آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة، والعميدة السابقة لكلية الدراسات الإنسانية بفرع جامعة الأزهر بالإسكندرية، تحدثت عن ضوابط الخروج على الحكام، وهل هى ثابتة أم أنها تتغير بحسب ظروف الواقع. • ما هو تأثير الخطاب الدينى على ما نشهده فى مصر الآن؟
ارتباك الخطاب الدينى فى السنوات الأخيرة أوجد حالة ارتباك فى عقائد الناس. فهناك الخطاب الدينى الذى يملأ القنوات الفضائية المتشددة، وهذا يعكس أسوأ ما فى النفس، ويزيد من الكراهية. وهناك الخطاب المعتدل الوسطى الذى أصبح نادرا هذه الأيام.
وأتمنى بحلول شهر رمضان المبارك أن نتيقظ الى صحيح الدين حتى تعود السكينة الى مجتمعنا، ويعود الفهم الصحيح للدين، والابتعاد عن خلط المواقف والابتعاد عن التجارة باسم الدين.
وأود لكل من يتصدى الى الخطاب الدينى أن يراعى الله وأن يكون صاحب تأثير بصدق القول، وليس بحسب انتمائه السياسى.
• ما الحلول التى تقترحينها للعودة الى الخطاب الدينى المعتدل؟
البعد عن فوضى الفتاوى أولا، وتأويل الأحكام وفقا للهوى، لأن ذلك أصبح أعظم مشاكل العصر، فالانفلات وإخراج الفتاوى بشكل ساذج أو القياس المغلوط على بعض الأمور شىء مسىء للدين.
لذا أطالب دار الإفتاء بالتصدى الحازم لتلك العادة، وسن قانون يحاسب من يتصدر للفتوى من غير أهل العلم والمختصين، بالاضافة الى نشر مبادئ الخطاب الدينى المعتدل عبر علماء الازهر الشريف لمواجهة الخطاب المتطرف الذى سيطر على عقول الناس فى الآونة الأخيرة.
• ضوابط الخروج على الحاكم واحدة من الأمور التى أحدثت لغطا فى الشارع المصرى خصوصا مع الأحداث السياسية الأخيرة، ما هى الضوابط الشرعية من وجهة نظرك؟
القرآن حدد ضوابط للخروج على الحاكم، وهى أن يتخطى حدود الله التى سنها لرعاية حقوق رعاياه، فضلا عندما يتغافل عن حقوق الرعية لحماية شئونه الشخصية والأسرية، ويتناسى حق المواطنين.
الرسول (صلى الله عليه وسلم) وصف الحكم بأنه مسئولية فى الدنيا وفى الآخرة، وأشار الى أن مهمل تلك المسئولية سيتعرض للخزى يوم القيامة.
وأوجب الشرع الخروج على الحاكم غير العادل، وتلك ضوابط الماضى والحاضر، أما الحاكم العادل الذى لا يتعالى على مصالح رعيته، ولا يعمل الا لرفعتها فذلك حقه علينا الطاعة.