وقوع البلاء ولا انتظاره» من هذا المنطلق بدأ الجميع الاستعداد لموسم الصيف «الاسود» على حد وصف الحكومة المستهلكون سلكوا طريقا آخر هذا الصيف فبعد أن فشلت الكشافات والشموع فى تخفيف حدة ظلام الصيف الماضى، ولأن المشكلة بدأت مبكرا جدا هذا العام بعد أن شرعت وزارة الكهرباء فى سياسة تخفيف الاحمال فى عز موسم الدراسة، فقد اتجه الكثيرون إلى مواجهة ظلام هذا العام من خلال مولدات الكهرباء، ولأن الحاجة أُم الاختراع فقد شهدت السوق المحلية تدفق شحنات من مولدات كهرباء صينية الصنع بأسعار تبدا من 800 جنيه وتتدرج حتى 5 آلاف جنيه بحسب القدرة والمكان الذى تستخدم فيه. اما جهاز تنظيم مرفق الكهرباء والجمعية المصرية للمستهلكين والطاقة فقد أعلنا حملات للتوعية وترشيد الاستهلاك فيما اشارت وزارة الكهرباء إلى ان سلاح تخفيف الاحمال سيكون اكثر حدة ليصبح قطع التيار مرتين فى اليوم.
رحلة البحث عن مولد
«فاجأنى ابنى بطلب شراء مولد كهربى مثلما فعل اهل صديقه» قالت صفية محمد ربة اسرة تتكون من اربعة افراد منهم ابنان احدهما فى الاعدادية والآخر فى الثانوية، مشيرة إلى انها ستضطر إلى الشراء فى حالة تكرار انقطاع الكهرباء.
«من الآن بدأت رحلة البحث عن مولدات الكهرباء الخاصة بالشقق بحسب احمد داود احد موزعى مولدات الكهرباء، مشيرا إلى ان قدرات المولدات تبدأ من نصف كيلو الذى يكفى لتشغيل لمبات الاضاءة والمروحة الكهربائية ويبدأ سعره من 800 جنيه، اما المولدات التى تتراوح قدراتها من كيلو حتى 2،5 كيلووات فيمكنها تشغيل لمبات الاضاءة وأجهزة التليفزيون والثلاجة والريسيفر، اما تشغيل التكييف فيحتاج مولد قدرته 5 كيلووات ويتراوح سعره بين 2000 و5000 جنيه.
احتياجات المصانع او الشركات تتطلب مولدات ذات قدرات اكبر تتراوح بين 12 كيلووات و1 ميجا وفقا لداود الذى يؤكد أن غالبية المولدات الخاصة بالشقق العادية او الفيللات مستوردة من الصين.. واشار إلى ان الناس بدأت شراء المولدات الكهربائية من الآن
وبحسب ماهر جرجس بشركة فوكس للهندسة والتجارة فإن هناك اقبالا غير طبيعى على المولدات الكهربائية من جانب المنازل العادية والفيللات وعيادات الاطباء والمحال وذلك على الرغم من مشاكل استخدام المولدات مثل العادم والصوت مشيرا إلى ان الشركة بانتظار شحنة من المولدات لمواجهة الطلب عليها بالسوق المحلية.
تحديات ثلاثة
الدكتور عبدالعال السلماوى المدير التفيذى لمرفق تنظيم الكهرباء وحماية المستهلك يعترف بالمشكلة المتوقع تفاقمها هذا الصيف مشيرا إلى 3 تحديات رئيسية تواجه قطاع الكهرباء اهمها عدم توافر الوقود لوجود ازمة فى مقدرة الدولة على سداد ثمن الوقود، وهناك اجراءات لحل المشكلة بالاتفاق مع العراق على استيراد 4 ملايين برميل من البترول شهريا فضلا عن الاتفاق مع دول عربية اخرى على استيراد المواد البترولية بشروط ميسرة، والتحدى الثانى بحسب سلماوى هو الانتهاء من المشروعات الجديدة ودخولها إلى الخدمة فى الوقت المناسب مشيرا إلى مشاكل خاصة باعتراضات الاهالى او بالتشغيل والتوصيل بشبكة ىالوقود او الربط بالشبكة تؤدى إلى تاخر تشغيل المحطات الجديدة والتحدى الثالث هو مشاكل العاملين بشركات الكهرباء.
ويقدر سلماوى العجز فى الكهرباء بما يعادل 3 آلاف ميجاوات بما يعادل عجز العام الماضى متوقعا ان يشهد الصيف المقبل انخفاضا فى الاستهلاك يقدر بنحو 1،5% على خلفية ان الزيادة فى تعريفة الكهرباء ب 10% تخفض الطلب بنسبة 1% وقد ارتفعت التعريفة بنحو 15%.
وبحسب مدير مرفق تنظيم الكهرباء وحماية المستهلك فإن ترشيد استهلاك الكهرباء اصبح حتميا على الجميع خاصة القطاع المنزلى الذى يستهلك 40% من اجمالى استهلاك الكهرباء فى البلاد مشيرا إلى بدء حملة للتوعية وترشيد الاستهلاك وقال ان سياسة تخفيف الاحمال اثناء فصل الصيف سيتم وفقا لخطة محددة تراعى العدالة سواء من حيث زمن الانقطاع او على المستوى الجغرافى بين الاحياء من جانب والمحافظات من جانب آخر، ويدرس الجهاز امكانية اعلان المستهلكين مسبقا عن انقطاع التيار.
حملة شاملة للترشيد
وفيما يؤكد عاطف يعقوب رئيس جهاز حماية المستهلك على اهمية قيام شركات توزيع الكهرباء بإخطار المستهلكين قبيل قطع التيار الكهربى ب 48 ساعة وفقا للائحة التنفيذية لجهاز تنظيم مرفق الكهرباء، طالبت الجمعية المصرية للمستهلكين والطاقة بتعويض المواطنين فى حالة قطع التيار مرتين فى اليوم وقال الدكتور عماد عدلى رئيس مجلس ادارة الجمعية ان التعويض يجب ان يكون تخفيضا فى قيمة الفاتورة بنسبة تتراوح بين 20% و30% «وقد رفعنا هذا الطلب لوزير الكهرباء» مشيرا إلى ان الجمعية دشنت حملة موسعة لترشيد الكهرباء على كافة القطاعات الحكومية والمنزلية والتعليمية والجمعيات الاهلية والنقابات والاحزاب وتستهدف الحملة توفير 20%من الطاقة الكهربائية المستخدمة.
ويقدر «عدلى» العجز فى الكهرباء هذا الصيف بنسبة 10% من حجم الاستهلاك وقال ان الجمعية ناشدت كافة الجهات بوضع برنامج لترشيد الاستهلاك وقد ارسلنا لرئيس الوزراء وكافة الوزراء خطابات تفيد ذلك على ان تكون هناك حوافز للعاملين المختصين بشئون الطاقة فى كل وزارة او مؤسسة تستطيع توفير 20% من استهلاكها من الكهرباء.
وتطالب الحملة بتوفير 50% من اضاءة الشوارع، وان تراعى المصانع ترشيد الكهرباء فى وقت الذروة التى تمتد لمدة 3 ساعات بين المغرب والعشاء، كما طالبت وزارة الاوقاف بالمشاركة فى حملة التوعية عن طريق خطب الجمعة وذلك بحسب رئيس الجمعية المصرية للمستهلكين والطاقة مشيرا إلى الجمعية بصدد توقيع بروتوكول تعاون مع جهاز حماية المستهلك للمساعدة فى حملات التوعية