رغم ان وقت العرض شهر رمضان ونوع الوسيلة برنامج تليفزيونى، الا أن رسالة ايناس الدغيدى واحدة لا تتغير، تنحصر فى كسر تابوهات المجتمع الشرقى، وتجاوز الخطوط الحمراء للشعب المصرى. الدغيدى التى تواصل مشوارها مع الاثارة والجدل فى برنامج «هو وهى والجريئة» تكشف اسرارا وتفاصيل فى هذا الحوار: • عرض حلقات لضيوف رحلوا قبل عام تقريبا مثل أحمد رمزى وطلعت السادات.. هل كان فى صالح البرنامج؟ سألت أصدقاء كثيرين، هل أحذف هذه الحلقات، فكانت ردود الافعال أنها ستدخل التاريخ، والحلقة التى جمعت النجم عمر الشريف مع صديقه النجم الراحل أحمد رمزى، وهو أول لقاء جمعهما على الشاشة أعتبرها انجازا وحلقة نادرة. كما أن طلعت السادات كان سياسيا مختلفا، وأن البرنامج رغم أنه يضم حلقات قديمة الا أن المشاهد لم يشعر بذلك. وهذا أخذ منى مجهودا كبيرا فى المونتاج حتى اراعى اختلاف الزمن، فالبرنامج تقريبا تم تسجيله على مدار عام ونصف تقريبا، وبدأت التسجيل فى عهد المجلس العسكرى برئاسة المشير طنطاوى، ثم توقفنا بسبب عدم التسويق فى رمضان الماضى، وبعد انتخابات الرئاسة وفى عهد الاخوان المسلمين سجلنا مجموعة جديدة من الحلقات، ثم توقفنا مرة أخرى وسجلنا باقى حلقات البرنامج بعد 30 يونيو. • ماذا كان دورك فى اختيار الضيوف؟ كنت اتدخل دائما فى اختيار الضيوف، حتى اتأكد أن من سيجلس أمامى يكون لديه شىء ما يقوله، سواء كان موقفا سياسيا أو فنيا أو عاما. وحاولت قدر الامكان أن يكون هناك تنوع، فاخترت فنانين كبارا وشبابا وكذلك اعلاميين، وتمنيت استضافة سياسيين أكثر لكنهم رفضوا. • هل رفض السياسيين الظهور معك رفضا لشخصك؟ الذين رفضوا الظهور معى هم المنتمون للتيار الدينى، لأن بعضهم كان يرانى كافرة، وآخرون كانوا يطلبون منى ارتداء حجاب اثناء اللقاء. واشهر الشخصيات التى رفضت الظهور معى عمرو خالد، وخالد الجندى، ويوسف البدرى وافق على الظهور معى ولكنه طلب منى ارتداء الحجاب. أما فيما يتعلق بالسياسيين، فأجريت اتصالا بالدكتور محمد البرادعى نائب رئيس الجمهورية، فلم يرفض مبدأ الظهور معنا وكان فى منتهى الرقى، وبرر عدم الموافقة بأنه لا يظهر فى برامج مسجلة. • لماذا رفضت طلب طونى خليفة عدم عرض حلقته؟ طونى خليفة بالفعل اتصل بى وطلب منى عدم عرض الحلقة، لكنه للأسف كلمنى متأخرا بعد أن سلمت الحلقات لروتانا، فهو اتصل بى أول يوم فى رمضان والحلقة تمت اذاعتها فى اليوم التالى مباشرة. وكان سبب طلبه أننى سألته فى هذه الحلقة عن تهمة الشذوذ الجنسى التى تلاحقه، والبعض نصحه أنه من الافضل الا يتحدث فى الموضوع، وهو كان يرى أن الوقت غير مناسب لمثل هذا الكلام. • رغم زيادة الانتقادات لجرأتك الا أنك تستمرين فى نفس الطريق.. لماذا؟ البعض يتصور أن أى مذيعة ستتحدث بجرأة على الشاشة ستكون مثل ايناس الدغيدى، وهذا يحدث لأن البعض يعتقد أن جرأتى إباحية، وهذا ليس حقيقيا بالمرة لأن جرأتى فى فكرى وفلسفتى فى الحياة، وليست مجرد كلام خارج. وأنا لدى ايمان وقناعة بأننى أصيغ الافكار بشكل محترم وليس سوقيا، ولا ارى أننى أخرج على المألوف. • الم تراجعى نفسك فى اى تصريح أو موقف؟ اراجع وأحاسب نفسى كثيرا، واعترف بأنى خرجت على الادب فى بعض الاحيان. • كثير من الاتهامات تلاحقكك.. ما أكثر شىء تضررت منه؟ اكثر ما وجعنى تهمة الشذوذ الجنسى التى لاحقتنى كثيرا، فالبعض اعتبر أننى لست امرأة لمجرد جرأتى فى الكلام المسكوت عنه. كما يضايقنى أيضا تكفيرى من قبل بعض التيارات الدينيه. • لماذا ركزت مع ضيوفك على الجانب الشخصى فى حياتهم؟ كنت حريصة على أن يكون الحوار فلسفيا، فأريد معرفة افكار ضيوفى، وانطباعاتهم الشخصية، وما بداخلهم، وأدعى أن من كان يكذب منهم كان واضحا أمام الجمهور. • وهل كنت تعرفين من يكذب؟ مؤكد أن هناك كثيرا من الضيوف كانت تكذب لكنى لن أعلن اسماء أحد، ولكن نوع الكذب مختلف، فما اقصده أنه كان هناك ضيوف تصرح بما لا تقتنع به، تخشى أن تصرح بأفكار بعينها، فهناك من سألتهم عن العلاقات الحميمية قبل الزواج فقال انها حرام وجريمة رغم أن ذلك عكس قناعاته. عكس ضيف آخر قال إنه ضد العلاقات الحميمية قبل الزواج لكنه يعترف بأن الشباب يفعل ذلك. • البعض يأخذ عليك أنك غير محايدة مع الضيوف التى لا تقتنع بأفكارك؟ اعترف أننى بالفعل لم أكن محايدة مع الضيوف التى اعتبرها ضد افكارى، فأنا أميل إلى الفكر المنفتح والمتطور، فرغما عنى تجدنى ضد الضيف الذى يتعارض مع افكارى. ومن اليوم الاول الذى عملت فيه البرنامج قلت إننى لست مذيعة ولن أكون مذيعة، والمسألة تتلخص فى أن هناك أزمة فى الانتاج السينمائى، فقررت أن اقدم أفكارى التى اقدمها فى السينما من خلال البرنامج. لأننى بشكل عام لست مخرجة تصنع فيلما بدون هدف، ولكن لى وجهة نظر واسلوب، ودائما أدافع فى السينما عن حرية الانسان، وأقف ضد المعتقدات الخاطئة حتى تتغير، كما احارب الانفصام فى الشخصية العربية التى تفعل كل شيء وفى نفس الوقت ترفضه، اضافة إلى علاقة الرجل بالمرأة. • بمناسبة الكلام عن السينما ما هو مصير فيلم «الصمت»؟ أنا على قناعة أننى سأنفذ فيلم «الصمت» فى يوم من الايام ولن أتخلى عنه، لأنه مكتوب بأسلوب راقٍ، ويقدم قضية حساسة جدا. وأنا أصبر نفسى بأن فيلم «استاكوزا» ظل فى ادراج مكتبى 5 سنوات، لأن أحمد زكى كان يرفض فكرة الفيلم اساسا، ثم تم تنفيذه بعد 5 سنوات. وفيما يتعلق بفيلم «الصمت» فحتى أنهى حالة الجدل التى اثيرت، فهو لا يرصد فعل زنا المحارم نفسه، ولكنه يتحدث عن مرحلة ما بعد هذا الفعل، وكيف تواجه الفتيات اللاتى تعرضن لهذا فى الحياة. • رغم جرأتك وتقديمك لكثير من العلاقات الجنسية فى افلامك.. ما سر رفضك لتصوير فعل زنا المحارم فى فيلم الصمت؟ لأن تصوير فعل زنا المحارم مؤذى للمشاعر، فعندما اقدم علاقة حميمية بين رجل وامرأة فهذا أمر يمكن تقبله بشكل أو بآخر سواء كانت سوية أو غير سوية، لكن علاقة حميمية بين أب وابنته فمن الصعب جدا تصويرها. فهذه علاقات فعلا محرمة ليس فقط دينيا وانما محرمه لأن العقل لا يتقبلها، وبالتالى ليست قضيتى أن اصور فعل زنا المحارم، وانما قضيتى هى الحالة النفسية للبنات التى تتعرض لهذا الفعل. • هل المنتجون يرفضون افلام ايناس الدغيدى؟ أنا أنتج لنفسى حتى لا يفرض على أحد وجهة نظر ضد افكارى ومبادئى، فأنا لست فى حاجة إلى منتجين أساسا، ولكن الازمة أن شركات التوزيع الفترة الاخيرة تمص دم المنتجين ولا تعطيهم حقهم، فشركات التوزيع لو عندها فيلمان الاول يحقق ايرادات 10 ملايين والثانى يحقق 3 ملايين، تستغنى عن الثانى تماما. ولأن افلامى لا تحقق هذه المبالغ فدائما يرفضونها من السينما، فأنا لا أعترض على الانتاج ولكنى معترضة على شركات التوزيع التى لا يشغلها سوى الربح الذى تحققه من وراء الفيلم، فالمنتج دائما يخسر والموزع فقط هو الذى يكسب، لأنه يأخذ الفيلم مجانا اذا حقق ايرادات مرتفعة يتمسك بوجوده أكثر فترة ممكنة فى دور العرض، واذا لم يحقق ايرادات مرتفعة يرفعه. وبسبب هذه الخطة الخاطئة واعتمادهم فقط على الافلام الهابطة والكوميدية النتيجة أصبحت اغلاق كثير من دور العرض، وعزوف قطاع كبير من جمهور السينما من مشاهدة الافلام. • ما الحل؟ فى الظرف الحالى، ارى أن الحل الوحيد هو أن يكون الموزع شريكا فى الانتاج حتى لا يظلم افلام غيره.