«خليك مصدق».. أن الإخوان يريدون حق الشهداء الذين سقطوا، وأن معركتهم التى يعبرون عنها فى الشوارع وعلى الشاشات الداعمة ليست مجرد صراع سلطة لا مكان فيه للإنسان وحقوقه، وانس تماما أن الجماعة لم تتظاهر يوما من أجل شهيد ليس من أبناء التنظيم أو يصب فى خانة مكاسبها السياسية، والدم عندها ليس كله حرامًا، كما أن «مرسيها» وهو فى السلطة لم يستعد حق شهيد واحد من أولئك الذين سقطوا من أجل أن يجلس على كرسيه الذى تبذل الجماعة من أجله الغالى من الدماء والنفيس من إهدار قدسية الوطن. وانس كذلك أن الجماعة وقياداتها أول من طرح على أهالى شهداء ثورة يناير «قبول الدية». وانس أيضا الشهداء الذين سقطوا فى عهد المعزول، فخرج يبكى على سيارة الرئاسة، فيما خرج مرشده يتحسر على النباتات. «خليك مصدق».. أن الإخوان ضد الدولة البوليسية القمعية، وهى التى نظر برلمانها قانونا للحد من التظاهر قبل غيره، ودافع عن الداخلية وقال: «معندهومش خرطوش»، وقال نوابها على المتظاهرين «بلطجية وضاربين ترامادول».. و«إيه اللى وداها هناك»، وقال مرسيها لضباط الأمن المركزى: «أنتم فى القلب من ثورة 25 يناير»، ورفض كل محاولات هيكلة الداخلية، وأصر على استكمال أمن الدولة عمله تحت تبعيته أو تبعية خيرت الشاطر، وقبل أيام من عزله وقف يتباهى ويشيد بوزير الداخلية الحالى قائلا: «الشرطة شغالة ومبتنامش». «خليك مصدق».. إن الإخوان ضد «العسكر» ويرفضون محاكمة المدنى عسكريا، وهم الذين بايعوا المشير فى «قندهارهم» أميرا، وسبوا ولعنوا من هتفوا بسقوط العسكر، ومنح دستورهم «المسلوق» كل الحصانة والاستقلال للقوات المسلحة اقتصاديا وتنظيميا، و«دستروا» محاكمة المدنيين أمام القضاء العسكرى، ودافعوا عن انتهاكات مجلس الوزراء، ولاموا الضحية فى مجزرتى ماسبيرو وبورسعيد، وكرموا القادة السابقين بالأوسمة، وحصنوهم من الملاحقة والمساءلة. «خليك مصدق».. أن الإخوان كانوا ينشدون دولة الدستور والقانون، وهم الذين أرادوا استبدال قضاة يُؤمرون بقضاة يُؤمرون، وخاضوا معركة مع القضاء لا تنشد الإصلاح وإنما تنشد السيطرة، وانقلب «مرسيهم» على دولة الدستور والقانون بإعلان دستورى قضى على كل أسس الدولة الديمقراطية القانونية، وعندما تراجع عنه بعد دماء نزفت وجراح توغلت وانقسام توسع، أبقى آثاره المعيبة قائمة، وسمح لأنصاره بحصار المحاكم وإهانة القضاة. «خليك مصدق».. أن الإخوان وهم يسألونك أين إنسانيتك يبحثون عن إنسانية عمياء تحافظ على الإنسان كونه إنسانًا، وهم الذين أغرقوا المشهد بكل ما ينزع الإنسانية، من التجارة بالموتى وتزوير الشهداء لنسبتهم للجماعة زورا وبهتانا «الحسينى أبوضيف نموذجا»، وحتى التهديد والترويع من «موتوا بغيظكم، وسنسحقكم، وقتلانا فى الجنة وقتلاكم فى النار، وسنحرق البلد»، مرورا بازدراء المختلفين سياسيا ودينيا. «خليك مصدق».. أن الإخوان يدافعون عن الدين، وهم الذين قدموا الصورة السيئة لمن يتاجر بدينه فيخلطه بالصراعات الدنيوية، ويدعى على الله ما ليس فيه، ويقحم الآيات البينات فى خلافات السياسة المتغيرة، ويفتح الباب للتكفير والطعن فى العقائد بسبب اختلافات سياسية، ويعد فيخلف ويحدث فيكذب، ويؤتمن فيخون، ويخاصم فيفجر، ويستغل الدين لبلوغ مراميه دون أن يخدم الدين بنموذج حسن. «خليك مصدق».. أن الإخوان أرادت إعلاما مهنيا، وانس أن إعلامهم الذين يملكون زمامه لم يكن مختلفا عن الانفلات السائد على الضفة الأخرى، وغارق فى التحريض والتخوين والاختلاق والتزوير. «خليك مصدق» أن نظام الإخوان ينتمى لمشروع الثورة، وكان غير نظام مبارك، بينما هو لم يسع لتثوير أو إصلاح، بقدر ما حاول تطويع دولة مبارك ببوليسيتها وفسادها وإعلامها، وقضاتها وأجهزتها لخدمة مشروع استبدادى جديد ينتمى لسابقه أو لمن يحاول العودة ليكون لاحقه. «خليك مصدق» أن الذين خرجوا لعزل مرسى هم من فتحوا الباب لمحاولات استعادة نظام مبارك، وليس مرسى وإخوانه.