رأت صحيفة «جارديان» البريطانية أن ما يحدث فى مصر ليس إلا معركة من أجل بقاء جماعة الاخوان المسلمين التى استمرت لأكثر من 80 عاما، وأسست لظاهرة الاسلام السياسى فى العالم العربى، بحسب تقرير لمراسلها فى القاهرة ايان بلاك. الصحيفة أضافت أمس أن سياسة الاستبعاد التى تقوم بها السلطات المصرية ربما تؤدى بالإخوان الى هجر السياسة أو الخوض أكثر فى المعترك السياسى ولكن «دون سلمية». وكان ينظر للجماعة فى العالم العربى باعتبارها الطرف الوحيد الفائز من الربيع العربى، بينما الآن تواجه تهديد بقائها فى البلد الذى ولدته فيه، وهى مصر. وتابعت أن أجهزة الأمن المصرية تلقى القبض على قيادات الجماعة وعدد كبير من النشطاء، ويتم تصوير الجماعة باعتبارها جماعة ارهابية بينما تحاول هى تقديم نفسها إلى المجتمع المصرى باعتبارها سلمية. ويرى محللون غربيون ومصريون، بحسب «جارديان»، أن التضارب الحادث فى مصر ازاء موقف السلطات من الجماعة ناتج عن ضغط صقور نظام الرئيس المخلوع حسنى مبارك على الحكومة المدنية، التى يدعمها الجيش. وهم الصقور الذى وصفهم مراسل الصحيفة فى القاهرة ايان بلاك بأنه «ديناصورات يقودون سياسات الدولة الآن تجاه الإسلاميين». ويقول بلاك إن وسائل الاعلام الرسمية المصرية تخلط عن «عمد» بين الاخوان والجماعات الجهادية، فى ظل حرب دعاية مستعرة، حيث ترسم وسائل الاعلام الاخوان على أنها منظمة ارهابية تمارس العنف منذ الإطاحة بمرسى يوم 3 يوليو الماضى. وأضاف أن الإخوان المسلمين نبذوا بصورة فعلية ماضيهم الارهابى فى سبعينيات القرن الماضى ابان حكم الرئيس انور السادات الذى اراد دعمها ضد اعدائه اليساريين، وأن الجماعة حصلت على التأييد الشعبى عن طريق الخدمات الاجتماعية والتعليمية التى سدت بها الثغرات فى النظام الحكومى المتداعى. ويختتم بلاك التحليل قائلا إنه لا توجد الكثير من الحقائق اليقينية فى الوضع شديد التقلب فى مصر، ولكن الخبراء يقولون إن الازمة المتعمقة وسياسة الاستبعاد قد تؤدى بالإخوان الى هجر السياسة، مع عودة بعضهم للدعوة الدينية والعمل الاجتماعى، بينما يرى آخرون أن الجماعة قد تظل فى المعترك السياسى ولكن «دون قواعد سلمية».