رأى جابى خورى، منتج مسلسل «ذات»، أن السبب الرئيسى لكل ردود الأفعال الجيدة التى حققها العمل هى الصدق وعدم الاصطناع لأن الجمهور عندما يسمع أى كلمة فى الحوار يشعر أنه حوار حقيقى ولذلك فقد وصل إلى الناس. وعاد خورى بالذاكرة ليتحدث عن بداية المشروع قائلا: إنه بدأ من «بى بى سي» عندما اتصلوا به وأبدوا رغبتهم فى التعاون معه فيما يمكن تسميته بالدراما المسئولة وكان أول الموضوعات التى بدأوا بها هو مسلسل «دوران شبرا»، وبعدها كان المخرج التونسى الراحل مصطفى الحسناوى قد اقترح على شقيقته ماريان فكرة عمل مسلسل مأخوذ عن رواية «ذات» وبالفعل قامت ماريان بقراءة الرواية واقترحت تنفيذها، وقد وقعت فى حب الرواية عندما قرأتها خاصة أنها تتناول فترة كنت فيها خارج مصر. وأضاف أنه فى الوقت نفسه شعر بالخوف من تحويلها للدراما وكيفية ظهورها على الشاشة ولكنه قرر فى النهاية أن يقدم العمل، وقد كان فى البداية 15 حلقة، ولكن نتيجة ظروف خاصة بالتسويق والتوزيع قمنا بجعلها 30 حلقة وخصوصا أن المسلسل يبدأ عام 1952 وينتهى عام 2011 وهو ما يحتاج بالفعل ل30 حلقة. وأشار إلى أنه واجه صعوبات جمة خلال رحلة تنفيذ العمل للمساعدة فى خروجه إلى النور على هذا النحو، فمثلا السيناريست مريم نعوم كانت تسأل عن تواريخ الخطابات السياسية المهمة بدقة تصل لرغبتها فى معرفة الساعة التى تم إلقاؤه فيها لتبنى مشهدها الدرامى وطريقة استماع الأسرة له على توقيته الحقيقى. وهو ما دفعه كجهة منتجة للاستعانة بأستاذين فى التاريخ يتواجدان بصفة مستمرة وبناء الديكور والتأكد من كون هذا هو الطراز المستخدم من الأثاث والمنازل وقتها. وفجر جابى خورى مفاجأة حول الأرشيف التليفزيونى الخاص بماسبيرو، ومدى الاهمال الذى يعانى منه لدرجة أن السيدة التى كانت مكلفة من قبله بالحصول على نسخ من الأرشيف روت له أنها اضطرت إلى السير على شرائط ملقاة على الأرض بلا أى اهتمام. ووجه جابى دعوة للاهتمام بذلك الأرشيف وحمايته وهو شىء ليس صعبا بغض النظر عن التمويل، فهناك العديد من الجهات الثقافية العالمية التى ترغب فى حمايته وصيانته وهو شىء تعانى منه الثقافة السينمائية أيضا فيوسف شاهين بحث فى أرشيف المركز القومى للسينما عن نيجاتيف فيلمه «الأرض» ليجده فى نافذة بدون تكييف هواء والعلب تعرضت للصدأ وشاهين تعرف على نيجاتيف «الارض» من حرف الراء على العلبة. وأشار إلى أن تصوير المسلسل استغرق ثلاثة أعوام بكل ظروف الشارع المصرى وقتها والحالة الأمنية والهجوم الغريب الذى حدث عليهم أثناء التصوير بجامعة عين شمس من طلاب التيار الاسلامى برغم حصولهم على كل التصاريح اللازمة للتصوير بالجامعة وكيف استجابت إدارة الجامعة وقتها لهؤلاء الطلاب برغم كل هذا. ومن الصعاب التى واجهت المنتج ما حدث معه فى عملية التسويق، كما يقول، فهو حتى قبل شهرين فقط من حلول شهر رمضان لم يكن يعرف موعد عرض مسلسله ولا القناة التى ستعرضه، وهو ما قد يدفعه لعدم الانتاج التليفزيونى مرة أخرى، حسب قوله. وحول واقعة وجود اثنين من المخرجين فى عمل واحد أوضح خورى أنهم استعانوا بالمخرج خيرى بشارة لأنه كان من المفترض عرض المسلسل فى رمضان الماضى، ونتيجة إصرار المخرجة كاملة أبو ذكرى على أن تقوم هى شخصيا بمونتاج حلقات العمل مع «المونتيرة» منى ربيع كان لزاما أن نستعين بخيرى بشارة لتصوير بقية المشاهد، وبالفعل اتصلت به ووجدته يرحب وقام بإكمال العمل وجاءت الصدفة أنه يخرج جزء التسعينيات بكل تفاصيله وهى التفاصيل التى قدمها بشارة فى الكثير من أفلامه أى أنه قدم قسما زمنيا ليس جديدا عليه. وأضاف جابى أنه وبالرغم من أن العمل استغرق وقتا يقترب من 3 سنوات الا أنه قد تم عرضه فى التوقيت المناسب له تماما وهو سعيد جدا بكل ردود الفعل النقدية والجماهيرية التى وصلته بعد عرض العمل والتى تؤكد أن الناس تنتظر وتقدر دوما الأعمال الجيدة.