ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن المتظاهرين المصريين صبوا جام غضبهم على السفيرة الأمريكية في القاهرة آن باترسون، أثناء تظاهرات أمس الأحد، ضد الرئيس محمد مرسي، والتي دعت إليها حركة (تمرد) وبعض القوى والأحزاب السياسية المعارضة بعد عام من توليه السلطة، متهمين إياها بمساعدة حكومة «مرسي» الإسلامية. وأوضحت الصحيفة، في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني، اليوم الاثنين، أن المتظاهرين وجهوا اللوم إلى «باترسون»، رافعين لافتات تطالب برحيلها، وقاموا بتعليق لافتة ضخمة في وسط مدينة القاهرة تحمل صورة مشوهة لوجهها، وموجهين إليها إهانة بكلمة «حيزبون»، والتي تعني «العجوز الشمطاء».
وأشارت إلى أنه على الرغم من أن المتظاهرين والولاياتالمتحدة يضغطان على الرئيس مرسي لإظهار المزيد من الاحترام للعملية الديموقراطية ومؤسسات الدولة، فإن العامل الأساسي لهجوم المعارضة على أمريكا هي أزمة الثقة التي تعيشها واشنطن مع المصريين، فضلًا عما أظهره استطلاع حديث للرأي من أن المصريين يحملون وجهات نظر سلبية تجاه الولاياتالمتحدة وقيادتها، بحسب الصحيفة.
ولفتت الصحيفة إلى أن معظم الانتقادات الموجهة ل«باترسون» ترجع لسبب أن معظم المصريين لديهم تصور متجذر بأن الولاياتالمتحدة تساعد «مرسي» على البقاء حتى لو كان ذلك على حساب الديمقراطية المصرية، وهو ما يرجع جزئيًّا إلى أن واشنطن كانت تعمل عن كثب لسنوات طويلة مع حكومة الرئيس المخلوع حسني مبارك، وكذلك لأن رفض السفيرة الأمريكية الانتقادات الموجهة إلى مرسي في تصريحات علنية، نظر إليه على أنه دعم له.
ونوهت بأن الولاياتالمتحدة لديها مصالح في مصر، وتعكير صفو العلاقات الأمريكية - المصرية قد يرضي رغبات المحتجين التي ستراها عقابًا لمرسي، لكنها لن تساعد المصريين في شيء.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول: إن جهود «باترسون» للتوسط بين حكومة مرسي والمتظاهرين قد يساء فهمها من قبل الطرفين، سواء المعارضة التي سترى أن واشنطن تدعم نظام الرئيس مرسي، أو الإخوان المسلمين الذين سيرون أن واشنطن تتدخل في شؤون مصر الداخلية.