"النهضة إرادة شعب" كان هذا هو شعار الحملة الإنتخابية الذي اتخذته جماعة الإخوان المسلمين كدعاية لمرشحهم الدكتور محمد مرسي الذي حل بديلا لمرشحهم خيرت الشاطر الذي إستبعد من السباق وتتضمن برنامج الجماعة شعار مشروع نهضة الذى وعدت به الجماعة ومرشحها من أجل تحقيق الإصلاح الاقتصادي والسياسي للمجتمع المصري الذي عانى من ويلات الفساد والخراب طيلة عقود ماضية، فما الذي تحقق من هذا المشروع وهذه الوعود؟ من جانبه يؤكد جورج إسحاق المنسق العام السابق لحركة كفاية أن مشروع النهضة لا وجود له من الأساس كما أكد خيرت الشاطر نفسه الرجل الأقوى داخل الجماعة الذي صرح بعدم وجود مشروع للنهضة من الأساس، بينما كل ما كان يشاع من وعود فترة الانتخابات الرئيسية هي مجرد وعود في الهواء للوجود له ولم يحقق مرسي أي شيء يذكر حتى الآن وإن كان، يحسب له إنجاز وحيد وهو إنهاء حكم العسكر وهي فترة وحقبة من تاريخ مصر يحسب لمرسي إنهائها وإسقاط المجلس العسكري، وأشار إسحاق لعدم حاجة من الأساس لمشروع نهضة أو غير ذلك فلدينا الكثير من المشروعات التي يمكن الاعتماد عليه بدلا من الاعتماد على وعود انتخابية لا أساس لها، ودعا إسحاق لمؤتمر وطني يجمع كل القوى السياسية لوضع حلول للأزمات الداخلية والعمل على الإصلاح الاقتصادي والسياسي للمجتمع المصري. وإنتقد إسحاق إفراط مرسي في زيارته الخارجية دون جدوى مع إهمال الوضع الداخلي والأزمات الداخلية التي نعيشها في مصر مؤكدا أنه يجب على مرسي حل الأزمات الداخلية قبل الاهتمام بالشأن الخارجي. بينما أشار الكاتب الصحفي صلاح عيسى إلى أن مشروع النهضة الذي وعد به مرسي وجماعة الإخوان المسلمين هو مجرد خطوط عريضة لم تكتمل بعد ولم تكن له أي ملامح حقيقية يمكن الحكم عليه فهي وعود انتخابية يمكن أن نطلق عليه المثل الشعبي "كلام الليل مدهون بزبدة يطلع عليه النهار يسيح". نبيل زكي الكاتب الصحفي والقيادي بحزب التجمع يؤكد أنه يجب أن لا نلوم محمد مرسي على عدم تنفيذه لما يسمى مشروع النهضة ولكن علينا توجيه اللوم لمن صدق هذا المشروع ووضع عليه الآمال وهو مجرد مشروع هلامي وعبارة عن وعود انتخابية من اتجاهات مختلفة لم يحقق مرسي منها شيئا حتى الآن ولن يحقق أي من هذه الوعود لأسباب كثيرة تتعلق بالنظام الاقتصادي والسياسي الذي تسير عليه البلاد وهو مالم يتغير عن أيام الرئيس السابق فاستبدلنا أحمد عز بخيرت الشاطر. فلقد وعدنا مرسي في مشروع النهضة بآمال وعود كثيرة تتعلق بالمرور والخبرة وعودة الأمن والإصلاح الاقتصادي وهو مالم يتحقق حتى الآن ولن يتحقق في الغالب. بينما وصف الناشط السياسي أحمد دومة مشروع النهضة ب"الفنكوش" فهو اسم مستعار لوهم كبير لأساس له اخترعه الإخوان المسلمين من أجل خداع الجماهير التي أعطتهم أصواته فما هو إلا ارتجال من خيرت الشاطر ورفاقه من أجل خداع البسطاء. وعن ما يتردد بشأن تحقيقه لإنجاز باسقاطة لحكم العسكر، اعتبر دومة أن ذلك كذبة كبرى قائلا إن ما قام به مرسي لا يعتبر إلا خيانة كبرى لدماء الشهداء والثورة المصرية وتنفيذا لسيناريو الخروج الآمن الذي تم بناء على صفقة مع قيادات المجلس العسكري. ووصف تامر القاضي المتحدث العام باسم ائتلاف شباب الثورة مشروع النهضة بأنه مشروع "نصب سياسي" وضحك على الذقون، على حد قوله، معتبرا إياه وهم كبير اخترعته جماعة الإخوان المسلمين وعلى رأسهم محمد مرسي وخيرت الشاطر الذي تراجع فيما بعد عن فكرة وجود مشروع من الأساس وإنما كان فكرة هدفه من وجهة نظري خداع الجماهير. ومن جانبه وصف أحمد بهاء شعبان القيادي اليساري مشروع النهضة بأنه طار في الهواء فقد سبق ووصف مرسي المشروع بالطائر ونحن نقول له الآن أن المشروع طار، فالمشروع كان مجرد آلية من آليات خداع الجماهير ولم يكن له أي أساس رغم المزاعم التي رددت الإخوان ومن معهم في فترة الإنتخابات من أجل الحصول على أصوات الناخبين وتضليلهم، ولو كنا في دولة تحترم القانون فيجب أن يحاكم مرسي وكل من اشترك في هذا المشروع والترويج له ويجب على المصرين في الفترة القادمة إسقاط مرسي وجماعته في أي إنتخابات قادمة عقابا لهم على ما قاموا به من غش وتدليس وخداع وللشعب المصري.