شن القطب السلفى وعضو مجلس أمناء الدعوة السلفية الدكتور أحمد فريد، هجوما حادا على جماعة الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسى، وتحديدا عقب الموقف من التقارب المصرى الإيرانى، لما له من خطورة على انتشار المذهب الشيعى فى مصر. «الشروق» التقت فريد فى منزله فى محافظة الإسكندرية، خلال استراحة له من إلقاء محاضرات وندوات عن خطورة المد الشيعى فى محافظات عدة، للتعرف على رأيه فيما يخص خطورة الشيعة على مصر، وللرد على الاتهامات والانتقادات التى وجهت للدعوة السلفية بشق الصف الإسلامى، جراء انتقاد جماعة الإخوان ومرسى بسبب الموقف من الشيعة.
فريد فتح قلبه متحدثا عما وصفوه ب«استئثار الجماعة بالسلطة»، وتدخلات مكتب إرشاد جماعة الإخوان فى أعمال مؤسسة الرئاسة، إضافة إلى الموقف من تطبيق مرسى للشريعة وقضية الضباط الملتحين، والموقف الرسمى من سوريا، وإلى نص الحوار..
• ما التخوفات التى كانت لدى الدعوة السلفية من الرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين؟ قررنا تأييد مرشح إسلامى فى الانتخابات، وفضلنا عبدالمنعم أبو الفتوح لأن له تاريخا إسلاميا، وهو من جيل الصحوة، وكانت هناك تخوفات من جماعة الإخوان خشية التضييق على الدعوة، فالجماعة كفصيل إسلامى يرى أنه هو الوحيد الذى من حقه التحدث باسم الإسلام، ولكن الدعوة السلفية ترى أنها فصيل إسلامى وهناك جماعات دعوية أخرى.
وكان هناك تخوف من الإخوان، من إدخال الشيعة إلى مصر، وكان من ميزات النظام السابق وما أقلها، هى عدم السماح للشيعة بنشر مذهبهم، وتتبع الشيعة الذين يدخلون إلى مصر.
• بماذا وعد مرسى الدعوة السلفية خلال لقائه فى الإسكندرية؟ أخذنا عهدا على مرسى لسنا وحدنا وإنما جهات إسلامية أخرى مثل مجلس شورى العلماء، وهذا مسجل بالصوت والصورة، وأعطى تطمينات كثيرة فيما يخص الشيعة بأنهم خط أحمر ولا يمكن السماح لهم بنشر مذهبهم فى مصر، هو كلام مسجل ولا نريد إحراج مرسى بإظهار هذه التسجيلات، ولم نرشحه إلا بعد أخذ تلك الوعود.
•هل كانت هناك تخوفات أخرى من مرسى وجماعة الإخوان المسلمين؟ نعم فكان هناك قلق من احتمالية التضييق التى ربما تتم على قيادات الدعوة والسلفيين عموما، مثلما يحدث من قبل حماس (إخوان) فى غزة، لأنهم يضيقون على السلفيين هناك، ويعاملونهم بما لا يقل عن معاملة نظام مبارك لنا فى مصر قبل الثورة، وأخذنا تطمينات بأنه لن تمارس معنا أى أفعال من تلك التى تقوم بها حماس، ونذكرهم بهذا العهد، لقد اخترنا رئيسا بشروط وضوابط معينة.
• هل كنتم تتوقعون مشاركة فى الحكم مع الإخوان المسلمين؟ على الأقل الدعوة السلفية دعوة علمية، فإذا ساعدنا بعضنا للوصول لشىء معين، ونجحنا فى ذلك، أتوقع تحمل كل طرف ما هو متخصص فيه، فكان الإخوان تركوا وزارة الأوقاف للسلفيين على اعتبارهم أهل علم وندوات، وهناك مستشارون لوزير الأوقاف إخوان، عملوا امتحانات، واستبدلوا عشرين إماما سلفيا بأئمة من الإخوان، لأن الامتحانات التى يصححها إخوان ويعطى الدرجات إخوان.
