تبدأ غدًا السبت امتحانات الثانوية العامة، وسط حالة ارتباك وقلق أسرى متكررة من «بعبع التعليم»، ما يؤثر سلباً على الحالة النفسية والعصبية للطلاب الذين يقعون تحت ضغط هائل، يؤدى فى أحيان كثيرة إلى الشعور ببعض الأعراض كالصداع وفقدان الشهية وزيادة ضربات القلب وتقلصات المعدة. ويقدم الدكتور محمد غانم، مدير مركز الطب النفسي بجامعة عين شمس، روشتة علاج نفسى للتغلب على ما تسببه الثانوية العامة من توتر وقلق، قائلاً هناك عوامل كثيرة تتسبب فى إصابة طلاب الثانوية العامة بالقلق والتوتر ما يؤدى لنتائج سلبية، منها أن الكثير من الأسر المصرية تقع فى خطأ كبير مع أبنائها الطلاب بسبب الامتحانات، وتجعلهم يعيشون تحت ضغط شديد.
وأضاف أن هذا الضغط يؤدى للإصابة بأعراض القلق والتوتر ويؤدى لنتيجة سلبية غير متوقعة، لأن التركيز الشديد للأسرة على الامتحانات أمر غير صحى ويفسد حياة البيت كله، ولابد أن يشعر الطالب بأن الامتحانات شيء طبيعي.
وأكد أن العديد من طلاب الثانوية العامة لديهم قدرات هائلة وبسبب تعرضهم لهذا الضغط الشديد لا يحققوا النتائج المرجوة.
وأضاف غانم ل«الشروق» أن القلق البسيط مطلوب بين الطلاب، لأنه يحفز الطلاب ويزيد من معدلات الأداء والإنجازات، لكن إذا زاد هذا القلق عن حدود معينة ينقلب إلى سلاح خطير.
وأشار إلى أن هناك عوامل أخرى تسبب القلق منها طريقة وضع الامتحانات التي تعتمد على الصم والحفظ، وهو ما يجعل الطالب يريد أن يجيب كما نص الكتاب، وبالتالي يصاب بالقلق والتوتر خوفا من نسيان أي كلمة، مؤكداً أنه لو كانت الامتحانات لدينا تقيس قوة التفكير وتعتمد على الفهم والإبداع لكانت انخفضت نسبة ما يتعرض له الطلاب من قلق وتوتر.
وأشار غانم إلى بعض الظواهر السلبية التي يتعرض لها الطالب داخل لجنة الامتحانات، ومنها نسيانه الشديد لما ذاكره، أو تردده فى الإجابة عن الأسئلة وعدم الثقة فيما يكتبه، مؤكداً أن هذه الظواهر تحدث نتيجة الخوف الشديد من الامتحانات، وهو ما يستلزم إجراء بروفة له قبل دخول الامتحان، بحيث تضع الأسرة الطالب فى جو مشابه لجو الامتحانات حتى يتعود على ذلك.
وحول استعدادات الطلاب قال غانم إن الطالب لابد أن يستعد للامتحان جيداً بألا يعطيه أكبر من حجمه الطبيعي، وأن يذاكر بصورة طبيعية مع بداية العام الدراسي وعدم المذاكرة فقط مع قرب الامتحانات، فضلا عن تخصيص يومين من كل أسبوع للراحة والتنزه، وأن يقوم الطالب بتدريب نفسه دائما على الامتحانات من خلال البحث عن نماذج الامتحانات فى السنوات السابقة والإجابة عنها.
وأشار إلى أنه لابد للأسرة أيضا أن توفر مناخا جيدا للطالب، وأن تشجعه ولا تضغط عليه، وأن تجعله يذاكر بالطريقة التى يحبها الطالب، موضحاً أن بعض الطلاب يفضلون المذاكرة على أنغام الموسيقى، وآخرين يفضلون المذاكرة مع زملائهم، وعلى الأسرة أن تتقبل ذلك.
وطالب غانم الأسرة بعدم ربط الحياة بمجموع الثانوية العامة، قائلا الثانوية العامة تأخذ تركيزا أكثر من اللازم، والأسر تربط المستقبل بنتيجتها، وتصر على أن الطالب لابد أن يدخل كليات القمة، مضيفا أن 14% من الطلاب الذين دخلوا كليات القمة وحصلوا على مجموع أعلى من 99% فشلوا فى الدراسة الجامعية، والثانوية العامة لا تحدد مستقبل الإنسان.