تمارس بريطانيا ضغوطا تستهدف رفع الحظر الذي يفرضه الاتحاد الأوربي على الأسلحة على سوريا من أجل وصول إمدادات السلاح لقوات المعارضة "المعتدلة" للرئيس السوري بشار الأسد. ومن المقرر أن يلتقي وزراء خارجية دول الاتحاد الأوربي في بروكسل الاثنين لمناقشة هذا الموضوع.
وسوف يحاجج وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بأن هناك حاجة "ملحة" الآن لتخفيف القيود المفروضة على إرسال الأسلحة إلى سوريا لتقوية موقف المعارضة.
ومن المقرر أن ينتهي الحظر المفروض حاليا بنهاية الشهر الحالي، وسيسعى وزراء خارجية الاتحاد الأوربي إلى وضع حزمة إجراءات بديلة.
ويهدف وزير الخارجية البريطاني، مدعوما بالموقف الفرنسي، من وراء تلك الإجراءات إلى تغيير القواعد المعمول بها حاليا، والسماح بإمداد المعارضة "المعتدلة" بالسلاح، وهذا ما تؤيده أيضا الولاياتالمتحدةالأمريكية.
غير أن عددا آخر من دول الاتحاد الأوربي تعارض تماما إرسال أسلحة إلى سوريا.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية النمساوية لبي بي سي إن معارضة سورية مسلحة ستعيق الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي للصراع في سوريا.
ويتوقع أيضا أن يهيمن الصراع في سوريا على جلسة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة التي تفتح الاثنين في جنيف. خلافات المعارضة
"معارضة سورية مسلحة ستعيق الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي للصراع في سوريا."
مسؤول في وزارة الخارجية النمساوية لبي بي سي
وقد تفاقمت أزمة في صفوف المعارضة السورية الاثنين بعد عرض تمثيل رمزي فقط على كتلة ليبرالية مدعومة من الغرب والعرب في الائتلاف الوطني السوري الذي يهيمن عليه الإسلاميون.
وأحبط الائتلاف، الذي يضم 60 عضوا، اتفاقا على منح كتلة يرأسها الناشط المعارض ميشيل كيلو ما يصل إلى 22 مقعدا جديدا، مما أثار قلق مبعوثين غربيين وعرب يتابعون محادثات المعارضة المستمرة منذ أربعة أيام في مدينة اسطنبول التركية.
وقالت مصادر الائتلاف إن مجموعة كيلو لم تحصل إلا على خمسة مقاعد، بعد جلسة امتدت حتى الفجر تقريبا.
وأبقت هذه الخطوة الائتلاف تحت سيطرة مجموعة موالية لمصطفى الصباغ، الأمين العام للائتلاف الوطني السوري الذي تدعمه قطر، وكتلة تؤثر فيها جماعة الإخوان المسلمين، إلى حد كبير.
وقال كيلو إنه لا يعتقد أن لدى الائتلاف رغبة في التعاون ومصافحة اليد الممدودة له.
وقال مصدر في كتلة كيلو إن المجموعة ستعقد اجتماعا خلال بضع ساعات لاتخاذ قرار بشأن بقائها أو انسحابها من مؤتمر المعارضة.
وحدث هذا التطور قبل ساعات من اجتماع الاتحاد الأوربي في بروكسل، ولقاء وزيري الخارجية الأمريكي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في باريس لمناقشة تفاصيل مؤتمر للسلام قد يعقد في جنيف خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وتضغط واشنطن على الائتلاف لإنهاء خلافاته وتوسيع عضويته ليضم عددا أكبر من الليبراليين لمنع هيمنة الإسلاميين على الائتلاف.