•هل تعتقد أن مرشد الإخوان أحل مرسى من البيعة؟ أولا البيعة لمرشد الإخوان غير شرعية، لأن البيعة تكون للإمام الظاهر المعلن الذى له شوكة وقوة، ولا يصح أن يبايع كل مائة أو مليون فرد، والبيعة تكون للإمام العام فى الولاية الكبرى، ولكن أن تقوم كل جماعة دعوية تبايع المسئول عنها، فهذه تفرقة للمسلمين والأمة، وقد يحدث بسببها نزاع وقتال.
مرسى تابع لجماعة الإخوان وبايع المرشد، ونحن انتخبناه وبذلك نكون بايعنا المرشد، ولا نريد مبايعة المرشد، فهذه تمثيلية أمام الناس والجماعة لها سلطان عليه من باب أنها رشحته وهى التى تحميه.
• ما تقييمك لأداء الدكتور محمد مرسى فى ضوء الاستقالات التى حدثت من داخل مؤسسة الرئاسة؟ مرسى من حملة القرآن وكنا نتوقع منه الكثير، ولكن لا يبدو أنه هو الذى يحكم، ولكن مكتب الإرشاد أو المرشد هو الذى يحكم، وهو يؤدى للتردد فى القرارت أو إصدار قرار ليس مقتنعا به، والاستقالات تدل على وجود هذا الخلل، وهو لم يحقق آمال الإسلاميين ولم يفِ بالوعود التى وعد بها، ولكن علينا أن نتحمله لمدة أربعة أعوام.
• هل ترى فى مصر تشييعا بنسبة كبيرة؟ مصر ليس بها تشييع، والشيعة فى مصر أفراد عددهم قليل، ولا يوجد لهم حسينيات وليس لهم نشاط، ولكن سيزيد الأمر سوءا ويزداد عددهم مع التقارب المصرى الإيرانى مؤخرا.
• البعض يرى أن السلفيين يهولون من قضية الشيعة وخطرهم على مصر؟ الشيعة يسبون الصحابة، ويكفرون المسلمين، ودينهم مخالف لدين الإسلام، فهل يمكن أن أدخل قنوات إباحية وأحذر الأولاد من عدم مشاهدتها، الأولى منعها، الشيعة يدخلون مناطق فقيرة ويشغلون الناس بثلاثة أضعاف الرواتب، والناس يسيل لعابها على هذه الأمور، فضلا على زواج المتعة، الذى يسبب انتشار الأمراض الجنسية، ومرض الإيدز منتشر فى إيران بسبب هذه الممارسات، نحن فى غنى عن هذا الباب.
• ماذا عن مخططات الشيعة فى المنطقة العربية؟ هناك احتمالية تغيير نسيج المجتمع المصرى، فالمجتمع كله سُنة، وتدخل الشيعة يحدث الفرقة، وهو ما يحدث فى سوريا نظرا لوجود اختلافات سُنة ونصارى وشيعة، لماذا نريد تغيير نسيج المجتمع؟!، ولدينا نماذج كثيرة بخطورتهم على المجتمعات فى دول الخليج، وتقول أنت تهول. هناك خطر داهم على مصر، وأخذنا العهد على الرئيس والحزب الحكام، وعليهم أن واجب شرعى بالوفاء بوعدهم لنا.
• هل هناك خوف من تصدير الثورة الإيرانية الشيعية على مصر؟ لن تحدث نوعا من أنواع الوحدة بين مصر وإيران، لأنهم يخالفوننا فى العقيدة واللغة، إيران لها خطورة على بقية البلاد، فى تصدير الثورة الإيرانية، وهى دولة لها مشروع فى المنطقة، يعتقدون أن المهدى الخاص بهم لن يظهر إلا بعد أن تكون مصر شيعية، وهذا واضح حينما أشار نجاد خلال زيارته لمصر بإصبعيه بعلامة النصر فى الأزهر، لأنه أخذ خطوة.
