حذر الكاتب الأمريكي توماس فريدمان، الرئيس باراك أوباما من التورط في سوريا بصورة أكبر، قبل التأكد من أن ذلك سيضمن سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، وأن المعارضة ستستطيع على إثر سقوطه بناء نظام مستقر علماني ذي طوائف عرقية متعددة تعيش في ظل الحكم الديمقراطي التعددي في البلاد. وقال الكاتب الأمريكي- في مقال له أوردته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية على موقعها الإلكتروني، اليوم الأربعاء- إنه من الضروري التأكد أيضا من سياسات بعض الدول الإقليمية التي تدعم قوات المعارضة السورية ورغبتها في ترسيخ أسس الحكم الديمقراطي التعددي في سوريا.
وتابع فريدمان: "يجب أيضا التأكد من أن التدخل الأمريكي سيضمن حقوق الأقليات المختلفة سواء من العلويين أو المسيحيين عن طريق الحكم الديمقراطي التعددي في فترة ما بعد سقوط الأسد، لاسيما في ظل ما نشهده من انقسام المعارضة في الوقت الحالي"، متسائلا: هل يمكن أن نضمن بناء دول سورية ذات حكم ديمقراطي تعددي دون وجود ميليشيات مسلحة أو تواجد للقوات الدولية بموافقة الأممالمتحدة أو جامعة الدول العربية؟
وأوضح فريدمان: "بالنظر لعدم وجود توافق داخل سوريا أو حتى داخل أطراف المعارضة لهذا النوع من الديمقراطية التعددية التي تتطلع الولاياتالمتحدة لتحقيقها هناك، فإن هناك ثلاثة خيارات أساسية تتمثل في غزو سوريا كما حدث في العراق.. ولعب دور الوسيط بين الأطراف السورية لتشكيل حكومة تجمع بين جميع أطراف المعارضة إلا أن هذا الأمر لم ينجح في العراق.. إضافة إلى التكلفة الضخمة التي تكبدتها واشنطن وانعدام وجود التأييد لهذا الغزو في أمريكا".
وقال: "لذا فهناك إمكانية لاحتواء الصراع الدامي في سوريا من جانب تركيا والأردن ولبنان وإسرائيل ومحاولة التوصل إلى اتفاق بشأن تقاسم السلطة أو وقف إطلاق النار؛ أو حتى السماح بأن تأخذ الحرب مجراها بما ستأتي به من المزيد من أعمال القتل واحتمال انتشارها إلى الدول المجاورة وانقسام سوريا لدويلات صغيرة تقطنها الطوائف السنية والعلوية والكردية".
وشدد الكاتب الأمريكي، على ضرورة أن يستمر الرئيس أوباما في نهجه الحذر مع ملف القضية السورية حتى يرى ما يحمله المستقبل في طياته.