تظاهر أكثر من ثلاثة آلاف شخص في شوارع العاصمة السودانية الخرطوم، اليوم السبت، للمطالبة بتنحي الرئيس عمر البشير، بعد أيام من توترات قتل فيها العشرات. وتأتي المظاهرات اليومية الأسبوع الماضي، في أعقاب قرار الحكومة رفع الدعم عن الوقود وغاز الطهو. وذكرت الشرطة، أن مسلحين مجهولين قتلوا أربعة محتجين بالرصاص أمس الجمعة، ليرتفع العدد الرسمي للقتلى إلى 33. وفي حي بري بالخرطوم، تجمع أكثر من ألف شخص للمشاركة في جنازة أحد الضحايا، وهو الطبيب صلاح السنهوري من أسرة بارزة لها صلات قوية بالحكومة. وردد المحتجون، هتافات "حرية.. حرية" و"الشعب يريد إسقاط النظام"، وأغلقوا طريقا رئيسيا. وتظاهر أمس الجمعة، أكثر من خمسة آلاف شخص في الخرطوم، في أكبر احتجاجات تشهدها العاصمة السودانية منذ سنوات. وأفلت البشير، الذي جاء إلى السلطة بعد انقلاب في عام 1989، من انتفاضات الربيع العربي التي أطاحت بحكام دول بالمنطقة، لكن الغضب بسبب الفساد والتضخم المتزايد تصاعد. وظل البشير، في السلطة رغم تمرد وعقوبات تجارية فرضتها الولاياتالمتحدة وأزمة اقتصادية ومحاولة انقلاب العام الماضي وأمر اعتقال صادر بحقه من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب، ولا زال يتمتع بدعم الجيش وحزبه والكثير من رجال الأعمال. ونقلت منظمة العفو الدولية ومقرها لندن والمركز الإفريقي لدراسات العدل والسلام ومقره نيويورك، عن شهود وأقارب قتلى وأطباء وصحفيين، قولهم إن 50 شخصا على الأقل قتلوا بالرصاص في الصدر أو الرأس بحلول مساء أول أمس الخميس.