• هل حراسة الدين من وظيفة مرسى؟ للحاكم وظيفتان أولا حراسة الدين، وثانيا يحكم الدنيا بالدين، فالحاكم لابد وأن يحافظ على عقائد الناس ودينهم، والناس تكون آمنة فى بلادها، ثم يحكم الدنيا بالدين، وإذا كان مرسى عاجزا الآن نتيجة ضغوط لا توجد مشكلة ولكن مع عدم إفساد عقيدة الناس.
• الشيعة يقولون إنهم لا يسبون الصحابة وأن من يسب الصحابة عددهم قليل؟ دين الشيعة قائم على الكذب، وثلاثة أرباع الدين فى التقية، فهو يجلس مع أهل السنة يقول أحب الصحابة ولا أكفرهم، فى الحقيقة هو يكفر أهل السنة، فالخمينى بعد نجاح الثورة الإيرانية، ذهبوا يهنئونه، وقال: «لابد من تنفيذ وصايا الأئمة، سوف نقتل النواصب أهل السُنة، كل من يترضى عن أبو بكر وعمر، لن نبقى منهم أحدا، ولن يفلت أحد منهم من العقاب، وسوف يكون الحج والقبلة إلى كربلاء.
• هل كانت هناك حاجة ماسة لتشكيل الدعوة السلفية لجنة لمواجهة المد الشيعى؟ قررنا إنشاء لجنة لحرص الدعوة على حماية مصر من المد الشيعى، وتحصين الشعب من هذا المنهج المنحرف، وضمت اللجنة 10 أعضاء برئاستى، قررنا عمل ندوات فى كل المحافظات، وتوزيع كتب عن الشيعة وكتيبات ومطويات، عملنا لجان فرعية فى كل محافظة، وبكل محافظة لها لجان فرعية فى كل مركز وقرية، لكى نغطى كل الجمهورية.
• موقفكم من القنوات الشيعية التى انتشرت كثيرا خلال الفترة الماضية؟ نحن نحذر من القنوات الشيعية، هناك أكثر من قناة شيعية تسب الصحابة والمفروض على الحاكم ووزير الإعلام وقفها، وبدل ما يواجه وزير الإعلام المد الشيعى يقوم بتعيين مستشار شيعى له، وكان لدينا أمل بتغيير وزير الإعلام ولكن يبدو أن خطة التطبيع مع الشيعة لابد أن يستمر وزير الإعلام فى منصبه.
• ما أنشطة اللجنة لمواجهة المد الشيعى؟ وزعنا مليون مطوية تقريبا، وهى بداية ونريد توزيع 100 مليون، وهى تتضمن 9 مطويات للتعريف بالشيعة وخطرهم وانحرافهم وخيانتهم، إضافة إلى توزيع 10 آلاف كتيب، و6 آلاف نسخة من كتاب الشيخ محمود عبدالحميد عن الشيعة، فضلا على تنظيم مؤتمرات كبيرة فى جميع المحافظات فى الصعيد، والبحر الأحمر، وأنوى زيارة 27 محافظة.
• هل ترى أن جماعة الإخوان المسلمين تهاونت فى قضية التقارب مع إيران؟ الجماعة ترعى التطبيع مع إيران، والآن هناك ملايين النسخ من الكتب الشيعية توزع، وتم إنشاء مطبعة شيعية تطبع الكتب لنشرها، وتم تمرير قرابة عشرين جمعية شيعية خلال الفترة الماضية، كما أن الهدف من الرحلات السياحية أليس زيارة العتبات والحسين وغيرها من المساجد، وهى سياحة شركية، وسياحة العرى أهون من سياحة الشرك، لأن الشرك أكبر المعاصى.
