يسافر الروائي طارق إمام نوفمبر المقبل لاستلام جائزة Museo de la Palabra "متحف الكلمة"، وهي جائزة إسبانية دولية، تنظم على مستوى أربع لغات هي الإسبانية والإنجليزية والعربية والعبرية. وفاز إمام عن قصته القصيرة "عين"، التي اختارتها لجنة التحكيم المكونة من نقاد ومثقفين وسفراء 22 دولة من جميع القارات، وقد تقدمت للجائزة قصص من 119 دولة، بلغ عددها 22 ألف و571 قصة. وحفل تسليم الجائزة يأتي بالتزامن مع اليوم العالمي للكلمة، في العاصمة الإسبانية مدريد، حيث سيكون القصر الملكي الإسباني مكان الاحتفال، ويسلم الملك خوان كارلوس الجائزة، لطارق وعدد من المبدعين من مختلف دول العالم. وقصة طارق إمام، أحد الروائيين المتميزين في جيله، حملت عنوان " عين"، مكونة من مائة كلمة فقط، شديد التكثيف والتأمل، وننشرها هنا:" ذات مرة، وجدت عينا ملقاة في أحد الشوارع، حقيقية.. حتى أنني عندما انحنيت والتقطتها برفق تلمستُ دموعَها. كانت ما تزال قادرة على النظر.. عين تختلف بالتأكيد عن تلك العيون المصفاة المتناثرة على أرصفة القاهرة. ظللت أحملها بحرص كي لا أفقأها، باحثا عن شخصٍ أهديها له. كنت أسترق النظر إليها، فأراها تتأمل المدينة مهزومة، دون وجه يرى بها، دون جارةٍ تشاركها النظر. في النهاية وكانت كفي الحريصة المثقلة بها أتعبتني اعتصرتُها بعنف، حتى شعرت بالدنيا تظلم أمامها. في ذلك اليوم بالذات، قابلتُ أشخاصاً كثيرين فقدوا كل شئ، إلا عيونهم، وفقط في البيت، تذكرت أنني ذات يوم، فقدت عيناً".