قال الصليب الأحمر الدولي، اليوم الخميس، إنه يخطط لعمليات إنسانية لمواجهة صراع ممتد في سوريا في ظل غياب أي مؤشر على حل سياسي وجمود الوضع العسكري بين المعارضة المسلحة والقوات الحكومية. وقال بيتر مورير، رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن المنظمة حثت القوى الكبرى على السعي لمنع الطرفين من ارتكاب انتهاكات للقانون الدولي بما فيها جرائم الحرب. ولم ير مبررًا لتوقع انتهاء الصراع الممتد منذ 27 شهرًا تقريبًا. وقال مورير في مؤتمر صحفي "لا نرى من أين يمكن أن يأتي الحل السياسي بسهولة. ولهذا نفضل تقدير طول أمد الصراع." وأضاف "حتى إذا توصلنا إلى حل غدا ستحتاج سوريا بشدة إلى مساعدات إنسانية أكثر مما يقدم اليوم."
واستبعد الوسيط الدولي الأخضر الابراهيمي، الذي عقد محادثات مع مسؤولين أمريكيين وروس في جنيف، يوم الثلاثاء، عقد مؤتمر سلام بخصوص سوريا قبل أغسطس على أفضل تقدير. وقال مورير: "ما شاهدناه خلال الأسبوعين الماضيين وما نلاحظه باعتبارنا اللجنة الدولية للصليب الأحمر على الأرض هو جمود بين الجانبين في سوريا".
"أحيانًا (يتفوق) طرف وأحيانًا (يتفوق) الآخر.. وفي اللحظة النادرة التي ربما يكون فيها توازن في القوى بين الطرفين يكون هناك بصيص أمل في أن يأتيا إلى مائدة التفاوض." وأضاف "لكن هذا الشعاع من الأمل عادة ما يتبدد عندما يحقق هذا الطرف أو ذاك تقدمًا عسكريًا في مدينة أو أخرى."
وقال نشطاء، أمس الأربعاء، إن قوات الرئيس السوري بشار الأسد استعادت بلدة قرب الحدود مع لبنان في الوقت الذي تواصل فيه هجومًا ضد المعارضة المسلحة في الصراع، الذي تجاوز عدد القتلى فيه الآن 100 ألف. وجاءت السيطرة على بلدة تلكلخ التي تبعد ثلاثة كيلومترات من الحدود اللبنانية، بعدما سيطرت القوات الحكومية هذا الشهر على بلدة القصير التي كانت معقلا للمعارضة. ويعزز هذا سيطرة قوات الحكومة حول مدينة حمص في وسط البلاد، والتي تربط دمشق بمعقل العلويين الذين ينتمي إليهم الأسد على ساحل البحر المتوسط.
وقال مورير، إن كل طرف لديه ما يشجعه على تحقيق مكاسب عسكرية. وأضاف "ولأنه لديه ما يشجعه على تحقيق انتصار على الآخر فهناك ما يشجعه لانتهاك القانون الدولي." وقال مورير، إن الصليب الأحمر بدأ مناقشة سياسية مع الدول الموقعة على معاهدات جنيف لإقناع "شركائها وحلفائها" في سوريا بضرورة احترام القانون الإنساني الدولي الذي يحدد قواعد الحرب. وتابع يقول دون أن يذكر أسماء "أعتقد أنه دون أن تمارس الدول الكبرى أقوى وأفضل نفوذ ممكن على الطرفين في سوريا فلن نشهد تغييرًا في نمط العنف. وإذا لم تتحرك تلك الدول المهمة معا أيضًا فلن يتم التوصل إلى حل سياسي."