انفجار ضخم هز مدينة الشيخ زويد بمحافظة شمال سيناء، مساء أمس الاول، بعد انفجار سيارة يقودها انتحارى بمقر قسم الشرطة، ما أسفر عن تحطم أجزاء من القسم ومكتب الاستعلامات، وعدد من المحال المجاورة. وأفاد مصدر أمنى، أنه بفحص موقع الحادث، تم العثور على أشلاء جثة مجهولة الهوية وبقايا سيارة، وتم ارسال عينات منها إلى ادارة البحث الجنائى للكشف عنها وبيان هوية الجثة والمادة المتفجرة، مرجحا استخدام مادة «تى إن تى» شديدة الانفجار فى الحادث. ووفقا لروايات شهود العيان، فان ثلاث مجموعات على الاقل قامت بالتغطية على اقتحام السيارة المفخخة لبوابة القسم، حيث اتخذت مجموعة موقعها فى موقع مرتفع مقابل للقسم، وأن أحد أفراد المجموعة كان يحمل قاذف ار بى جيه، واخر يحمل رشاش نارى عيار 250 مم، بينما يساعده ثالث فى حمل صناديق الذخيرة، حيث قام الشخص الذى يحمل الرشاش باطلاق دفعات من الرصاص تجاه قناصة الشرطة والجيش، الموجودين أعلى مبنى القسم، للسماح لرفيقه باطلاق قذيفتين ار بى جيه أخطأتا مبنى القسم وسقطت بالقرب منه، فيما قامت مجموعة ثانية خلف قسم الشرطة من الجهة الجنوبية، تستخدم مدافع رشاشة من عيارات 250 مم باطلاق الرصاص على القناصة فى الجانب الجنوبى من مبنى القسم. اما المجموعة الثالثة فتكونت من ثلاثة افراد، حمل أحدهم رشاش من عيار 250 مم، وشخص اخر حمل صناديق الذخيرة، والثالث كان يحمل كاميرا احترافية مثبتة على حامل، بعد أن اعتلوا سطح عمارة سكنية تحت الانشاء. شهود العيان، اكدوا أن مجموعة من مرتكبى الحادث، أعطت إشارة لبدء الهجوم بإطلاق عيار نارى منفرد لتنبيه المجموعات الثانية لانطلاق الهجوم، وقد ارتدوا الثلاثة بناطيل عسكرية مموهة، وتيشرتات سوداء واقنعة على الوجه، وبدا من الاجزاء الظاهرة من الوجه ولون البشرة، انهم ليسوا من سكان سيناء، وانهم أطلقوا التكبيرات اثناء الهجوم وعند مغادرتهم سطح العمارة السكنية باتجاه سيارة كانت تنتظرهم على مسافة 200 متر من موقع الهجوم. عدد من أصحاب المحال التجارية، التى وقع فى محيطها الحادث، أكدوا أن سيارة سوداء انطلقت من الميدان مسرعة باتجاه بوابة القسم، حيث ارتطمت بشدة فى البوابة وجزء من غرفة الاستعلامات الملحقة بالبوابة البعيدة عن مبنى القسم الرئيسى بحوالى 30 مترا، والتى تقف خلفها عدة مدرعات تابعة للجيش والشرطة، ما خلف انفجارا هائلا تسبب فى دمار غالبية واجهات المحال التجارية وتضرر بوابة القسم وغرفة الاستعلامات، واربعة اكشاك قرب جدار القسم، وجزء من المسجد الرئيسى المحاذى لمبنى القسم، فيما أصيب أربعة مواطنين بشظايا الانفجار، وتم نقلهم إلى مستشفى العريش المركزى بسيارتى اسعاف نجحت فى دخول الميدان بعد الهجوم مباشرة. الهجوم بحسب الأهالى، استغرق حوالى 7 دقائق فقط، بينما فتحت قوات الامن النار لاكثر من ساعة ونصف الساعة تجاه اماكن يشتبه فى اختباء الجناة بها، فيما مشطت قوات من الجيش المناطق والشوارع المحيطة بالميدان الرئيسى، وقامت بتوقيف العشرات من المواطنين ومنهم اصحاب المحال التجارية لسماع أقوالهم. ومنحت المديريات التنفيذية بشمال سيناء، بعض إدارات مدينة الشيخ زويد المجاورة لقسم الشرطة، اجازة استثنائية، نظرا للظروف الامنية الراهنة، وقامت قوات الشرطة المدعومة من الجيش باغلاق ميدان الشيخ زويد والطريق الدولى، وتم منع المواطنين السيارات من المرور لليوم الثانى على التوالى، لمنع تكرار الهجوم. من ناحية أخرى، أكد مراقبون محليون، تطورا نوعيا فى العمليات الإرهابية، والتى تشهدها المحافظة، منذ يوم 5 يوليو الماضى بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسى، حيث اخذت الهجمات اكثر من منحى خلال أقل من شهرين، بدأت بهجمات بالاسلحة النارية والقنص إلى هجمات بقذائف الار بى جيه ثم الهاون، وصولا لصواريخ 107 الموجهة والعبوات الناسفة، ثم استخدام الدراجات النارية المفخخة،كتلك التى وضعها مجهولون بميدان الماسورة برفح الاسبوع الماضى، لاستهداف مئذنة مسجد يعتليها افراد مراقبة تابعين للقوات المسلحة، لتصل إلى أول هجوم بسيارة يقودها انتحارى ضد قسم شرطة الشيخ زويد. مصدر أمنى سيادى، اكد أن الهجمات باتت تشكل رعبا للأهالى، حيث لا يفرق الجناة بين العسكريين والمدنيين، وأن قيادات الاجهزة الامنية يعكفون حاليا على وضع مخطط وقائى لاحباط تلك العمليات.