وسط مخاوف من توقف عجلة الانتاج فى مجالات عدة بسبب نقص السولار، توقع مسئولون انتهاء الأزمة فى غضون شهر على الأكثر، وهو ما بدا غير دقيق بعد أن طالت الأزمة وتفاقمت منذ شهور، وحذرت مصادر مطلعة بأنها على وشك الانفجار خلال أيام. وأكد وزير البترول المهندس أسامة كمال، لأول مرة، فى تصريحات لبعض الفضائيات، حل الأزمة خلال شهر، فيما توقعت مصادر انفجار الموقف خلال أيام، بسبب الزيادات الضخمة المتوقعة فى استهلاك السولار، إضافة إلى العجز المالى الذى تواجهه الحكومة لتوفير أكثر من مليار دولار لاستيراد كميات أخرى لإشباع السوق أولا، ثم توفير نفس المبلغ تقريبا بصفة شهرية لعدم تكرار الأزمة، وقد وصل العجز فى كميات السولار التى تم ضخها فى السوق لنحو 60 %، وفقا لتقارير المتابعة اليومية بوزارة التموين.
وأضافت المصادر أن وزارة البترول طلبت توفير نحو 800 مليون دولار لاستيراد احتياجات السوق المحلية من السولار للشهر الحالى فقط، وأن وزارة المالية لم توفر إلا 50 مليون دولار فقط.
وفى سياق متصل قرر وزير البترول تولى المحاسب سعيد مصطفى، رئيس شركة بتروتريد، رئاسة شركة مصر للبترول، خلفا للمحاسب نصر أبوالسعود، وتكليف المهندس طارق الملا، نائب الرئيس التنفيذى لهيئة البترول، بالإشراف على نيابة العمليات بالهيئة، خلفا للكيميائى عمرو مصطفى، على خلفية تفاقم أزمة السولار التى تصاعدت خلال ال48 ساعة الأخيرة، بحسب بيان للوزارة.
وفى الإطار ذاته، نظم موظفو وعمال الهيئة المصرية العامة للبترول وقفة احتجاجية، أمس، اعتراضا على التعيينات الجديدة، مطالبين بعودة المقالين لمناصبهم، وإقالة شريف هدارة، رئيس الهيئة المصرية العامة للبترول، المحسوب على جماعة الإخوان، الذى جاء خلفا لهانى ضاحى، المقرر إحالته للمعاش بعد 3 أشهر.
وقال شريف هدارة للموظفين إن إقالة القيادات السابقة تأتى ضمن عمليات انتقال داخل قطاع البترول، فيما حاول بعض العمال اقتحام الهيئة، ولكن تصدى لهم الموظفون المحتجون.
وأصدر الوزير تكليفات عاجلة للرئيس التنفيذى لهيئة البترول المهندس شريف هداره، بضخ مليون لتر سولار إضافى لمحطات توزيع «وطنية» التى يديرها جهاز الخدمة العامة للقوات المسلحة، إضافة إلى الدفع بسيارات التموين المتحركة للعمل على المحاور الرئيسية لتخفيف الضغط.
من جانبه حذر نقيب الفلاحين بكفر الشيخ على رجب، من تأثر محصول القمح سلبا بسبب نقص السولار، مشيرا إلى أن عجز كثير من المزارعين رى أراضيهم المزروعة بالقمح، وتوقع انفجار الكارثة الأيام المقبلة، بسبب ارتفاع درجة الحرارة وبدء فترة الرى للزراعات الشتوية، وتغيير مياه المزارع السمكية التى تستهلك كميات كبيرة من السولار.
وقال: «الكارثة الكبرى ستكون خلال أسابيع، وربما تتسبب فى فشل موسمى الحصاد الشتوى والزراعة الصيفى، تزامنا مع بدء موسم حصاد القمح والمحاصيل الشتوية الأخرى مثل البنجر والفول وتجهيز الأراضى للزراعة الصيفية وزراعة الأرز والقطن، وكلها عمليات تحتاج لأضعاف الكميات التى تستهلك حاليا من السولار، وباختصار خلال أيام أو أسابيع على الأكثر سوف يرتفع معدل استهلاك الزراعة من السولار لأضعاف الاستهلاك الحالى.