سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تقرير المعمل الجنائي لقسم كرداسة: المتهمون هاجموه بقذيفتي آر بى جى وجرينوف 5 تشكيلات لتأمين فريق النيابة العامة وخبراء المفرقعات والحماية المدنية أثناء معاينة المدينة
كشفت معاينة النيابة العامة والمعمل الجنائى، لقسم شرطة كرداسة، الذى تعرض للاقتحام والحرق على خلفية فض اعتصامى جماعة الإخوان فى رابعة العدوية والنهضة يوم 14 أغسطس الماضى، عن مهاجمة المتهمين للقسم بقذيفتى آر بى جي، وأسلحة جرينوف وآلية، ثم إشعال النيران فى المبنى، وإحراقه باستخدام مواد سريعة الاشتعال، من بينها البنزين، بالإضافة لقتل وسحل وتعذيب 14 ضابطا وفردا بالقسم. وحصلت «الشروق» على تفاصيل المعاينة التصويرية للأحداث، التى أجراها فريق من نيابة شمال الجيزة الكلية، وخبراء المفرقعات، والمعمل الجنائى، والحماية المدنية، على مدار 4 ساعات، أمس الأول. واصطحب فريق النيابة فريقا من الطب الشرعى مكونا من 8 أفراد و3 ضباط عمليات خاصة تابعين لإدارة المفرقعات والحماية المدنية. وضم فريق النيابة الذى ترأسه المستشار محمد أباظة، رئيس نيابة شمال الجيزة الكلية، كلا من إبراهيم بدوى، ومحمد مكى، وكريم الجرف، وكلاء أول نيابة الحوادث، حيث تبين من المعاينة احتراق جميع أدوار القسم، بالإضافة لآثار طلقات سلاح متعدد وجرينوف داخل القسم وخارجه، اخترقت الجدران، كما تبين إتلاف جميع الحجرات الموجودة داخل المبنى، وحرق المكاتب والأوراق، بالإضافة إلى آثار تكسير لأماكن تخزين الأسلحة، وغرف الحجز والأحراز، وآثار تكسير بالسور الخارجى، نتيجة إطلاق قذائف، واحتراق 8 سيارات شرطة. ووثقت النيابة عبارتين مكتوبتين على المدخل الرئيسى للقسم ب«الإسبراي» الأسود، هما «وانتصرت إرادة الله»، و«هذا جزاء الظالمين»، وفور الانتهاء من معاينة القسم، انتقلت النيابة إلى ساحته، التى تم إلقاء جثث الضباط فيها، لوضع تصور للواقعة، وكيفية حدوثها، ومطابقتها بأقوال الشهود فى التحقيقات، كما تمت معاينة الأماكن الأخرى التى تم نقل جثث الضباط الشهداء إليها، بعد التمثيل بهم، ومن بينها منطقة ناهيا، خاصة الطريق الأبيض، الذى تم العثور فيه على جثة الشهيد عامر عبدالمقصود، نائب مأمور المركز، على حافة ترعة اللبينى. وانتقلت النيابة لمعاينة موقع مسجد الشاعر، الذى قام المتهمون بالتمثيل بجثث الضباط بجواره، ثم وضعهم على جدرانه وداخله، حيث تم احتجاز مساعد فرقة شمال أكتوبر، اللواء مصطفى الخطيب، داخل المسجد، لمدة 3 ساعات، تعرض خلالها للاعتداء بالضرب، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، كما عاينت النيابة محيط مسجد الشاعر، وموقع العثور على جثة الشهيد، اللواء محمد جبر، مأمور قسم كرداسة، وموقع العثور على 5 جثث لأمناء شرطة فى نفس المكان، لمطابقتها بأقوال الشهود. وعاين فريق النيابة موقع استشهاد اللواء نبيل فراج، مساعد مدير أمن الجيزة، أثناء عملية اقتحام أجهزة الأمن لمدينة كرداسة، الشهر الماضى، لتطهيرها من العناصر الإجرامية، والمطلوبين على ذمة قضايا، والصادر بحقهم قرارات ضبط وإحضار من النيابة العامة، كما قام أعضاء النيابة بتصوير جميع المعاينات بالفيديو، لإرفاقها بملف القضية. وأكدت مصادر قضائية مقربة من فريق النيابة المكلف بإجراء المعاينات، أن «تلك المعاينة لن تكون الأخيرة، فهناك العديد من الجرائم التى ارتكبت فى عدد من المنشآت داخل كرداسة، وسيتم معاينتها تباعا خلال الأيام المقبلة»، مضيفة فى تصريحات ل«الشروق» أن «تلك المعاينات ستشمل المواقع التى تم إطلاق النيران منها، سواء من المسلحين، أو أفراد الشرطة، والمنازل التى احترقت عقب دخول الأمن لكرداسة، وشركة الغاز الموجودة فى المدينة، بعد تفجير مجهولين لقنبلتين بأحد المواسير الرئيسية لها، بالإضافة إلى عدد من المدارس التى يظهر بها آثار لطلقات نارية». وأشارت المصادر إلى أن «سبب تأخير معاينة النيابة لمواقع الأحداث فى المدينة، هو التأكد من تأمين المنطقة، وخلوها من العناصر الإرهابية»، لافتة إلى دفع أجهزة الأمن ب5 تشكيلات مجهزة من الضباط والمجندين، ومدرعات الشرطة، لتأمين فريق النيابة العامة المكلف من النائب العام بإجراء معاينة لقسم شرطة كرداسة، لأول مرة بعد اقتحامه منذ شهرين.