تعانى النمسا فى الوقت الحالى من موجة صقيع شديدة أحكمت قبضتها على جميع الولايات النمساوية التسع وتسببت فى حدوث انخفاض كبير فى درجات الحرارة، وصلت إلى 24 درجة تحت الصفر فى ولايتى بورجنلاند، وشتاير مارك. وتسبب هطول الثلوج المستمر على أنحاء النمسا فى حدوث ارتباك شديد بحركة المرور على معظم الطرق والشوارع الرئيسية والفرعية، فضلا عن وقوع بعض حوادث سيارات، بسبب خطورة الطرق، على الرغم من الجهود المستمرة لإعادة فتح المحاور الرئيسية وإزاحة كميات الثلوج المتراكمة، كما تسبب انخفاض درجة الحرارة فى تجمد مواسير المياه، على الرغم من التجهيزات الخاصة بعزل هذه المواسير لمقاومة البرودة الشديدة مما أدى لانفجار عدد منها وانقطاع المياه عن المنازل، فضلا عن تجمد العديد من البحيرات وفروع نهر الدانوب بالعاصمة فيينا وعدد من المحافظات الأخرى. وفى نفس السياق تفاقمت مشكلة توفير الأماكن الخاوية المخصصة لمبيت الأفراد المشردين الذين يتعرضون لخطر الموت تجمدا أثناء الليل، بسبب شدة البرودة، مما دعا حكومة فيينا إلى اتخاذ قرار بفتح أحد المدارس الخاوية وفرت 60 مكانا إضافيا أمام المشردين لحمايتهم من موجة البرد الشديدة وتقديم الوجبات الدافئة لهم خلال النهار والليل، كما أعلنت إدارة ولاية فيينا عن توفير 412 مكان مجانى لمبيت المشردين، بالتعاون مع عدد من منظمات العمل الاجتماعى مثل الصليب الأحمر، معترفة بوجود مشكلة كبيرة فى عدد الأماكن المتاح مع انخفاض درجات الحرارة. والجدير بالذكر أن الإحصائيات تؤكد وفاة 41 شخصا فى النمسا خلال عام 2010 نتيجة التجمد الناجم عن انخفاض درجات الحرارة، فى حين لقى 41 شخصا مصرعه لنفس السبب فى عام 2009.