«غضب.. قلة حيلة ورضا بقضاء الله وقدره».. مشاعر مختلطة داخل نفوس أهالي شهداء «ألتراس أهلاوي» حول حكم القضية في مجزرة «بورسعيد»، فمنهم من أبدى ارتياحه بإدانة أكبر قيادات الداخلية منصبًا في القضية، ومنهم من تجاهل هذه الإدانة ورفض بشكل قاطع تبرئة القيادات، التي كانت مكلفة بتأمين مدرج النادي الأهلي، خلال مباراة المجزرة، وزاد تشتتهم بعد الأنباء، التي ترددت بقوة بصدور قرار ضبط وإحضار لقيادات ألتراس أهلاوي، على خلفية حريق نادى ضباط الشرطة بالجزيرة ومقر الاتحاد المصري لكرة القدم، أمس. «حكم بسيط».. أول تعليق جاء على لسان مها زوجة أول شهيد من ألتراس أهلاوي، يوسف حمادة، حول الأحكام الصادرة عن قيادات وزارة الداخلية وتبرئة 7 منهم، حيث توقعت إدانة جميع المتهمين من الوزارة، بصفتهم المكلفين بحراسة مدرج جمهور النادي الأهلي، خلال المباراة، وهو ما يجعلهم تحت وطأة الاتهام والمسئولية الكاملة عن أرواحهم.
وتساءلت مها «اللي قفل باب المدرج وحبس الشباب وكان سببًا في وفاة زوجي لما حاول ينقذهم يتحكم عليه ب15 سنة سجن بس، واللي أمر عامل الإضاءة إنه يطفي أنوار الاستاد عشان الجريمة تكتمل يطلع براءة».
وحول الأنباء عن ضبط وإحضار قيادات الألتراس خلال ساعات، أكدت أن الألتراس قرر في البداية انتظار حكم القضاء المصري، «ولو كانوا عايزين يجيبوا حق الناس اللي ماتت من الأول كانوا جابوه».
والد الشهيد عبد الرحمن فتحي كان من أكثر الآباء تشتتًا «أنا غير راضٍ عن الحكم وغير راضٍ عن حرق المقار، لكنى سأساند شباب الألتراس إذا تعرضوا لأي مخاطر أو تهديدات بالحبس». متسائلا «استفدت إيه من السنة دي كلها ولا من حكم المحكمة، هل رجعولي ابني»؟، وقالت والدة الشهيد أنس محيى «إحنا مش عايزين نولع البلد أكتر ما هيا والعة، بس ربنا يحرق قلب كل من خطط ودبر وشارك في المجزرة كما حرقوا قلبي وحرموني منه ووجعوني عليه بقية عمري»، موضحة أن أهالي الشهداء طالبوا الألتراس بالهدوء قليلا ومحاولة السيطرة عليهم من ردود أفعال غاضبة، «ومش هقول غير حسبي الله ونعم الوكيل، عند ربنا قصاص الغيب».
ولم تتمالك والدة الشهيد أحمد يوسف دموعها وهى تلخص مشاعرها «أنا عايزه أعرف اللي أخدوا براءة هيعرفوا يناموا ويرتاحوا وهما سبب فى موت أولادنا»، داعية «يا رب يتعذبوا في نومهم وحياتهم ولا يشوفوا يوم حلو ويفضل صوت الشهداء في آذانهم، إنتوا موتونا حسبي الله ونعم الوكيل».
أما نيرمين جابر والدة إسلام أصغر شهيد في المجزرة، فوجهت حديثها إلى ابنها «يا ترى يا ضنايا هتجيلي في المنام وأشوفك ولا خلاص هتحرمني من رؤيتك وزعلان منى.. طيب أعمل إيه يا ابني أنا مش عارفة أعمل إيه.. طيب تعالى وقولي أعمل إيه وأنا والله أعمله وأجيبلك حقك».
المتحدث باسم شهداء أهالى المجزرة ووالد الشهيد مصطفى، عصام عبد الباري، فقد أبدى ارتياحه الجزئي بالحكم على مدير أمن بورسعيد السابق بالحبس 15 سنة، مرجعًا ذلك إلى أنه منذ قيام الثورة لم توجه أية إدانات لقيادات وزارة الداخلية، رغم مسئوليتها في قتل العديد من الثوار وشباب مصر.