كشف شهود عيان بمدينة الشيخ زويد تفاصيل جديدة للهجوم العنيف، الذي تعرض له قسم شرطة الشيخ زويد بشمال سيناء صباح أمس الثلاثاء، من حيث تكتيكات المجموعات المسلحة وأعدادهم، وقد استطلع الأهالي الأوضاع من مسافات بعيدة في ميدان الشيخ زويد اثر الهجوم الذي بدا فيه الميدان، وكأنه قد تعرض لقصف جوي عنيف. وقال شهود عيان، أن أربعة مجموعات قامت بتنفيذ الهجوم، تكونت كل مجموعة من ثلاثة أفراد مزودين بالأسلحة الرشاشة من طراز بيكا متعدد الأعيرة ، واحدي المجموعات حمل فرد منها قاذف " ار بي جيه "، فيما كانت مجموعة مكلفة بتصوير الهجوم من اعلي عمارة سكنية تحت الإنشاء وارتدي بعضهم الملابس المموهة والقمصان السوداء، ووضعوا أقنعة سوداء فوق رؤوسهم، وبدا من حركتهم الهدوء التام، والبنيان القوي، وعدم الانزعاج من انكشاف أمرهم بين المواطنين الذين هرعوا للاختباء خلف المساكن القريبة، تحسبا للهجوم قبل وقوعه بخلاف قيام بعضهم بالهتاف " الله اكبر " عند المغادرة. وبحسب شهود العيان، المجموعات قامت بإطلاق قذيفتين "ار بي جيه"، لم تصيب مبني القسم ، وأطلقوا أعيرة نارية تجاه أفراد المراقبة، والقناصة المكلفين بحماية القسم في دشم خراسانيه فوق السطح لإبعاد أنظارهم عن السيارة المفخخة التي يقودها انتحاري، كما انفردت شبكة الإعلام العربية – محيط – أمس بان الانفجار الهائل الذي ضرب بوابة القسم الرئيسية، كان ناتجا عن عمل انتحاري بسيارة مفخخة تحمل مالا يقل عن نصف طن من مادة " تي ان تي " المتفجرة، وفقا لتصريح مصدر في الشرطة بالشيخ زويد. ونقلت أربعة سيارات المسلحين لمناطق تمركزهم، ورحلت لمناطق ابعد انتظارا لإجلاء المجموعات المسلحة بعد انتهاء الهجوم الذي استغرق اقل من عشرة دقائق فقط. وكان المشهد الأكثر قسوة هو النساء، والأطفال الذين علقوا داخل وحدة الرعاية الصحية المطلة علي ميدان الشيخ زويد، ولم يتمكنوا من الفرار قبل الهجوم، وقد استمروا محتجزين داخل الوحدة لمدة ساعة ونصف حتي سمحت قوات الجيش للمواطنين العالقين بالعودة لبيوتهم، وبدت عليهم علامات الذهول، والانهيار، وساهم الشبان في إخلائهم من الشوارع الفرعية بعيدا عن مرمي رصاص قسم الشرطة الذي استمر في إطلاق الرصاص بعد الهجوم لنحو ساعتين بشكل متواصل، ومتفرق. وألقت تداعيات الهجوم علي الأوضاع بالشيخ زويد، التي بات سكانها أكثر حذرا أثناء الخروج من بيوتهم خشية تكرار مثل تلك الهجمات التي قد تؤدي لفقدان أرواحهم، من جهتهم فضل سكان محليين قرب قسم الشرطة الرحيل من بيوتهم إلي منازل أخري بعيدا عن مرمي الرصاص شبه اليومي، وقد بدت أثار الرصاص واضحة بشكل كبير علي جميع حوائط المنازل المطلة علي ميدان الشيخ زويد. وفي سياق امني ، لم تصل أي قيادات آمنيه لموقع الهجوم، عدا إرسال تعزيزات إضافية من قوات الجيش والشرطة لإغلاق مداخل الميدان، حيث قال مصدر امني انه يتم الإعداد لإضافة تحصينات إضافية حول قسم الشرطة، لمنع أي هجمات جديدة بعد أن تأثرت جدران فناء القسم، و تدمير بوابته الرئيسية، وبات القسم منكشفا حيث تم تعويض انهيار البوابة بوضع عدة مجنزرات متجاورة بمدخل القسم.