بعد نحو شهر من إنكار علاقتها بشركة «ساى يور واى» المتهمة بالنصب على المواطنين والحصول على 250 مليون جنيه منهم بدعوى التوظيف فى مجال «التسويق الشبكى»، اعترفت إنجى حبيب وكيلة الشركة، فى تحقيقات النيابة، أنها تلقت أموالا من مودعين مقابل منحهم فائدة أسبوعية، كما كشفت عن تعاملات لها مع شركاء أجانب، وتأسيس شركات مماثلة فى الخارج. وقالت حبيب فى التحقيقات التى أجراها إمام سمير وفيق رئيس نيابة الشئون المالية والتجارية، وأشرف عليها المستشار عمرو صبرى المحامى العام، إن شركة «ساى يور واى» تعمل فى مجال التسوق الإلكترونى، ومقرها الرئيسى فى «هونج كونج»، وإنها تعرفت على سيدة تدعى «جنيف» إندونيسية الجنسية، أثناء زيارتها إلى جاكرتا، العام الماضى، وعرضت عليها تفعيل نشاط الشركة فى القاهرة وحصلت منها على عضوية فى شركة أخرى تدعى «تى فى آى» تعمل فى المجال نفسه.
وأضافت حبيب فى التحقيقات، أنه بعد عودتها إلى مصر عرضت الأمر على شقيقها، محمد حبيب، ثم بدأت فى العمل مع عدد من الشركاء هم أحمد مستور ومحمد سمير وأشرف على وحسنى عبدالرحمن كريم وكمال هيثم حسين، الذين كانوا أول المودعين، حيث دفعوا 300 دولار، على أن يحصل كل منهم على 15 دولارا مقابل كل شخص يتم ضمه، إلى الشركة، إضافة إلى 20 دولارا أسبوعيا نظير تفعيل نشاط التسويق على موقع الشركة الإلكترونى.
وقالت المتهمة إن عدد عملاء الشركة وصل إلى 4 آلاف و300 شخص، وأن المبالغ المالية التى تم تحصيلها منهم حولت إلى شخص هندى يدعى «تارون تريكه»، وهو المسئول عن الشركة فى «هونج كونج» مبينة أنه تم تحويل 10 ملايين دولار من خلال شركة صرافة اسمها «غانم» يمتلكها ياسر توفيق، وهو أحد أعضاء الشركة، ونفت المتهمة علمها بكيفية التحويل إلى خارج البلاد ومدى مشروعيته.
كما نفت علاقتها بصرف أرباح المودعين، مبينة أن الأرباح كانت تصرف مباشرة من خلال الشركة أو من خلال بنك «ليبريتى الإلكترونى»، الذى يحول الأموال إلى الأعضاء عن طريق شركة «ويسترن يونيون»، وأمرت نيابة الأموال العامة برئاسة المستشار مصطفى الحسينى الأجهزة الأمنية بإجراء تحريات عن الهندى «تارون تريكة» والإندونيسية «جنيف» تمهيدا لإصدار نشرة حمراء وإخطار الإنتربول لضبطهما.
وتلقت النيابة، أمس الاثنين، تقرير مباحث الأموال العامة للمتهمة إنجى حبيب الذى كشف أن لديها رصيدا يبلغ 3 ملايين جنيه فى أحد البنوك المصرية، إضافة إلى أرصدة أخرى لم يتم حصرها بشكل دقيق تصل إلى عشرات الملايين، كما تبين أنها تمتلك سيارة «لاند كروزر تويوتا» تقدر بمليون جنيه.
كان قاضى المعارضات جدد حبس المتهمة 15 يوما، فى 22 مايو الماضى على ذمة التحقيقات. الأسر تعلن التقشف استعدادًا للمراجعات النهائية للثانوية العامة
الأسعار من 25 إلى 60 للحصة.. والطلاب يتكدسون فى مراكز المراجعة أسرة تؤجل شراء مروحة لتدفع تكلفة مراجعات ابنتها كتبت وفاء فايز:
أعلنت أسر طلاب الثانوية العامة حالة التقشف استعدادا للمرجعات النهائية للامتحانات، المقررة السبت المقبل؛ وأصبح شغل الأسر الشاغل تدبير ميزانية منفصلة لتلك المراجعات، لأهميتها الشديدة للطلبة، على الرغم من ارتفاع أسعارها وتحايل بعض المعلمين لزيادة عدد حصصها.
