أثار إعلان جوائز الدولة هذا العام جدلاً واسعاً بين المثقفين، ففى الوقت الذى يرى فيه فريق أن تلك الجوائز ذهبت لمن يستحقها وأنه يتم إعلان الفائزين عن طريق تصويت نزيه بعيد عن التربيطات والمجاملات، يرى فريق آخر أن الثورة لم تصل بعد إلى وزارة الثقافة وأن الجوائز يشوبها عدم الحيدة والموضوعية. أكتوبر ترصد آراء المؤيدين والمعارضين لنتائج جوائز الدولة فى سياق التحقيق التالى: يقول الروائى فؤاد قنديل الحاصل على الدولة التقديرية فى الأدب: تم ترشيحى لهذه الجائزة من قبل نادى القصة ولم أتوقع أن أحصل عليها، ولكن الترشيح فى حد ذاته كان شيئاً طيباً يؤسس لحالة ولو بسيطة من التفاؤل تكشف عن امكانية ان يحصل الانسان على بعض التقدير ولو من مجرد الترشيح ثم نسيت الأمر وعشت حياتى مهتما بالتحصيل الثقافى والكتابه الادبية. لأن هذه الانشغالات هى بالفعل الأجدر بالاهتمام وأعتقد أنه من النادر أن يضع الكاتب عينه على آمال مادية أو أدبية يغلفها سحاب المستقبل - وعليه فقط أن يركز فى تشكيل تحفته الجمالية سواء كانت قصة قصيرة أو رواية أو قصيدة شعر، وعندما جاءت أيام التصويت حاولت أن أهرب بنفسى من مطاردة توقعاتى وتوقعات من حولى لأن سقوطى فى مثل هذه الفخاخ يؤثر على انتاجى الأدبى خاصة اننى كنت فى الأيام الأخيرة قبل اعلان النتيجة مشغولاً باستكمال كتابة مجموعة قصصية عن ثورة 25 يناير وكنت مندمجاً معها ومرتبطاً بها وأحاول أن أستعيد من خلالها الأيام التى ذهبت فيها إلى ميدان التحرير لأرصد الحراك الثورى والشعبى والانسانىالعظيم. لذلك حاولت أن أتخلص من متابعة أخبار التصويت، لأنها من الممكن أن تسبب لى إزعاجاً حقيقياً وخصة اننى لم أكن اتوقع ان أحصل على الجائزة. لأنها فقدت عنوانى عندما كان الآخرون يجذبونها اليهم من خلال السراديب والكواليس والعلاقات والتربيطات. إلى أن فوجئت بمن يتصل بى ليقول لى: «مبروك لقد طرقت جائزة الدولة التقديرية فى الأدب على بابك». خارج المجاملة/U/ أما الدكتور عبد الخالق فاروق الخبير الاقتصادى فيقول: كنت حريصاً على التقدم لجائزة الدولة التشجيعية دون غيرها من جوائز الدولة الأخرى، لأنها هى الوحيدة التى تعتمد فى تقييمها على القراءة الموضوعية للأعمال المقدمة من قبل لجان متخصصة - ودون دخول لعوامل المجاملة أو العلاقات العامة أو الوساطة والمحسوبية التى تعانى منها الجوائز الأخرى. وكثيرا من أصدقائى حاولوا إقناعى بالتقدم للجوائز الأخرى الأكثر قيمة مادية وأدبية كالتفوق والتقديرية ولكننى فضلت الجائزة التشجيعية حتى لا أضع نفسى فى دوامة العلاقات العامة وأن استجدى التصويت ممن يعرفنى وممن لا يعرفنى وقد تقدمت للحصول على هذه الجائزة بكتابين الأول «بعنوان كم ينفق المصريون على التعليم.. والصادر عن دار العين عام 2008 والثانى «بعنوان جذور الفساد الادارى فى مصر منذ 1962 وحتى 2002 والصادر عن دار الشروق عام 2009 كان الفوز من نصيب كتاب «كم ينفق المصريون على التعليم؟». وأضاف: سبق أن حصلت على نفس الجائزة من قبل عام 2003 ووقتها كل ما شعرت به هو احساس بالارتياح لم يصل إلى حد السعادة أو الفرح نظراً للأجواء السيئة التى كانت تمر بها مصر. أما فوزى بجائزة هذا العام فقد ترك عندى شعوراً بالارتياح أيضاً ولكن مصحوباً بحالة من القلق على الثورة المصرية. ما الأديب الكبير محمد ناجى الذى لم يوفق فى جائزة التفوق فرفض الادلاء بأى رأى حول جوائز هذا العام أو نظام اختيار الفائزين مبرراً موقفه بأنه لا يصح له التعليق أو الادلاء برأيه حول هذا الموضوع لأنه كان طرفاً - حيث تقدم لجائزة التفوق فى الأداب ولم يفز بها وأعتبر أن أى كلام له فى هذا الموضوع من الممكن أن يساء فهمه ويؤخذ على أنه توجيه لمسار النقاش لمصالح تخصه. وعلى الجانب الآخر يقول الشاعر الكبير حسن طلب والذى لم يوفق أيضاً فى نيل جائزة التفوق حقيقة الأمر ان وزارة الثقافة لم تخرج علينا هذا العام بجوائز ولكن خرجت علينا بفضائح كثيرة وابطال الفضيحة معروفون بالاسم، أحدهم استاذ جامعى حامل لجائزة القذافى والذى مازال يتحكم فى وزارة الثقافة حتى الآن ويحرك الأمور من وراء الستار وكأنه يمسك بخيوط الدمى فى مسرح العرائس ويحركها كيف يشاء. والثانى حامل لجائزة صدام حسين الذى كتب حراس البوابة الشرقية،هذان الشخصان بالتحديد يتآمران على الناس ودائماً يحصلان على جوائز الطغاة والمستبدين الأول الذى حصل على جائزة القذافى التى تبلغ 2 مليون جنيه بعد أن رفضها الجابرى وكثير من الأجانب. ويدعى بعد ذلك أنها أشبه بجائزة نوبل ويضيف حسن طلبه أنه عندما يكون بالمجلس مثل هذه الشخصيات - فشرف للإنسان الا يحصل على جوائز خاصه اذا ماذّكرنا انفسنا بأن الذى حصل على جائزة الدولة التقديرية فى الآداب - هو روائى لا يستحق حتى الجائزة التشجيعية ولكن لأنه منهم ويصادقهم ويلح فى طلب الجائزة بينما أنا لم أرفع سماعة التليفون كى أتحدث مع اصدقائى منذ شهور وهم كثر داخل اللجنة العامة حتى لا يفهم اتصالى خطأ. ولأنه ليس المهم أن يحصل المرء على جائزة ولكن كيف تأتيه هذه الجائزة . والحكاية ببساطة أن وزارة الثقافة - وزارة بلا وزير حتى الآن، والثورة لم تمر على وزارة الثقافة قد تكون مرت على وزارتى الداخلية أو الخارجية لكن وزارة الثقافة مرت عليها الثورة بالسلب. ما حدث هذا العام يسىء للمجلس ويسىء لوزارة الثقافة ولكل الجادين فلابد من إسقاط هذه المجموعة وابعاد أيديها عن العبث بالثقافة.. ويجب أن يتكاتف المثقفون معاً لانقاذ الحركة الثقافية فوراً.