قام رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل بزيارة خاطفة على رأس وفد مصري إلى «جوبا»جنوبي السودان، وضم الوفد عددا من الوزراء وبعض رجال الأعمال، حيث شارك في الزيارة من الحكومة وزراء «الزراعة والري والخارجية والتجارة والصناعة»، حيث تم توقيع بروتوكل للتعاون المشترك لإنشاء وتشغيل «العيادة الطبية المصرية» في منطقة «أكون» بولاية «وارب»، وبرتوكولي تعاون آخرين لإنشاء وتشغيل عيادة أخرى في مدينة «بور» بولاية جونجلي، فضلاً عن مذكرة تعاون بين وزارتي الزراعة في مصر وجنوب السودان لتبادل الخبرات بين البلدي، كما شارك في الوفد المرافق لرئيس الوزراء مجموعة من رجال الأعمال المصريين. وخلال جلسة المباحثات قال قنديل، إن الحكومة المصرية تأمل في استكمال الطريق البري بين «القاهرةوالخرطوم» في مرحلته الأولى، ثم استكماله حتى «جوبا» ومنها إلى «أديس أبابا»، حتى استكمال ربط جميع دول شرق أفريقيا بشبكة طرق واحدة، أملا أن تكون هذه الطرق هي شريان الترابط بين الدول الثلاثة مصر والسودان وجنوب السودان. وعلمت «الشروق» أن قنديل سعى خلال المباحثات للتأكيد على اهتمام مصر بعملية السلام بين «شمال وجنوب السودان»، ووقف حالة «اللاحرب واللا سلم»، مؤكدا اهتمام مصر وحرصها على تقديم مساع دبلوماسية لمد جسور التواصل بين شمال وجنوب السودان.
وأضاف قنديل، دولة جنوب السودان الوليدة لديها الإمكانيات الكبيرة ليس فقط البترول، ولكن الزراعة والتعدين والصناعة والسياحة، لكي تنهض بين مجموعة دول شرق أفريقيا، ويسعدنا أن نكون الشريك الداعم لها في التنمية.
ورئيس وزراء مصر، جدية بلاده وحرصها على مد يد التعاون «لجوبا» للمساعدة في طريقها للتنمية، لافتا إلى أن الوفد المرافق له من الوزراء ورجال الأعمال على اهتمام بالتعرف وبحث آليات التعاون المشتركة بين البلدين في كافة المجالات التي يمكن أن تقوم بها مصر.
وقال مصدر دبلوماسي مشاركا في الزيارة، إن مصر تدرك أهمية موقف دولة جنوب السودان في منطقة حوض النيل، خاصة فيما يتعلق بالاتفاقيات التي كانت جنوب السودان شريك فيها كجزء سابق من حكومة الخرطوم، مثل اتفاقية 1959، خاصة في الوقت الذي يطالب فيه المسؤولين من جنوب السودان مصر للتوقيع على الاتفاقية الإطارية التي وقعت عليها دول منابع النيل وترفضها مصر والسودان. وقال مسؤول بالوفد المرافق لقنديل، إن أغلب رجال الأعمال المشاركين في الوفد الرسمي للزيارة ليس لديهم مشروعات قائمة في جنوب السودان، ولكن تم دعوتهم للتعرف على فرص الاستثمار والدخول كشريك للقطاع العام في تنفيذ مشروعات تنموية.
وأكد المصدر أن العديد من رجال الأعمال اعتذروا عن المشاركة في الزيارة، ولم يشارك سوى 6 شركات دون الدخول في مشروعات حقيقية، ولكن للتعرف على طبيعة البلد واحتياجاتها ووضع دراسات الجدوى. ومن جانبهم، عقد رجال الأعمال المصريين مع نظرائهم من جنوب السودان اجتماعا مصغرا، أمس برئاسة سفير جنوب السودان «أنتوني كون»، أكد خلاله رئيس الغرفة التجارية بجنوب السودان، أن دولته هي «دولة سلام ولا يوجد لديها مشاكل في التعامل مع أي طائفة» داعيا الشركاء المصريين في الاستثمار في بلاده التي تمثل تربة خصبة لكافة الاستثمارات.
وقال السفير أيمن الجمال، سفير مصر في جنوب السودان، إن الجانب السياسي في مباحثات قنديل مع حكومة جنوب السودان سوف يركز على العلاقات الثنائية بين البلدين، وتفعيل اللجنة العليا المشتركة، فضلاً عن الأهمية الاقتصادية لوجود العديد من فرص الاستثمار.
وأكد الجمال أن موضوع قناة «جونجلي» لن يطرح على قائمة المباحثات، إلا أن مصر لديها اهتمام بالبدء في مجموعة من المشروعات البيئية، لإعادة دراسة المشروع بالمشاركة مع جنوب السودان والمنظمات الدولية المانحة.
جدير بالذكر، أن هذه لم تكن الزيارة الأولى لحكومة مصرية إلى «جوبا» عقب ثورة يناير، حيث قام رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عصام شرف، بزيارة مماثلة مصطحباً فيها رجال الأعمال وبعض الوزراء للتعرف على فرص الاستثمار في «جوبا».