أتمنى ان يكون خبر قيام بعض المعتصمين أمام وزارة الدفاع بايقاف أتوبيس نقل عام وتفتيش ركابه بحثا عن الملتحين والمنتقبات غير صحيح ويتم تسريبه وترويجه فى اطار الحرب النفسية لحشد انصار التيار الاسلامى وبعض البسطاء قبل 30 يونيو. وأتمنى أيضا ان يكون غير دقيق ما نشر مساء اليوم نفسه بأن بعض الاخوان اعتدوا على أحد اعضاء حركة تمرد بالضرب المبرح، فرد الاخرون بإحراق المحال التجارية لهم ومحاصرة بعضهم فى مسجد العمرى فى مدينة فوة بكفرالشيخ.
إن تثبت صحة هذه الاخبار فإننا نكون قد دخلنا لمرحلة الحرب الأهلية من دون ان نتنبه لذلك.
أن يبادر أى محتج بمطاردة الملتحين والمنتقبات هو سلوك عنصرى فاشى ينبغى أن يدان بأشد العبارات الممكنة، والذى يصمت حيال هذا الفعل الإجرامى يتحمل وزرا مماثلا.
مثلما انتقدنا كثيرا سلوكيات بعض المتطرفين فى التيار الإسلامى الذين حاولوا تطبيق القانون أو الشريعة بأيديهم فإنه ينبغى ان ندين بنفس الدرجة وربما أشد سلوكيات بعض المعارضين للتيار الإسلامى، لانهم يزعمون أنهم أكثر ديمقراطية والتزاما بدولة القانون.
مساء السبت هاجم مجهولون مقر حزب النور بالمحلة ورد حراس الحزب بإطلاق النار دفاعا عن أنفسهم، وفى مساء السبت أيضا قال الدكتور مراد محمد على المستشار الإعلامى لحزب الحرية والعدالة ان أحد أعضاء الحزب فى الفيوم مات متأثرا بجراح أصيب بها على يد المعارضين، محملا جبهة الإنقاذ مسئولية دم هذا الرجل.
الخطوة التالية بطبيعة الحال هى أن أهل هذا القتيل قد يطلبون الثأر لابنهم وإذا حدث ذلك فان اليوم الذى يفصلنا عن بدء الحرب الأهلية رسميا قد لا يكون بعيدا فى ظل هذا الاستقطاب ولغة العنف اللفظى التى تحولت الى عنف فعلى ملموس.
من لا يصدق ذلك عليه متابعة ما يجرى فى بعض مدن الغربية والدقهلية والمنوفية وكفرالشيخ، وأغلب الظن أن الإسكندرية وغيرها قادمة فى الطريق.
نحن ننحدر بسرعة إلى كارثة لا يعلمها إلا الله والجميع متهم فيها.
التفتيش فى نوايا وضمائر وهويات وديانات وانتماءات الناس كارثة لا تحدث إلا فى البلدان الفاشية، والسكوت عليها يعنى اعطاء حق مماثل لأنصار التيار الإسلامى بالصعود الى وسائل المواصلات وضبط غير الملتحى أو المسيحى أو المعارض، أو أى فتاة غير محجبة أو منتقبة، وبالطبع فالخطوة التالية هى اقامة الحدود على غير الملتزمين!!.
الإخوان لا يعلمون حتى الآن أو لا يريدون أن يعلموا حجم الازمة التى ورطوا المجتمع فيها حينما مهدوا بتصلبهم الطريق للصراع الأهلى وحسم الأمور بالقوة، وحينما سمحوا للغة العنف والطائفية والتهديد ان تكون هى أساس كلمات المتحدثين فى مظاهرة رابعة العدوية يوم الجمعة الماضية.
وفى المقابل فإن ما لا يدركه من يحملون راية الليبرالية والديمقراطية ان انتشار هذا النمط من النضال بالمولوتوف والحجارة والرصاص وأخيرا الدماء ليس فى مصلحتهم، لان التيار الإسلامى لديه خبرة عملية كافية وتزيد فى هذا المضمار.
ولذلك على أى عاقل ان يسأل: من هو المستفيد الحقيقى من انتشار لغة الدم والنار واستدعاء الطائفية خصوصا هذه الأيام؟!.