أكد محمد مهدى عاكف مرشد جماعة الإخوان المسلمين أن الجماعة لن ترد فى المرحلة الحالية على الحملة الأمنية، التى أسفرت عن اعتقال ثلاثة أعضاء بمكتب الإرشاد فضلا عن 20 من قياداتها وكوادرها بالاحتجاج، مطالبا وسائل الإعلام والأحزاب ومنظمات المجتمع المدنى بالتحرك للضغط على النظام لإنهاء تلك الحالة من الاحتقان. وبرر عاكف عدم التصعيد ضد الحكومة سواء بالاحتجاج أو التظاهر حتى لا يعطى فرصة للأمريكان والصهاينة لأن يشمتوا فى مصر على حد تعبيره، وقال عاكف ل«الشروق»: لن نعطى فرصة لأعداء الأمة من أمريكان وصهاينة أن يشمتوا فينا ويتفرجوا علينا». وطالب الشعب بأن يتحرك، وقال: «على الأمة أن تتحرك لأن ما يحدث ضد الوطن ومصالحه وليس ضد الإخوان فقط.. أما أنا فلن أتحرك». وعن الخطوات القانونية، التى ستتخذها الجماعة، قال مرشد الإخوان: «نحن فى بلد لا يحترم فيه القانون، فالنظام فاشل ومستبد، ويكفينى أننى أعلنت رأيى فى هذه الحملة الفاسدة التى تحقق أحلام أعداء الأمة». وكانت انتقادات قد وجهت لعاكف وباقى قيادات مكتب الإرشاد لعدم اتخاذهم موقفا إيجابيا بشأن اعتقال د.عبدالمنعم أبوالفتوح، ود.أسامة نصر، ود.محمود حسين أعضاء مكتب الإرشاد، وباقى قيادات الإخوان، الذين تمت إحالتهم إلى نيابة أمن الدولة فى القضية التى عرفت إعلاميا ب«التنظيم الدولى للإخوان»، واتهم شباب الجماعة عاكف ومكتب الإرشاد ب«التقاعس». واستبعد د.محمد حبيب النائب الأول لمرشد الجماعة أن يقدم الإخوان أى تنازلات تحت هذه الصعوبات، مؤكدا مشاركة الجماعة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة أيا كانت العواقب، لأن الأصل عند الإخوان هو المشاركة على حد تعبيره. وشدد نائب المرشد على موقف الجماعة الرافض لملف التوريث، وقال ل«الشروق»: التوريث إهدار لمبدأ المواطنة، كما أنه يصادر حق ملايين المصريين فى الترشح فى انتخابات نزيه، مضيقا أيا كان التصعيد، فموقفنا من التوريث لن يتزعزع. وعن آليات الجماعة فى الرد على الحملة الأمنية المتصاعدة ضدها، قال حبيب: «ما زالت مؤسسات الجماعة تدرس وتناقش الأفكار المطروحة حتى تتخذ قرارها المناسب بالإجماع». وعلمت «الشروق» من مصادر برلمانية أن نواب الإخوان البارزين بمجلس الشعب، وفى مقدمتهم د.محمد سعد الكتاتنى، ود.حمدى حسن، وحسين إبراهيم، وسعد الحسينى كثفوا اتصالاتهم بالقيادات البرلمانية والوزارية المهمة، ومنهم د.فتحى رئيس المجلس، ود.مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية والبرلمانية للإعراب عن رفضهم للإجراءات الأمنية ضد قيادات الجماعة خلال الأسبوع الماضى، وأكدت المصادر أن هناك محاولات للتفاوض حتى يتم إغلاق قضية «التنظيم الدولى للإخوان». وعلى صعيد التحقيقات تستأنف نيابة أمن الدولة العليا تحقيقاتها مع المتهمين فى القضية التنظيم الدولى للإخوان اليوم السبت، وذلك بعد التوقف يومى الخميس والجمعة. وقالت مصادر مطلعة إن النيابة واجهت المتهمين بمحضر تحريات تكميلى أعده الرائد هشام زين ضابط أمن الدولة، الذى أعد المحضر السابق للدكتور أسامة نصر عضو مكتب الإرشاد.