«ليس مجرد إثارة وتشويق ولكنه رصد لتاريخ مصر خلال 26 سنة».. هكذا لخصت الفنانة السورية كندة علوش رؤيتها لمسلسل «نيران صديقة»، الذى يعرض حاليا، قبل أن تقول إنه الدور الذى تجسده رغم أنه صعب ومركب لكنه خطفها منذ القراءة الأولى له للسيناريو، وحينها قررت أن تراهن عليه. وترى كندة ان رهانها كان فى محله خاصة بعد أن حظى العمل بزخم غير عادى بعد أن توافرت له كل العناصر الفنية الجيدة بداية من سيناريو كتبه محمد أمين راضى وخالد مرعى مخرجا، وإنتاج وفر كل عوامل النجاح.
• ما المقصود باسم «نيران صديقة»؟
نيران صديقة مصطلح سياسى يعنى النار أو الرصاص الذى يطلق من صديق أو دولة شقيقة مثلا ،وليست عدوة وغالبا ما تكون عن غير قصد.. وفى المسلسل مقصود به الأذى الذى من الممكن أن يطال المرء من قبل صديق أو شخص قريب لا نتوقع منه الشر..
ونيران صديقة يحكى قصة أصدقاء عبر 26 عاما وكيف تتحول حياتهم ويلحقون الأذى ببعضهم البعض سواء بقصد أو بدون قصد وبشكل مباشر أو غير مباشر.
• وما الذى أغراك للانضمام إلى فريق «نيران صديقة»؟
النص الشديد الخصوصية والاختلاف وكتبه محمد أمين راضى، والذى نادرا ما يقع بين يدى الممثل نصا شبيها له، فهو جديد ومختلف على صعيد الشكل والمضمون وأسلوب الكتابة والتعاطى مع الدراما جديد وغير تقليدى.
والموضوعات المطروحة وشكل العلاقات بين الشخصيات أيضا لم نعتد أن نشاهده فى الدراما العربية، ومن ثم كنت شديدة الحماس للعمل مع خالد مرعى وبالفعل ومع اقترابنا من انتهاء التصوير أستطيع القول أنه من أكثر المخرجين الذين استمتعت بالعمل معهم لقدرته على توجيه الممثل بأسلوب رائع ولإدراكه أهمية كل العناصر الفنية ابتداء بالممثل والصورة وصولا لأبسط تفاصيل الاكسسوار.. فقد قام بمساعدة مدير التصوير أحمد يوسف ومهندس الديكور محمد أمين بخلق كادر وجو درامى يتناسب مع جدة واختلاف النص.
● هل يسعدك القول إن الجمهور يتابع المسلسل لأنه مثير ومشوق؟
بالفعل يطغى جو التشويق والإثارة على أحداث المسلسل وهذا بالنسبة لى عامل شديد الإيجابية لجذب الجمهور بشكل أكبر، ولكن ما يقدمه «نيران صديقة» هو أعمق من ذلك، فهو يقدم من خلال أبطاله وعلاقتهم الممتدة عبر 26 سنة والتغييرات التى تطرأ عليها قراءة ونقدا للمجتمع وتغيراته من الثمانينيات وحتى يومنا هذا تقريبا.
● منة شلبى كندة علوش ورانيا يوسف 3 فنانات كل منهن وصلت للبطولة المطلقة وجرت العادة أنه كلما جمع عمل بين أكثر من بطلة نسمع عن مشاكل أو خلافات هل حدث هذا فى كواليس «نيران صديقة»؟
فيما مضى وعندما كنت أسمع ممثلين يتحدثون عن الأجواء العائلية الحميمية فى التصوير كنت أقول أنها مبالغة وغير حقيقى وأنه كلام إعلام..
ولكن العمل هنا مختلف فكلنا نعرف بعضنا البعض قبل التصوير وتجمعنا مع بعض علاقات جيدة سواء الممثلات أو الممثلين وتحديدا نحن الستة هذه العلاقة تعمقت طوال فترة التصوير بما أننا قضينا قرابة ستة أشهر نلتقى بشكل يومى ونمضى ساعات طويلة مع بعض أطول من تلك التى نمضيها مع أسرنا، كما أن أحداث المسلسل تتسم بالقسوة ويطغى على غالبها الحزن والألم.. لذا كنا نحرص على خلق أجواء مرحة ولطيفة فى الكواليس كى لا يؤثر علينا الجو العام للمسلسل بشكل سلبى.
