أوصت لجنة الزراعة بمجلس الشورى بعدم استخدام غاز "بروميد الميثيل" في تبخير القمح في الشون، لخطورته على صحة الإنسان، وعلى وزارة التموين ألا تقوم بإخراج القمح من الشون إلا بوجود شهادات معتمدة من وزارات البيئة والتموين والصحة، وشددت اللجنة على وجود بدائل ليس لها أضرار على الصحة. جاء ذلك خلال اجتماع اللجنة برئاسة السيد حزين؛ لمناقشة الطلب المقدم من النائب محمد شلوف؛ بشأن استخدام بنك التنمية والائتمان الزراعي لغاز إسرائيلي الصنع "بروميد الميثيل"، لتبخير القمح الموجود بالشون.
وأكد نائب رئيس مجلس إدارة البنك الرئيسى للتنمية والائتمان الزراعي، عماد سالم، أن البنك غير مسئول عن استيراد الغاز، ولكن البنك يجري مناقصات ويتقدم أكثر من شركة تكون هي المسئولة عن الاستيراد، وأوضح أن الشركة المصرية للتنمية الزراعية أكدت أن هذا الغاز مصرح باستخدامه طبقًا للتخصيص الذى جاء من لجنة المبيدات بوزارة الزراعة، ويتم تحديد الكمية على حسب الحصة، والمعروف عن الغاز أنه أوروبي أمريكي، وقال: "إنه كان يوجد مصدر إسرائيلي لتوريد الغاز، ولكن ليس لدي علم عنه".
ومن جانبه، أكد رئيس الإدارة المركزية للمعامل المركزية بوزارة الصحة، الدكتور أسامة نصر الدين، أن دور الوزارة هو الكشف عن العينات لبيان صلاحيتها للاستخدام الآدمي من عدمه، مشيرًا إلى وجود غاز "بروميد الميثيل" في بعض العينات، ولكن لو وجدنا أن نسبته أكثر من 5 جزء في المليون تبقى العينة غير مطابقة للمواصفات.
وأوضح أن خطورة هذا الغاز هو أنه يؤثر على طبقة الأوزون وعلى صحة الإنسان؛ أثناء استخدامه كمبيد حشري للأرض لإعدادها ضد الآفات الزراعية، كما أنه يستخدم في التبخير في شون القمح وأضراره أثناء رشه؛ حيث إنه له تأثير حاد وسريع على الجهاز العصبي والجهاز التنفسي والجهاز التناسلي، ولو استمر التعرض له يؤدي لهبوط حاد في الدورة الدموية والوفاة، كما أن استمرار التعرض له يؤثر على الكلى والرئتين.
ومن جهة أخرى، أكد ممثل وزارة التموين، أحمد شركس، أنه يتم عمل فحص ل 40 ألف عينة أغذية فى الشهر الواحد و35 ألف عينة مياه، وطالب بضرورة إحضار أسطوانة غاز "بروميد الميثيل" لفحصها والتأكد من صحة ما ورد فى الشكوى من عدمه، مشيرًا إلى أنه ليس لديه علم باستخدامه من عدمه، وأكد أن وزارة التموين غير مسئولة عن المنتجات التى ترد من القطاع الخاص.
فيما أكد رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للتنمية الزراعية الريفية محمود صادق فوده أنه يتم استخدام الغاز ولكن التبخير يتم بنسبة 100%، وأن الشركة بدأت من 3 سنوات البحث عن بدائل، وبالفعل تم التوصل إلى بدائل سيتم استخدامها مع بداية العام المقبل، وليس لديه علم أن الغاز من إنتاج إسرائيل أم لا، مشيرًا إلى أن الحجر الزراعي يستخدم "بروميد الميثيل" في تعقيم بعض المنتجات الغذائية.
وطالب النائب محمد شلوف مقدم طلب المناقشة، بتشكيل لجنة تقصي حقائق لإثبات أن هذا الغاز من إنتاج إسرائيل، وإن الدولة تستورده بالمخالفة للقانون والدستور، وقال: "إنه عثر على عبوات من الغاز الإسرائيلي أثناء زيارته لشون القمح بمحافظة كفر الشيخ".
وأشار وكيل اللجنة، الدكتور حسين إبراهيم إلى أن استخدام غاز "بروميد الميثيل" ليس غريبا ولكن الغريب هو استيراده من إسرائيل، ويجب التأكد من نسبة الشوائب التى تؤثر على الصحة العامة، واستنكر عدم حضور ممثل من وزارة الزراعة فى الجلسة لمناقشة الموضوع.