مشروع النهضة سيكون نقلة حضارية فى تاريخ الأمة، تتمثل أهدافه فى خروج مصر من حالة التخلف التى عاشت فيها طيلة العقود الماضية، سوف يقضى مشروع النهضة على ما تسمى ب «الدولة العميقة» والفساد الذى أصبح مستشريا فى كل شبر من أرض مصر، وبناء منظومة متكاملة تعمل على إحداث تغيير جذرى على المستوى الاقتصادى والثقافى والاجتماعى. تلك الكلمات رددها أعضاء جماعة الاخوان المسلمين على مدار الحملة الانتخابية للرئيس مرسى، وعلى رأسهم المهندس خيرت الشاطر النائب العام لمرشد الجماعة. قدمت جماعة الأخوان المسلمين أفكار مشروع النهضة من خلال جولات فى المحافظات، وزيارات للقرى والنجوع، حتى تحول مشروع نهضة الاخوان، إلى حلم البسطاء الذين أقبلوا على انتخاب مرسى رئيسا بعد أن وعدهم بالنهضة.
النهضة هى الوسيلة الوحيدة لخروج مصر من أزمتها فى مرحلة ما بعد الثورة، هكذا روجوا، وأكدوا فى برنامجهم الانتخابى على البدء بحل خمس مشكلات أساسية، فى المائة يوم الاولى من الحكم، يعانى منها المصريون كل يوم، تشمل الأمن والمرور والوقود والخبز والقمامة.
على أرض الواقع وبعد فوز الرئيس محمد مرسى بالرئاسة، بدأت المطالبات والتساؤلات تتزايد حول مشروع النهضة، وميعاد البدء فى تنفيذه، ومع استمرار الازمات بات السؤال ملحا على أذهان المصريين.. أين النهضة؟
بدأت تبريرات الجماعة تقول «نحتاج إلى مزيد من الوقت بسبب كثرة الأزمات التى تواجه البلاد»، ثم حسم الشاطر الأمر وأعلن أنه لم يكن هناك أصلا مشروع يسمى بالنهضة، وأن ما حدث كان مجرد اقتراحات وليست آليات سيتم العمل بها. أدان الإعلام واتهمه بأنه فهم مشروع النهضة بشكل خاطيء، وأنه من غير المعقول أن تضع جماعة الاخوان المسلمين مشروعا دون مشاركة كافة الفصائل الوطنية فى إعداده، وأن تلك الاقتراحات كانت بهدف مناقشة القوى السياسية بها للوصول إلى رؤية واضحة يمكن من خلالها تخطيط لمشروع ينهض بالأمة.
كانت شركة الدعاية والاعلان تقاوم الانهيار، وكان أحد كبار المسئولين فيها والمطالب بتقديم أفكار جديدة لإنقاذ شركته من الافلاس، يعصر ذهنه المنشغل بأمور أخرى، لإيجاد فكرة يروجها لأصحاب شركته، وينافس بها المنافسين. بدأ حملة اعلانات كبيرة عن منتج غامض، نجح فى ترويجه للناس، وحقق به مكاسب كبيرة، لكن العقدة الدرامية كانت عندما اكتشف المسئول فى الشركة ومنفذو حملته أنهم يروجون لمنتج وهمى، لا أحد فيهم يعلم عنه شيئا، سوى أن اسمه «الفنكوش». فى المشهدين تقارب واضح لم يغفله مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعى، فأطلقوا على مشروع الاخوان المسلمين اسم «فنكوش النهضة».