أعرب المبدعون الفائزون بجوائز النيل للفنون عن سعادتهم بنيل تلك الجائزة الرفيعة، معتبرين أنها أعادت لهم الأمل مرة ثانية فى إمكانية أن تسير البلاد إلى الإمام رغم حالة الإحباط السائدة نتيجة التحديات التى نواجهها حاليا. وقال الكاتب محفوظ عبدالرحمن إن حصوله على الجائزة فى هذا التوقيت بث بداخله أملا كبيرا كان فى أمس الحاجه اليه خاصة أنه وغيره من جموع المصريين تنتابهم حالة قلق شديدة من الحاضر والمستقبل، مضيفا أن إصرار وزارة الثقافة على الإعلان عن الجوائز فى هذا التوقيت بمثابة رسالة لنا وللعالم أجمع أن عجلة الحياة فى مصر مستمرة وأن الثقافة المصرية تعود الى ريادتها التى فقدتها طوال ال35 سنة الماضية. وأضاف أنه عندما تم ابلاغه بحصوله على هذه الجائزة انتابه إحساس بأن الساحة أصبحت خالية من الأسماء الكبيرة التى سبق أن حصلت عليها مثل العقاد وطه حسين وقال: «إننى كبرت جدا وهو ما جعلنى أتعامل معها على أنها آخر جائزة لى فيما يتعلق بمشوارى المهنى وخير ما أختم به حياتى». ومضى قائلا: كنت اتخذت عهدا على نفسى فى السنوات الأخيرة ألا أتقدم لاى جائزة حتى لو شارك عمل لى فى أى مسابقة إيمانا منى أن هناك جيل لابد أن يحظى على فرصته وهكذا فجائزة النيل وهى أهم جائزة مصرية خير ختام لى. وتمنى لو أنه حصل على الجائزة فى بداية المشوار خاصة أن شخصيته هى أكثر شخصية معقدة على الاطلاق فكل كاتب يحمل بداخله شخصية شديدة الثقة بذاتها وأخرى متشككة لأبعد حد فى قدراتها ومثل هذه الجائزة من شأنها أن تصب فى صالح ثقته بنفسه وقدراته وتدفعه لمزيد من الابداع. وأشار إلى أنه سيعود إلى مصر نهاية الأسبوع المقبل بعد انتهاء رحلة علاجه فى سلوفاكيا، وقال إنه فى صحة جيدة بعد أن عانى من مشاكل فى الأعصاب. من جانبه، عبر المخرج داود عبد السيد، الحاصل على الجائزة، عن سعادته، وقال: مثل هذه الأخبار تشعرنى بالارتياح فهى تعبر عن تقدير كبير من الدولة المصرية وتقدير كبير من المثقفين وهو شىء يسعد بشكل ما ويدفع للشعور بالارتياح، معربا عن شكره لكل الذين اختاروه لنيلها. وعبر داود عن أمله فى استعادة دور الدولة لأنها معنية حاليا بدور تاريخى طبقا للمرحلة التى نعيشها ولا بد أن يكون هدف الدولة الآن هو التنوير، مشيرا إلى أن التنوير هو مصطلح عريض لا بد أن تسخر له الدولة جميع الامكانات لأنه يضم الاعلام والتعليم والصحة والقضاء على الفقر والبطالة ورفع مستوى المعيشة بشكل عام. وحول التقدير الكبير الذى يلقاه من الأوساط الفنية والثقافية والذى لا يجد مثله على مستوى السوق التى لا تسمح له دائما بتمرير أعماله قال: لا أحسب الأمر من هذه الزاوية فالسوق الآن متوقفة بشكل كبير وربما لا يسمح فى بعض الاحيان بتمرير الأعمال التجارية التى يعيش عليها، وأنا أتعامل مع السوق وأراها كما القدر ربما لا أكون راضيا عنها ولكن لا أستطيع رفضها وعلى أن أتقبلها وأتعامل معها كما هى والجوائز لا تستطيع تغيير السوق ونتمنى أن لا تغير السوق من الجوائز. ومضى قائلا: كما أن هذا هو الأمر الشائع فى كل العالم والأعمال التجارية هى دائما الأكثر حظا ولكن الأمر يختلف بين دولة وأخرى فى مدى قيمة الأعمال التجارية أيضا.. فإذا نظرنا لرواية تجارية «دافنشى كود» سنجد فيها مجهودا بحثيا ضخما لا تجده هنا فى أعمالنا التجارية، ولكن فى النهاية لا شك أن الأوبرا أكثر الفنون إبداعا ورقيا ولكن أغانى البوب أكثر تجارية. بالتأكيد أنا سعيدة جدا بحصولى على هذه الجائزة لأنها اعتراف بقيمتى حتى لو كان اعترافا متأخرا.. فهناك فنانون كبار وعظماء لم يتم تقديرهم إلا بعد رحيلهم. وقالت محسنة توفيق: سعادتى بحب الناس أكبر من أى سعادة أخرى، وعندما تكون الجائزة التى احصل عليها قادمة من الدولة وخاصة من وزارتى يسعدنى جدا لأن الوزارة بهذا التصرف الرائع تعترف بقيمتى كفنانة قدمت شيئا مفيدا لهذا المجتمع الجميل. فرحتى أنى كنت عند حسن ظن الدولة بى وأود أن أرسل رسالة لكل المصريين مفادها أننا سنكمل الثورة حتى النهاية وحتى تنهض مصر وتعود لمكانتها السابقة». وتابعت: انتابتنى فى الأيام الأخيرة عدة مشاعر متفاوتة فقد كنت مكتئبة بسبب كسر مفصل فى قدمى وفى الوقت نفسه متفائلة من الثورة لأنها تسير على الطريق السليم. وحزينة بسبب الشهداء الذين سقطوا من الطرفين لأن موتهم خسارة لنا وتألمت عندما شاهدت أطفالا يحملون أكفانا وأخيرا.. احلى ما بنا ثقتنا فى انفسنا. فطريق الثورات الكبيرة ليس سهلا.. وقد استشعرت جانبا من الخطورة كأن يظهر الوجه القبيح بهذا الشكل فى البداية كأن يشمت البعض فى شهداء الطرف الآخر ولكنى أؤكد أن الجوهر الأصيل سيظهر قريبا على السطح.