بدأت أولى حصص المراجعة فى اللغة العربية، يدفع الطالب 250 جنيها مقابل عشر حصص، بما يعنى أن سعر الحصة الواحدة 25 جنيها، كما تدفع هبة عبدالرحمن، طالبة الصف الثالث الثانوى الأدبى، فى مركز بشبرا، حيث تذهب كل يوم للمركز لحضور مراجعات مستمرة حتى ليلة الامتحان.
بعض المدرسين لا يراعون ظروف الطلاب، كمدرس العربى، حسبما تقول هبة، بل إن هناك آخرين يستغلون الطلاب ويبتزونهم، وتضرب مثالا على ذلك بمدرسة مادة الجيولوجيا التى تحصل على أموال المراجعة النهائية مقدما قبل إعطاء الحصص، وطالبت الطلاب بدفع 50 جنيها مقابل حصة واحدة، و20 جنيها أخرى مقابل مذكرة المراجعة، وعندما اعترض الطلاب قالت لهم «اللى مش عاجبه ميجيش».
أما اللغة الإنجليزية فتدفع هبة 60 جنيها مقدما لحصتين متتاليتين، فى حين أنها دفعت للفلسفة 50 جنيها مقابل حصتى مراجعة، بالإضافة إلى 50 جنيها أخرى لعلم النفس والاجتماع، فى أحد المراكز المتخصصة، التى يشتد الزحام فيها فى هذه الأيام بسبب تجمع جميع الطلاب فى وقت واحد، مما قد يؤدى فى بعض الأحيان إلى صعوبة فهم بعض الأجزاء أو التواصل مع المدرس، لافتة إلى أن معظم المراكز التى تتردد عليها بعيدة عن منزلها وتستعين بالمواصلات للذهاب إليها قائلة «المواصلات دى ميزانية تانية لوحدها».
وعلى الرغم من أن عبدالرحمن، والد هبة، ضابط متقاعد فإنه يؤكد أن «بعض المعلمين لا يراعون ظروف الأسر الآن، فالأب يدفع طوال السنة تكاليف باهظة للدروس الخصوصية، وملازم وكتب خارجية، وفى النهاية يضاعف المدرسون رسوم المراجعات النهائية، مضيفا: «قبل اقتراب الامتحانات أعلنت حالة الطوارئ بالمنزل لتوفير المناخ المناسب للمذاكرة، وتخصيص ميزانية منفصلة لهم بعيدة عن متطلبات البيت لضمان عدم التقصير فى أى أموال، لكننا نطالب المعلمين بأن يرحمونا».
المراجعات لا تتوقف على الصف الثالث فقط، فهناك بقايا الصف الثانى من نظام الثانوية القديم، فعلى الرغم من أن سارة فرغلى، طالبة الصف الثانى الثانوى بالقسم الأدبى، لم تحصل على دروس خصوصية فى اللغة العربية واللغة الأجنبية الثانية، فإنها بدأت تواظب على حضور المراجعات النهائية بشكل منتظم لما تتضمنه من شرح هام، والتركيز على النقاط الهامة فى المناهج لمذاكرتها.
والد سارة متوفى، كان يعمل فى وزارة الزراعة ولها 4 أخوة آخرين، والمعاش، كما تقول، لا يكفى احتياجات الأسرة، فتحصل على أموال الدروس من أخيها الأكبر، المحاسب فى إحدى الشركات الخاصة، وتتراوح أسعار المراجعات فتدفع للتاريخ 50 جنيها، وللإنجليزى 30 جنيها، وللرياضة 50 جنيها، وللإيطالى 30 جنيها، أما اللغة العربية فتدفع لها 50 جنيها.
تعمل والدة منة نهارا فى إحدى محال الملابس، وتعود ليلا وتبيع بعض الملابس لجيرانها وزملائها للحصول على أموال لتوفير متطلبات الحياة، ومنة ترغب فى أن تلتحق بكلية الهندسة فتعتمد على المراجعات النهائية، وبلغ إجمالى ما أنفقته عليها خلال هذا الشهر نحو 700 جنيه خصوصا مادتى الرياضيات والفيزياء، وقالت: «هذا المبلغ جعل أسرتى تؤجل شراء مروحة لمنزلنا رغم ارتفاع حرارة الجو».