• هل ترى أن الإخوان يقدمون السياسة على الدين فيما يخص التقارب مع الشيعة؟ العلاقة القائمة على السياسة لا ضرر منها، ولكن ليس على حساب الدين، ومثال على ذلك حينما عرض خامنئى على رئيس البوسنة، الدعم بالسلاح وودعمه سياسيا، ولكن اسمح لنا بنشر المذهب الشيعى، كان رد رئيس البوسنة «أن أموت أنا وكل أهل البوسنة أحب إلينا من أن ينتشر المذهب الشيعى»، فكان أولى بمرسى حامل القرآن الذى نجح بعد وقوف كل الدعاة معه، أن يكون حارسا للإسلام ويحمى البلاد من غزو الشيعة.
•هل يعد التقارب المصرى الإيرانى تراجعا من مرسى عن وعوده؟ ليست هناك مشكلة كبيرة لدى الإخوان، فهم يرون أن أهل السنة مثل الشيعة، وحسن البنا قال ذلك والمرشد الحالى والسابق قالوا ذلك، ولكن البنا قال: الشيعة مثل السنة فحينها لم يكن للشيعة دولة، والأمور مستورة بسبب التقية، ولكن الشيعة يذبحون السنة فى سوريا والعراق، الشيعة أشد وأخطر من اليهود، فالجماعة لم تتبنَ عقيدة أهل السنة من أول يوم، وقال البنا إن عقيدة السلف أسلم والخلف أحكم وأعلم.
• الانتقادات طالت حزب النور عقب لقاء جبهة الإنقاذ.. ما رأيك فى ذلك؟ المبادرة قدمها حزب النور وهو عمل حزبى وسياسى وليست عمل دعوى، العمل السياسى تجلس مع جميع الأطراف، وإلا اتهمت الرسول بالخيانة للقاء اليهود وعمل عهود معهم، كما أن حزب الحرية والعدالة التقى قيادات جبهة الإنقاذ، فهل حلال لهم حرام علينا، العمل السياسى يقتضى التواصل، ولكن دون التنازل عن المبادئ مقابل المصالح، ولكن المصالح مقابل المصالح.
•زادت حدة الهجوم على حزب النور وطال الدعوة السلفية تحديدا عقب إطلاق الحزب مبادرته الأخيرة؟ لم نهدف من المبادرة تحقيق أطماع سياسية، ولا نريد المشاركة فى الحكومة ولا المحافظين، ولكن هدفنا فك أزمة والاحتقان الموجود، بين السلطة والمعارضة، خاصة مع استئثار الإخوان بالسلطة والوزارات والمحافظين والمناصب، على خلاف الاتفاق.
• هناك من يتهم الدعوة السلفية بالعمالة لأمن الدولة.. ما مدى صحة العلاقة مع أمن الدولة؟ هذا كلام ساقط بنفسه، قال صفوت حجازى واختفى من الظهور تماما فيما بعد، ويردده بعض الشيوخ المنتسبين للتيار السلفى، ولا نريد الرد عليه، لأن الكل يعلم أننا أكثر الناس كان يتم التضييق علينا من أمن الدولة، وكنت معتقلا قبل الثورة بأربعة أشهر، والشيخ ياسر تم اعتقاله عام 2002، ولم يكن مسموحا لنا بالسفر إلى خارج مصر للدعوة، ونسافر الحج والعمرة بصعوبة.
• إلى أى حد ترى تأثير الدعوة السلفية خلال الفترة الماضية فى المشهد المصرى؟ الدعوة السلفية هى التى أثرت فى الواقع السياسى فى مصر، فربع مجلس الشعب تقريبا من حزب النور، وأثناء وضع الدستور كانت بصمة الشريعة فيه لممثلى الدعوة، فلم يكن لهؤلاء المشايخ الذين يهاجمون الدعوة وجود حينها، كما أن الدعوة تتصدى للغزو الشيعى، لأن وظيفة السلفيين حراسة العقيدة، وتحمل عبء المدافعة عنها.