أما على الصعيد المهنى فوجودى ضمن هذه الأسماء ممثلات أو ممثلون شكل حافزا كبيرا بالنسبة لى ولهم ليقدم كل منا أفضل ما عنده فنحن فى مسابقة تمثيل يومية.
● للمرة الثالثة تقدمين دور الصحفية.. ألم تخافى من التنميط والمقارنة وخصوصا أنك لعبت الدور نفسه من قبل فى مسلسل «أهل كايرو» وفيلم «الفاجومى»؟
هناك آلاف الصحفيات لكل منهن شخصية وطباع وشكل وطريقة مختلفة فى الحياة والتعامل مع مهنتها وحتى ملابسها فأين التنميط؟..
الصحفية ليست كاراكتر أو نمطا بل هى مهنة وأنا أظن أن دورى هنا مختلف تماما عن «أهل كايرو» وللعلم أنا لعبت صحفية أيضا فى «الاجتياح» مع شوقى الماجرى والمسلسل السورى «بنات العيلة»..
لكن نهال التى ألعب دورها فى المسلسل تختلف عن كل هؤلاء وهى ليست صحفية بالمعنى التقليدى بل هى كاتبة وإعلامية، وسنتعرف على قصتها على مدى 26 عاما ونرى التغييرات الجذرية التى تطرأ عليها منذ الثمانينيات وحتى 2009 وتعاطيها فى كل مرحلة مع مهنتها كصحفية وهى تمر بتحولات كبيرة.
● تقدمين هنا دورا مختلفا عن البنت الوديعة اللى تعودنا عليها فى أدوارك السابقة؟
قدمت سابقا فى سوريا العديد من الأدوار المختلفة والتى لا تندرج تحت أدوار البنت الوديعة أو الايجابية..وفى مصر كسرت هذا القالب فى مسلسل «على كف عفريت» والذى قدمت فيه دور رانيا ممثلة وصولية وإنتهازية متزوجة من رجل مسئول فى الحزب الوطنى تريد الوصول بأى طريقة..
ونهال هنا ليست شريرة أو خيرة هى إنسانة لديها كل تناقضات وصراعات الإنسان والظروف القاسية التى تمر بها هى التى تدفعها لممارسة سلوكيات سلبية.. هذا الكلام ينطبق على الشخصيات الست فى المسلسل فجميع الشخصيات يطغى على سلوكها الجانب السلبى ولكن هناك مبررات ومقدمات أودت لهذه النتائج، وانا عندما اخترت الاستمرار فى مهنة التمثيل لم أكن أشأ أن أقدم نوعا واحدا من الأدوار.
● لديك 3 مسلسلات فى رمضان هى «نيران صديقة» و«على كف عفريت» و«سنعود بعد قليل» ألا يقلقك هذا؟
مصادفة لم أكن سعيدة بها وكنت أتمنى أن أدخل الموسم الرمضانى بمسلسل «نيران صديقة» فقط خصوصا وأنه عمل به زخم وكثافة أما «على كف عفريت» فهو منذ العام الماضى وكان سيتم عرضه خارج موسم رمضان وهو ما كنت أتمنى حدوثه ولكن المنتج والقناة اتفقا على عرضه فى رمضان وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم..
أما عن وجودى فى مسلسل سورى فهو أمر أحرص عليه سنويا وهذا العام أنا سعيدة بمشاركتى كضيفة شرف فى مسلسل «سنعود بعد قليل».
● توقع الكثيرون توقف الدراما السورية نتيجة لظروف البلاد ولكنكم فاجأتم الجميع وقدمتم أعمالا كثيرة؟
ما وصلنا إليه اليوم فى سوريا وبعيدا عن الشق السياسى هو كارثة إنسانية بكل المقاييس وعلى كل المستويات..اقتصاديا صحيا تعليميا.. مئات الآلاف من الشهداء والجرحى والمصابين ملايين النازحين والمشردين واللاجئين..
ومن الطبيعى أن تنعكس هذه الكارثة على الدراما، ولكن بعض المنتجين أصروا على الاستمرار فى الانتاج رغم كل هذه الظروف وهو شىء يحترمون عليه وخصوصا ان هناك مئات البيوت مفتوحة من هذه الصناعة والسورى بقاؤه ان يعيش لا أن يموت واستمرار عملنا هو شىء جيد جدا ويشترك فيه المنتج مع الممثل..
وتطرح الدراما السورية هذا العام أكثر من 20 مسلسلا بعضها صور فى سوريا والبعض الآخر فى لبنان ودبى ومصر.