شهدت جلسة البرلمان الأردني الأربعاء، زوبعة من الجدل والنقاشات الحادة، حيال موقف الأردن من ملف اللاجئين السوريين، تخللها مطالبات بضبط استقبالهم ورفض منح مقعد سوريا في القمة العربية، التي وصفوها ب "المهزلة،" إلى ائتلاف قوى المعارضة السورية، فيما رحبت الحركة الإسلامية بهذا القرار. وهاجم النائب عبدالكريم الدغمي القمة العربية، واصفًا إياها ب "إنها مهزلة،" فيما وصفت النائب ميسر السردية، رئيس وزراء قطر، حمد بن جاسم ب"رئيس يهود خيبر."
وتخلل الجلسة، التي رفعت في وقت لاحق، مشادات كلامية ومداخلات ساخنة وجه فيها النواب انتقادات لاذعة وتوصيفات غير مسبوقة لدول الخليج العربي، ودولة قطر، المضيفة للقمة العربية.
كما وجه نواب أسئلة للحكومة الأردنية حول أسباب موافقتها على منح مقعد سوريا للمعارضة، فيما انتقد نواب ما وصفوه "بأسلوب الشحاذة"، الذي تلجأ له المملكة بطلب المساعدات بسبب الازمة السورية، ملمحين إلى إمكانية الربط بين موافقة الأردن على قرارات القمة مقابل الحصول على مساعدات مالية.
وتفاوتت مطالب النواب بين إقامة مناطق عازلة على الحدود مع سوريا، ووقف استقبال اللاجئين السوريين بطرق غير شرعية "عبر الشيك الحدودي"، وحصر ذلك على الأطفال والشيوخ والنساء، فيما رأى البعض ان سوريا تتعرض لمؤامرة .
وقالت النائب وفاء بني مصطفى، في تصريح لموقع CNN بالعربية: "لم تعن مداخلات النواب رفض تقديم المساعدة إلى اللاجئين السوريين، لكن هناك تحفظ على موقف الأردن من الموافقة على منح مقعد سوريا للمعارضة، إذا كان من الممكن النأي بالموقف على غرار الموقف الرسمي اللبناني."
وأرجعت بني مصطفى تحفظها إلى تصريحات رئيس ائتلاف قوى المعارضة السورية، خلال القمة العربية المتعلقة بحاجة المعارضة إلى صواريخ باتريوت، حيث أشار إلى أن الأردن يرتبط بأطول حدود مع سوريا، فكيف يمكن أن نكون "في مرمى النار"، بحسب وصفها.
واعتبرت بني مصطفى، أن النقد الذي وجه إلى دول الخليج تجاوز بعضه النقد الموضوعي، لكنها أشارت إلى أن هناك إجماعًا لدى النواب على استكمال النقاش يوم الخميس في الملف السوري، وإلزام الحكومة باتخاذ إجراءات جديدة أكثر "انضباطية،" وقالت: "نريد الدفع باتجاه الحل السياسي قبل كل شيء."