•فى رأيك ما دافع بعض شيوخ السلفيين فى الهجوم على الدعوة؟ لو أى حاجة يعملها الإخوان لو مصيبة كبيرة أمر عادى أما الدعوة فلا، ومثال الشيخ محمد عبدالمقصود والموقف من الشيعة، هل لا يعرف الشيعة على الرغم من طول مدة عمله فى الدعوة؟!، ومن يحب الإخوان ينصحهم فى الله، وهناك من المشايخ كان لابد من الوقوف مع الدعوة صفا واحدا، وأذكر عبدالمقصود بقوله لأسامة القوصى: «كنا نجلس على القهوة وكان علماء الإسكندرية يعتلون المنابر»، ومن يتهمنا بالخيانة، يذهب لمن تحالف مع النصارى والليبراليين، وأدخلهم مجلس الشعب أليس الإخوان هم من فعلوا ذلك.
•هل يعتبر الجهر بإنكار شىء على مرسى نوعا من الخطأ وشق الصف؟ هناك «معاصى» معلنة وغير معلنة، والنصيحة فى السر تكون للذى مثلا يشرب الخمر، ولكن هناك أشياء ظاهرة وإنكارها لابد أن يكون ظاهرا، التهم التى تلقى علينا من خلال مشايخ يخاطبون الملايين لن أتصل به فى التليفون، لم نشق صف التيار الإسلامى، إحنا مع بعض تيار إسلامى والإخوان تركوا أيدينا ووضعوها فى يد الشيعة، من بذلك ترك الصف؟
• ماذا كنتم تنتظرون من الرئيس محمد مرسى فى تطبيق الشريعة؟ كنا منتظرين من الدكتور مرسى الاقتراب قليلا من تطبيق الشريعة، ليست كاملة الآن ولكن نقرب ونشعر أن هناك تدرجا، فليس من الطبيعى نأخذ خطوة للوراء بعد وصول الفصيل الإسلامى الذى طالما يقول الله غايتنا، والإسلام هو الحل، وإنكار المنكرات ليست خروجا عن الصف، عدم الوفاء بالوعود هو الخروج عن الصف.
•هل تؤيد استخدام الشعارات الدينية فى الانتخابات خاصة مع اتهام التيار الإسلامى باللعب على مشاعر المواطنين؟ هناك خطأ كبير، بالقول بأن هذا إسلامى وهذا غير إسلامى، وتقسيم التيارات إسلامية وغير الإسلامى أصبح حاجزا عند الناس، ويجعل هناك حاجز وتفرقه للمصريين، وهناك من الشعارات التى تُقال فى وقت معين ولا تطبق والأفضل عدم استعمالها، وكل فصيل يقول مشروعه، ويترك الناس تختار.
• هل يعتبر محمد مرسى ولى أمر شرعيا؟ هنا توجد إشكالية، لأن الطريقة التى أتى بها ليست الطريقة الإسلامية الصحيحة، من خلال البيعة، من أهل الحل والعقد، ولكن أتى بطريق ديمقراطى، والطريقة الديقراطية هى الموجودة وارتضينا بها لأنه ليس هناك بديل الآن.
• قبول الدعوة السلفية بهذه الآلية تتعرض لانتقاد شديد من قبل السلفية الجهادية؟ نقبل بالآلية الحالية لأنها المتاحة لنا، كما أن هناك فرقا بين المتاح والمطلوب، ونتمنى اختيار الحاكم من قبل أهل الحل والحقد، ويكون ولى أمر شرعيا، ولكن جميع التيارات لن تقبل بهذا الأمر، السلفية الجهادية تعتزل الانتخابات، وفى ليبيا تركوا الأمر لليبراليين يتحكمون فى ليبيا.
• لماذا لا يتحد السلفيون فى كيان واحد؟ حاولوا يعملوا كيانات مثل الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، ومجلس شورى العلماء، ولكن الأولى سيطر عليها الإخوان واستقال عدد من القيادات السلفية منها، نتيجة لسيطرة الإخوان، الدعوة السلفية مؤسسة منذ 40 سنة، لها فروعها، وتلاميذ، ونتمنى أن يتحد السلفيون كجماعة واحدة، ولكن يعوق ذلك النظرة إلى الواقع والخلاف فى قياس الأمور والتطبيق.
