رصدت «الشروق» ميدانيا وعبر شهود العيان، وقائع ليلة القبض على المرشد العام للإخوان المسلمين، الدكتور محمد بديع، فى مخبئه، الذى لجأ إليه بعد عملية فض الميدان، وهو ما يفسر فشل الكمائن الأمنية المحيطة بالميدان فى العثور عليه. فى مدخل العمارة التى كانت محاصرة بأمواج معتصمى الإخوان، تناثرت عبوات تحتوى على مواد مطهرة، تعود للمستشفى الميدانى، بينما خلت غرفة حراس المبنى من أى شخص. يقول أحد سكان العمارة والذى طلب عدم ذكر اسمه، إن الطوابق العشرة التى يضمها المبنى، تحتوى على 60 شقة، بواقع 6 فى كل دور، إلا أن معظم السكان هجروا بيوتهم منذ بدء الاعتصام، باستثناء 6 أو 7 عائلات، وهو من بينهم. وأضاف الرجل الذى تقع شقته فى نفس الطابق الذى تم إلقاء القبض على المرشد فيه، أنه يقطن منذ منتصف التسعينيات فى العمارة التى يغلب عليها الطابع السكنى وليس التجارى، ويعرف أن الدكتور حازم فاروق النائب البرلمانى عن الإخوان المسلمين يملك شقتين فى العمارة منذ زمن طويل، فى الدور التاسع والعاشر، وأن أسرة فاروق كانت تسكن فى الشقة رقم 1005 بالدور العاشر، بينما كان المرشد يختبئ فى الشقة رقم 905 التى تقع أسفلها مباشرة بالدور التاسع، وكلاهما يطلان على مبنى الإدارة المالية للقوات المسلحة. يوضح الرجل الذى عاد وأكد ضرورة عدم نشر اسمه، أنه بعد بدء إجراءات فض الاعتصام، قبل أسبوع، تدافع عدد من المعتصمين للاختباء فى العمارة، وفشل هو وبعض السكان وحراس العقار فى منعهم، خاصة أن الدكتور حازم فاروق كان من بينهم، وتعامل مع العمارة باعتبارها ملكا له وللجماعة، وامتلأ مدخل العمارة بمئات من الإخوان فى لحظات. ويتذكر الرجل أنه فى صباح اليوم الثانى لفض الاعتصام فوجئ أثناء إطلاله من شرفة منزله بوجود سيارة غريبة ماركة «مرسيدس» موجودة فى الجراج الخاص، وخرج منها سائق ورجل عجوز و3 سيدات منتقبات يركبون فى الخلف، لكنه لم يستطع تحديد هويتهم، وقال إنه تحدث مع بعض الجيران فى الأمر وتحدثوا مع الدكتور حازم فاروق فأخبرهم بأن السيارة تعود لبعض ضيوفه، الذين غادروا المكان. ويحكى شاهد العيان ل«الشروق» تفاصيل تلك الليلة بأنه، فزع فى ساعة مبكرة، من صباح أمس، على صوت طرق حاد على باب منزله يجمع بين ضرب للباب، وضغط على «الجرس»، وكان ذلك فى الساعة 1:50 دقيقة، فانتفض من نومه، وفوجئ بنحو 20 رجل أمن من العمليات الخاصة مسلحون، يقفون أمام باب شقته ويطلبون منه عدم الفزع وسألوه بشكل مباشر حول ما إذا كان هناك غرباء يقوم بإخفائهم فى منزله، فأجاب بالنفى، فطلبوا منه إحضار البطاقات الشخصية للموجودين بالداخل، وبعدما فحصوها، طلبوا منه إغلاق باب منزله وعدم الخروج لأى سبب ومهما سمع وكان ذلك فى نحو الثانية إلا خمس دقائق.