ربط الكثير من المشاهدين بين بعض الشخصيات فى مسلسل «نيران صديقة»، الذى يعرض حاليا على عدد من القنوات الفضائية، وشخصيات أخرى موجودة على أرض الواقع فى مقدمتها الفنانة شريهان وما قيل عن ارتباطها بعلاء مبارك، نجل الرئيس الأسبق حسنى مبارك. كما ربط بعض المشاهدين كذلك بين الضابط الكبير فى المسلسل «سليم عثمان»، وحبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق، أو صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى الأسبق، لوجود الكثير من أوجه التشابه بينهما فى الأحداث اليومية، فتارة تقترب الشخصية من العادلى وتارة أخرى تقترب من صفوت الشريف. المسلسل تدور أحداثه حول ستة أصدقاء يلتقون للمرة الأولى بعد فراق سنوات طويلة ويبدأون فى استعادة ذكريات العلاقة التى جمعت بينهم على مدى السنوات من خلال «الفلاش باك»، الذى يقود إلى تداخل علاقاتهم مع نماذج أخرى شهيرة فى تلك الفترات. ولعل أبرز الأصدقاء الستة تداخلا مع تلك الشخصيات الشهيرة الدور الذى تجسده الفنانة رانيا يوسف، وهى فنانة تدعى «نور توفيق»، التى التقت فى بداية حياتها الفنية بضابط، قريب الملامح من حبيب العادلى، غير أنه مع تسارع أحداث المسلسل ربط آخرون بينه وبين صفوت الشريف، خاصة وأنه كان مسئولا عن ملف العرب فى الجهاز الأمنى الذى يعمل به، وكذلك أظهره المسلسل أكثر من مرة فى دور «قواد» يستغل الفنانات الشهيرات لإقامة علاقة مع مسئولين عرب تمهيدا للاستفادة من تصوير ما يجرى بينهما داخل غرف النوم. وهى التهمة التى وجهت إلى صفوت الشريف فى مطلع السبعينيات من القرن الماضى عندما كان ضابطا بجهاز المخابرات، رغم أنه حصل على البراءة فيها، وخرج ليصعد سلم المناصب وصولا إلى رئاسة مجلس الشورى. ويستند مشاهدون آخرون إلى أن المقصود بالشخصية هو حبيب العادلى، مستندين إلى سعيه خلال الحلقات الأولى إلى الارتباط بزوجة أحد أباطرة توظيف الأموال فى هذه الفترة، وهو ما فعله العادلى بالفعل عندما تزوج من طليقة أشرف السعد الذى هرب إلى لندن فى قضية اتهامه بغسيل الأموال. ويستند المشاهدون كذلك إلى الحوار الذى دار بين أيمن القيسونى، قريب الملامح من علاء مبارك، والضابط حينما تحداه الأخير وتزوج من الفنانة التى يحبها (نور توفيق) بناء على طلبها، حيث قال له مستنكرا إن دوره كمسئول أمنى كبير يحمى أسرته ويحافظ على النظام لن يمنعه أن ينتقم، وهو ما يرجح أن يكون الحديث موجها إلى مسئول أمنى كبير. أما الربط بين القيسونى نفسه وعلاء مبارك فلا يستند إلى التشابه الكبير فى الملامح فقط، ولكن أيضا إلى حجم النفوذ الذى يتمتع به بدرجة تثير الفزع فى نفوس كل من حوله، فضلا عن سطوته فى مجالات السياسة والاقتصاد، وحصوله على نسبة من خصخصة الشركات وتوزيع الاستثمارات على رجال الأعمال، وهى التهمة التى لاحقت علاء مبارك طويلا. غير أن الرابط الأكبر بين القيسونى وعلاء مبارك يبقى فى علاقته بالفنانة «نور توفيق»، والتى تتطابق بدرجة كبيرة مع شائعات كثيرا ما ترددت فى الوسط الفنى والشارع أيضا، وهى ارتباطه العاطفى بالفنانة شريهان، ورغم أن الأخيرة كثيرا ما نفت ذلك، لكن نفيها لم يوقف الشائعات. وجاء مشهد قيام مجهولين بحمل الفنانة «نور توفيق» وإلقائها من البلكونة ليسير فى طريق الشائعة إلى نهايته، حيث يقال إن سوزان مبارك التى لم تكن راضية عن تلك العلاقة أمرت بالانتقام من شريهان بإلقائها من البلكونة، غير أن المسلسل أضاف بعض التعديلات بأن جعل أمر إلقائها من البلكونة من علاء نفسه انتقاما منها لرفضها استمرار العلاقة بينهما. الطريف فى الأمر أن المؤلف الذى يبدو أنه كان مدركا لاحتمال ربط الجمهور بين تلك الشخصية وشريهان لا سيما بعد مشهد البلكونة، أراد أن ينأى بمسلسله عن هذا الربط سريعا، فحملت الحلقة التالية حوارا بين«نور توفيق» والمخرج عاطف الطيب الذى كان على وشك إجراء جراحة خطيرة فى القلب، حيث وجهت له بعض اللوم لأنه لم يستعن بها فى بطولة آخر أفلامه واستعان بشريهان، وكأن المؤلف يقول للجمهور هى ليست شريهان. غير أن السيناريست محمد أمين راضى، مؤلف المسلسل، قال إن العمل تضمن 6 شخصيات رئيسية ولا توجد منها شخصية واحدة متشابهة مع أى شخصية على أرض الواقع، وهو ما حرصنا على تأكيده من خلال التنويه فى مقدمة كل حلقة بأن التشابه حتى وإن وجد فإنه مجرد صدفة. وأشار إلى أن أوجه التشابه التى تحدث عنها البعض مجرد شائعات كثيرة ملأت حياتنا ولا نعرف ما إذا كانت صحيحة أم غير ذلك، ولا يوجد أى شخص يستطيع أن ينفى أو يؤكد هذه الروايات، موضحا أن كل ما يعنيه هى النماذج التى كتبها، أما أى تأويل أو ربط يضعه الجمهور فهو ملك للمشاهد فقط ولكنه ككاتب مسئول عن النموذج الذى اختاره هو وفقط .