• هل تتجه الدعوة السلفية لتكوين كيان دولى لها مثل الإخوان؟ ولادنا من الدعوة فى كل مكان، لا توجد تنظيم بهذه الصورة التى عليها الإخوان، ولكن من يميل إلى نفس المنهج والفكر منتشرين فى كل العالم.
• هل يمكن أن ترشح الدعوة مرشحا لرئاسة الجمهورية؟ ممكن نقدم مرشحا لا يوجد ما يمنع من ذلك، ولكن الأمر لم يتم حسمه حتى الآن.
• كيف تنظر لقضية الضباط الملتحين وعدم حل مشكلتهم حتى الآن؟ أعتقد بوجود هناك صفقة بين وزير الداخلية والحزب الحاكم، تقضى بتجديد له مرة ثانية كوزير للداخلية، ويتحمل هو القضية كاملة باعتباره المانع، وهو من قبل قال الأمر ليس بيدى وهذا قرار سياسى، والكتانى قال للضباط: سنعطى لكم فلوسا بأثر رجعى ونعيدكم إلى أعمالكم مرة أخرى، وهذا يعنى أن الأمر بيد الحزب الحاكم وليس وزير الداخلية، ومرسى كعضو فى الحزب متعاطف معهم ولكن القرار ليس بيده.
• ولماذا يرفض الإخوان وجود ضباط ملتحين فى الوزارة؟ الإخوان رافضون وجود ملتحين فى الشرطة، خوفا من تزايد أعدادهم، وبعض الضباط تعرض لإغراءات من حيث نقلهم إلى شركات بترول والكهرباء برواتب عالية.
لا يريد الإخوان أن يكون للسلفيين وجود فى الوزارة، حتى لو استخدم الإخوان الداخلية فى ضرب السلفيين لا يكون نصف الضباط سلفيين.
• ما رأيك فى الموقف الرسمى تجاه سوريا ومقارنته بالموقف تجاه غزة؟ مصر وسوريا عبر التاريخ شىء واحد، أتعجب من موقف مصر عقب الثورة ورئيسها منتمٍ إلى التيار الإسلامى ومتلحٍ، من الموقف فى سوريا، هل الضغوط الخارجية تصل لهذه الدرجة، خاصة وهناك تباين تجاه الموقف من غزة بالمقارنة بسوريا، على الأقل يتم سحب السفير المصرى من سوريا، واكتفى الرئيس بقوله يؤرقنى الدم السورى، ثم يذهب ليضع يده فى يد إيران وروسيا الملطخة بالدماء، وعلينا تكوين تكتل سنى لمواجهة التكتل الشيعى فى المنطقة.
• تقييمك لأداء جبهة الإنقاذ فى صفوف المعارضة؟ لو قلنا الإخوان خسروا فى الشارع، هم أكثر خسارة فهم مجموعة حريصة على المنصب سواء حمدين أو البرادعى، وينسب لهم القتل والعنف الذى حدث فى الشارع خلال الفترة الماضية، وإذا كانوا البديل عن الإخوان الناس لن تقبلهم.
•هل ترى أن المهندس خيرت الشاطر يتجه لتقويض دور الدعوة السلفية؟ هذه مسألة يُسأل فيها الشاطر، لا نسىء الظن بأحد، ولكن لا نريد استئثارا بالسلطة والمناصب والمساجد، أحذر الإخوان أن يكرروا نظام مبارك مرة ثانية بتقييد حركة السلفيين، وتقييد دورهم فى الدعوة، والوضع اختلف الآن خاصة أن الناس تعودت على طعم الحرية، والسلفيون كثر ولهم اتصال وثيق بالشارع ولهم خدمات للناس والناس تحبهم.