشتاقة أن ترى خالتها بفستان الفرح ونظرت إلى زوجتي وقلت لها عقبال ما نشوف مريم عروسة ولابسة فستان الفرح، وبعد ذلك التفت عائلتي حول مريم وفلوباتير لأنهم يحبونهم، واتصلت بزوج أختي ( العريس ) سألته عن مكانه وأسباب تأخيره ولحسن حظه أنه كان يقف بسيارته بعيدا عن الكنيسة بأمتار قليلة". ويكمل أشرف، حديثه قائلا " فجأة انهال الرصاص علينا، وجريت على مريم، ولكنها أصيبت بوابل من الرصاص اخترق قلبها ونظرت حوالي وجدت زوجتي تحضن ابني فلوباتير خوفا عليه وأصيبت ب 4 رصاصات، وأصيب فلوباتير برصاصة في بطنه، وكنت أزحف على الأرض خوفا من الرصاص المنهمر، ونظرت في عين خالي سمير الذي أصيب برصاصة في صدره، وعندما هرب الملثمون الإرهابيون ذهبت إلى مريم وحملتها وكانت على قيد الحياة، وكانت تصرخ من الألم وذهبت بها إلى المستشفي وكنت أصرخ في وجهها " يا مريم أنا بابا.. استحملي.. هتعيشي ياحبيبتي.. أوعي تموتي علشان خاطري". ويواصل الأب المكلوم، كان الرصاص يملؤ جسدها الصغير، وعندما دخلت المستشفي وصمتت مريم وماتت وكانت آخر كلمة قالتها لي "بابا أنا تعبانة أوى"، وسألت الطبيب هي مريم مالها قال لي البقية في حياتك فقلت له " هو في أمل؟ فقال " مفيش أمل وهناخدها للمشرحة دلوقتي "، وطلبت منه أن يطمئن على زوجتى التي كانت تحاول الوقوف وقت الحادثة لكي تحمل فلوباتير، ولكنها انهارت عندما رأت الرصاص في بطنه، وسقطت، فقام شباب الكنيسة بنقلها إلى المستشفي ومعها فلوباتير، ولكن قابلنا طبيب آخر وأخبرني أن خالي توفي". وصرخ أشرف والدموع في عينه قائلا " لا أعرف مصير زوجتي التي لا تعلم حتي الآن شيئا عن وفاة مريم، ولا أعرف هل سيموت فلوباتير أم لا". واتهم أشرف وزارة الداخلية بالتقصير الأمني، والتقاعس عن تأمين الكنائس قائلا "وزير الداخلية هو السبب، لأنه لم يؤمن الكنائس، واحنا مش بتوع سياسة لكن بندفع التمن فى الآخر". وأوضح أشرف أنه تلقي اتصالا من البابا تواضروس، الذي أرسل وفدا من الأساقفة والكهنة للاطمئنان عليه وعلى زوجته.