«إدراج الإخوان على قوائم الإرهاب الدولية يمر بطريقين لا ثالث لهما.. موافقة مجلس الأمن أو ثبوت ارتباط الجماعة بتنظيم القاعدة».. هكذا أوضح مصدر دبلوماسى غربى بالاممالمتحدة، رغم استبعاده امكانية ادراج جماعة الإخوان على قوائم التنظيمات الارهابية التى تضعها المنظمة الدولية فى الوقت الحالى. وبحسب المصدر وهو عضو فى بعثة احدى الدول الاعضاء فى مجلس الامن فإن هذا الإدراج يمر عبر طريقين، الاول يستلزم أن ينشئ أولا مجلس الامن لجنة عقوبات خاصة بمصر، ثم يطلب أحد اعضاء المجلس إدراج الإخوان على القوائم ثم يتم تمرير القرار بالإجماع». ووفقا للدبلوماسى الذى تحدث ل«الشروق» عبر الهاتف وفضل عدم كشف هويته، فإن توفر هذه الشروط «من الناحية الفنية غير وارد على الإطلاق»، ويحتاج إنشاء «لجنة عقوبات» على غرار اللجان المُشكلة بشأن السودان وكوريا الشمالية أو العراق من قبل الرجوع إلى الفصل السابع من ميثاق الاممالمتحدة، واثبات أن الوضع فى مصر «يهدد السلم والأمن الدوليين» وأنها ليست قضية ذات طابع «وطنى محلى»، ويتبع هذا الإثبات فرض جزاءات اقتصادية أو تدابير محددة الهدف كحظر الأسلحة أو منع السفر أو فرض قيود مالية أو دبلوماسية على فئة أو طائفة بعينها. وحسب مصادر «الشروق» فإن مجلس الامن لا يستطيع التعاطى مع الوضع فى مصر لاعتباره وفق ميثاق الاممالمتحدة تدخلا فى شأن داخلى، «ولهذا لم تخرج الجلسة المغلقة حول مصر بنص مكتوب وكانت هذه هى المرة الأخيرة التى طرح فيها الملف المصرى بشكل رسمى ولفترة وجيزة جدا».، مضيفا «مصر ليست على جدول الأعمال». أما الطريقة الثانية فليست اقل صعوبة وترتبط بما تسمى لجنة 1267، والتى تحمل اسم القرار الصادر عام 1999، ضد الأفراد والكيانات المرتبطة بتنظيم القاعدة. وتتكون اللجنة من الدول الخمس عشرة الأعضاء فى مجلس الأمن، ويجوز لأية دولة أن تطلب من اللجنة إضافة أسماء إلى هذه القائمة، مع تقديم الدلائل التى تدعم طلبها. «ايجاد هذا الرابط بين تنظيم الإخوان وتنظيم القاعدة شبه مستحيل، الشيء الوحيد هو أن تقول القاعدة إن الجماعة احد أفرعها»، يشرح الدبلوماسى ساخرا. بينما يُذّكر الباحث فى شئون الحركات الإسلامية ضياء رشوان ان تنظيم الجهاد المصرى لم يُدرج على القوائم الإرهابية الا بسبب تحالف أيمن الظواهرى مع زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن فيما عرف ب«الجبهة الاسلامية العالمية لجهاد اليهود والنصارى»، فى المقابل لم تخضع الجماعة الاسلامية للتصنيف ذاته، بالرغم من إدراج عدد من أعضائها فقط بسبب نفس التحالف وليس لما قامت به من عمليات فى مصر. ويستبعد دبلوماسى أوروبى أن تقدم الدول الاوروبية أو الاتحاد الاوروبى على «التفكير» فى إضافة جماعة الإخوان لقوائم الإرهاب، وذلك لحسابات داخلية بالأساس مرتبطة بوجود مواطنين إخوان على أراضيها». واحتاج الاتحاد الاوروبى لسنوات لإدراج الجناح العسكرى لحزب الله على قوائمه، وتم ذلك فقط قبل شهرين «لأسباب سياسية تتعلق بدعمه للنظام السورى»، ويتم التصنيف داخل الاتحاد الاوروبى عبر مجموعة عمل تسمى «غرفة التبرئة»، وهى مجموعة العمل الاكثر سرية فى بروكسل. ويتوقع الرجل الا تنتهج واشنطن طريقا مغايرا عن الاتحاد الاوروبى بإضافة الإخوان إلى قوائمها وهى الاكثر تشددا رغم محاولات الربط بين الجماعة المصرية وحركة حماس الفلسطينية أو بين مؤلفات سيد قطب وادبيات الجماعات الجهادية كما جاء فى عريضة وقعها أكثر من 190 الف شخص. العريضة، بعد ان حصدت ما يكفى من توقيعات، تخضع لمراجعة روتينية من موظفى البيت الأبيض قبل ان يتم إرسالها إلى خبراء ويصدر رد رسمى عليها فى موعد لم يعلن عنه.