قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن بلاده وبريطانيا مستعدتان لتسليح المعارضة السورية حتى لو لم تحصلا على دعم الاتحاد الأوروبي. وقال فابيوس إن باريس ولندن ستطالبان الاتحاد الاوروبي بتقريب موعد عقد اجتماعه القادم حول الحظر الذي يفرضه حاليا على تزويد المعارضين السوريين بالسلاح، وستقرران تسليحهم اذا رفض الاتحاد ذلك.
وقال الوزير الفرنسي لراديو فرانس انفو "إن فرنسا وبريطانيا تطالبان الاتحاد الاوروبي برفع الحظر الآن لتمكين مقاتلي المعارضة من الدفاع عن انفسهم،" مضيفا ان "الحكومتين الفرنسية والبريطانية ستقرران تزويد المعارضة بالسلاح في حال تعذر حصولهما على دعم جماعي من الدول ال27 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي." وأكد فابيوس "ان فرنسا دولة حرة ذات سيادة" في اتخاذ قراراتها، مؤكدا ان بلاده وبريطانيا تتبنيان مواقف متطابقة حول موضوع رفع الحظر.
وقال "علينا التحرك بسرعة."
ولكن مصادر في وزارة الخارجية البريطانية قللت من أهمية التصريحات التي ادلى بها فابيوس، وقالت إنه ليست هناك نية للدعوة لاجتماع عاجل لبحث موضوع الحظر، وانها "لا تعترف بالتقارير الواردة من باريس."
وتشعر العديد من البلدان بالقلق من ان تدفق الاسلحة الى سوريا قد يؤدي الى تصعيد الحرب المستعرة هناك، وتقول كارولين وايات، مراسلة الشؤون الدفاعية في بي بي سي، إن هذا كان الموقف الذي تتبناه بريطانيا حتى فترة قريبة.
من جانبها، أكدت روسيا معارضتها الكاملة لفكرة تسليح المعارضة السورية.
يذكر انه من المقرر ان يجتمع الاتحاد الاوروبي لبحث موضوع الحظر في اواخر مايو / أيار المقبل، ولكن فابيوس قال إن باريس ولندن ترغبان في تقديم موعده.
وكان رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون قد قال يوم الثلاثاء الماضي إن بريطانيا تدرس امكانية تجاهل الحظر الاوروبي وتزويد المعارضين السوريين بالسلاح اذا كان ذلك سيسرع بالاطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
وأكد كاميرون هو الآخر على ان "بريطانيا ما زالت بلدا مستقلا، وما زال بوسعنا ان نختط سياسة خارجية مستقلة."
وكان الاتحاد الاوروبي قد عدل الحظر الذي يفرضه على تسليح المعارضين السوريين وسمح للدول الاعضاء بتزويدهم بمعدات "غير قاتلة" وتدريبهم عسكريا.
في غضون ذلك، تتواصل الاشتباكات بين القوات الحكومية السورية وقوات المعارضة في عدد من مناطق البلاد، قبل يوم واحد من دخول الأزمة في سوريا عامها الثالث.
وقد أعلنت المعارضة سيطرتها على مقار عسكرية جنوبي العاصمة دمشق وإلى الشمال الشرقي منها، كما أعلن نشطاء معارضون تحقيقهم مكاسب عسكرية في مدينة حمص.
وتقول الاممالمتحدة ان ما يربو على 70 ألف شخص قتلوا خلال الصراع السوري الذي بدأ بانتفاضة سلمية في مارس/آذار 2011 حتى آلت الاوضاع الى التدهور وأخذت شكل الحرب الأهلية الشاملة.