كل التحية لجيشنا العظيم وقاداته البواسل.. ونعتذر لهم عن جهل الجاهلين وتخريفات الحاقدين والحاسدين. كتبت القصيدة عام 2005 ومدحت جيش مصر ونددت برئيسها المخلوع
لم أكن أتصور أن تصل محاولات الوقيعة والتفريق بين أبناء الوطن الواحد إلى هذا الحد من الخبث والمكر.. وكنت دائما أحسن الظن فى الإعلام وفى القوى المعارضة والمنافسة.. حتى رأيت بعينى وسمعت بأذنى ما لم أكن أتصوره ولو فى الخيال.
حينما دعانى (حزب الحرية والعدالة) بالقاهرة إلى حفلة حاشدة بقاعة مؤتمرات الأزهر بمناسبة (عيد الأم) وتكريم الأمهات المثاليات واستمعت إلى بعض المتحدثين المحترمين، قلت أُغير نمط الحديث، وتذكرت قصيدة قديمة كتبتها لوالدتى فى إحدى المحن التى مرّت بكثير من الأحرار فى العهد البائد.
القصيدة بعنوان (رسالة إلى أمى) كتبتها عام 2002م لأواسيها بعد أن أعلموها وهى فى سن متقدمة بأننا قد أخذنا أحكاما بالسجن (من 3 إلى 5 سنوات) فى القضية المشهورة (بقضية الأساتذة)، حيث كان معى فى القضية 21 متهما أغلبهم من العلماء وأساتذة الجامعات.. وكانت قضية ملفقة، دبرها النظام الحاكم مع أجهزته الأمنية، وحاول إيقاع المؤسسة العسكرية فيها.
ولهذا أردتُ من خلال كلمات القصيدة أن أبين مساوئ النظام السياسى البائد، وأُبين تهمه، وأُعدد مساوئه وإخفاقاته، فى الداخل والخارج على سواء.
وتابعت أعدد مساوئ النظام البائد فى وقائع تاريخية محددة يعرفها القاصى والدانى.. من انهيار المبانى وشيوع البطالة، وحريق القطار، وقصة انتحار الطيار «البطوطى»، ونهب ثروات البلد، وتهريب آثاره، وتجريف الأرض الزراعية، وتسميم الغذاء بالمبيدات الإسرائيلية، واضطهاد العلماء، ومطاردة الطلاب الأحرار، والتزوير البشع فى الانتخابات البرلمانية هذا فى الداخل أما فى الخارج فتقزيم دور مصر أمام القضايا العربية والإسلامية.
وقد حدثت عامها اعتداءات بشعة من الطائرات والمدافع الإسرائيلية على الضفة الغربية حيث تم تدمير المساكن وقتل المدنيين ومحاصرة عرفات فى رام الله.
وكان الكل يقول أين الجيش المصرى العظيم؟ وكيف يقف موقف الحياد أمام عدو انتهك كل العهود والمواثيق ومنها كامب ديفيد رغم جورها ومهانتها.
فأردتُ أن أفصل فى حدود واضحة.. بين جيشٍ مصرىٍ عظيم، بجنوده وضباطه البواسل، وبين قيادة سياسية فاسدة دمرت البلد فى الداخل، وكبلت (الأسود) أن يقوموا بدورهم، وهذان هما البيتان بكلماتهما وحروفهما.
لو كان لديهم إحساسٌ
ما قيمةُ جيشٍ من (أُسدٍ)
لتحَرَّك جيشٌ جرَّار
إن كان يقودهم (الفار)؟!
أى إنسان يفهم فى اللغة العربية السهلة الواضحة، يتبين له الآتى:
•إننى أُعظِّم الجيش المصرى وأصف أفراده بأنهم أسود شجعان (جنودا وضباطا وقادة) عددا وعتادا.
•إننى أتهم القيادة السياسية التى لا يستطيع الجيش أن يتحرك إلا بأوامرها بالخور والجبن.. وقد تبين لنا بعد ذلك ما هو أشد وأنكى.. حينما وصفت إسرائيل حسنى مبارك ونظامه بأن كان (كنزا استراتيجيا) لإسرائيل.. عدونا فى الماضى والحاضر والمستقبل – والذى لا يزال يقول إن حدود دولته الصهيونية من النيل إلى الفرات.
•إن الكلام كله عن نظام سابق فاسد، سامنا سوء العذاب (شعبا وجيشا) فى فترة محدودة (من 2002 إلى 2005)، حيث توفيت الوالدة رحمها الله تعالى والمرسل إليها القصيدة فى يناير 2005.
فهل بعد كل هذا البيان والوضوح، يأتى إعلامى خبيث أو صحفى مغرض أو جاسوس فاجر.. ليقول إننى أتحدث عن الجيش الحالى وقياداته الحالية ؟!
أى فجر هذا فى الخصومة ؟!.. وأى لعب بالنار ؟ وأى محاولة للتفريق والوقيعة بين الجيش والشعب، وبين المدنيين والعسكريين.. بل بين العسكريين وقياداتهم.
هذه المعانى كلها لم ترد بخاطرى، ولا بخاطر ألفٍ من الحضور فى الحفل رجالا ونساء ولا بأى قارئ منصف، يفهم أبجديات اللغة العربية.. أو فنون الشعر وآدابه.
ومما يدمغ أهل الباطل أصحاب الوقيعة أن الأبيات التالية توضح المعنى تمام الوضوح.. بل تبشر بما حدث بعد ذلك فى مصر بعد عشر سنوات كاملة، بقيام ثورة 25 يناير، حينما قلت بعدها:
(والقصيدة كلها مسجلة صوتا وصورة، ولكنه الخبث والاجتزاء)
لقد تحقق الأمل، بعد عشر سنوات من تاريخ كتابة القصيدة وتحررت مصر العظيمة وعادت إلى مكانتها الخالدة، والكل يتطلع إلى جيش مصر العظيم ورجاله البواسل وقاداته العظام ليحموا تراب هذا البلد ويحموا حدوده ويردعوا كل عدوٍ متربص.. وكل محتل لأرضنا ومدنس لمقدساتنا.
• أبعد كل هذا يقال إننى أنتقص من قدر الجيش وقياداته؟
• ماذا نفعل فى العقول المختلة والضمائر الخبيثة وأرباب الفرقة والوقيعة وإشعال الفتن؟
كل التحية لجيشنا العظيم وقاداته البواسل.. ونعتذر لهم عن جهل الجاهلين وتخريفات الحاقدين والحاسدين لمصر العظيمة، التى تحررت وتطهرت وستنطلق بإذن الله لتتبوأ مكانتها اللائقة بشعبها العظيم وجيشها الأمين وقياداتها الحكيمة والرشيدة.