لاقت آلاف الطيور المهاجرة في النمسا حتفها جوعا خلال الأيام القليلة الماضية، بسبب ندرة الغذاء نتيجة استمرار هطول الثلوج والانخفاض الشديد في درجات الحرارة، الذي تعاني منه جميع الولايات النمساوية التسع على الرغم من دخول فصل الربيع في ظاهرة لم تشهدها النمسا منذ نحو 130 عاما . وحذر خبراء الطيور في النمسا من مواجهة بعض أنواع الطيور المهاجرة لخطر الانقراض الجماعي، بسبب ندرة الغذاء الطبيعي المتاح أمام هذه الأنواع المهاجرة نتيجة هطول وتراكم الثلوج المستمر في النمسا وفقدان الطيور لاحتياطي الطاقة اللازم لمواصلة رحلة الطيران في ظل نقص الغذاء.
وفي ذات السياق، قال خبير الطيور المهاجرة جيرالد بففينجر إن الصقيع المستمر والغطاء الثلجي السميك إلى جانب معاناة الطيور من مواجهة الرياح القوية ساهمت في القضاء على آلاف الطيور المهاجرة الضعيفة التي عجزت عن توفير غذائها المختفي تحت طبقات الثلوج السميكة .
وأضاف أن خبراء الطيور في النمسا يقومون حاليا بتقييم وضع بعض أنواع الطيور والعصافير، في نفس الوقت الذي رصدت فيه عزوف بعض الأنواع الأخرى عن استكمال مشوار الهجرة في اتجاه الشمال والبقاء في المقابل ضمن قطعان كبيرة، بسبب البرودة غير المتوقعة وانتشار الثلوج .
ولفت بففينجر إلى أن عدم تحسن الطقس في غضون أيام قليلة سيؤدي إلى حدوث موت محقق للعديد من أنواع الطيور المهاجرة وإصابتها بالأمراض القاتلة.
يذكر أن المواطنين النمساويين أبلغوا عن العثور على أعداد لا تحصى من الطيور الصغيرة النافقة والضعيفة في مناطق تابعة لولايتي النمسا السفلى وشتاير مارك من أنواع الشرشور، روبينز، أسود الحميراء التي فشلت في العثور على غذائها المتمثل في أنواع الحشرات، الفواكه ، أو الديدان الأرضية مما أدى إلى نفوقها أو ضعفها ووقوعها ضحية لحركة المرور على شوارع المدن.