تلوح فى الأفق محاولات جديدة لتقريب الفجوة بين الدولة وجماعة الإخوان، ففى وقت تستعد فيه القاهرة لاستقبال المبعوث الأوروبى برناردينو ليون، مساعد مفوضة العلاقات الخارجية الأوروبية لشئون الديمقراطية بالاتحاد الأوروبى، تطرح الجماعة الإسلامية مبادرة جديدة لنزع فتيل الأزمة، فيما تؤكد مصادر إخوانية وجود بوادر خلاف بين قيادات الجماعة المحتجزة، حول طريقة التفاوض مع الدولة. تأتى محاولات الصلح بين الطرفين، تزامناً مع مظاهرات إخوانية محدودة شهدتها عدة مناطق بالقاهرة والمحافظات، أمس، بمناسبة مرور 100 يوم على عزل محمد مرسى، ولم يتجاوز أعداد المتظاهرين بضعة آلاف. وقطع المتظاهرون الطريق أمام المحكمة الدستورية، فيما وقعت مناوشات بين الإخوان والأهالى فى الجيزة وبعض شوارع الإسكندرية. وفى سياق آخر تشير مصادر بالجماعة إلى وجود تباين فى موقف القيادة الحبيسة فى طرة، حيث يصر البعض على أن استمرار الحشد ولو بتكلفة دم عالية سيؤدى لخضوع من يسمونهم «سلطة الانقلاب»، وهو المعسكر الذى يقوده خيرت الشاطر، وفى المقابل يرى آخرون أن الحديث عن عودة محمد مرسى والابقاء على دستور 2012 دون تعديلات، أصبح يمثل افراطا فى التفاؤل، وأن الوقت قد حان لتقليص خسائر الجماعة. وفى المقابل تقول كوادر شابة بالجماعة إن السلطة الحالية أصبحت أمرا واقعاً يجب التعامل معه على اعتبار أن الخاسر الأكبر من الوضع الراهن هو مستقبل الإخوان كجماعة وكمشروع. ويقول مصدر إخوانى إن الشخصيات التى تتحاور مع جميع الجهات والأفراد بشأن أى حلول مقترحة - مثل عمرو دراج ومحمد على بشر - ما زالت خاضعة لتعليمات خيرت الشاطر الرجل الثانى فى هيكل التنظيم والأقوى فعلياً. المصدر ذاته يرى أن تجاوز الشاطر «مستحيل فعليا»، ولكن تقديم حزمة تلقى دعما واسعا من الإخوان، يمكن ان تخرج خيرت عن حالة الانكار، وتجعله يستعيد قدرته التفاوضية التى تراجعت بسبب عناده. وتتضمن مبادرات الإخوان الابقاء على التظاهر، وعدم المساس بدستور 2012، لحين اجراء انتخابات برلمانية يتم على أساسها تكليف لجنة منتخبة للنظر فى بعض التعديلات، والأمر الثانى هو بدء الانتخابات الرئاسية ثم البرلمانية، فتشكيل حكومة ثم تعديل بعض مواد الدستور الخلافية. من جانبها تقول مصادر حكومية إنه لا حديث اطلاقا عن أى تعديل فى خارطة الطريق. وفى سياق متصل، قال الأمين العام لحزب البناء والتنمية، علاء أبوالنصر، إن المبادرة التى تحدَّث عنها عبود الزمر، ليست شخصية، وإنما هى مبادرة للجماعة الإسلامية، وإنهما يفضلان عدم التحدث بشأنها خوفا عليها من الفشل، فى الوقت ذاته، نفت قيادات فى تحالف دعم الشرعية، أن تكون هذه المبادرة تم عرضها فى اجتماعات التحالف، وشدد القيادى مجدى قرقر، على أن التحالف ليس لديه علم بالمبادرة الجديدة.