عقد أعضاء المجلس الأعلى للثقافة، اجتماعًا عاجلاً، برئاسة الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة، عبّروا فيه عن بالغ الاهتمام وعميق القلق لما آلت إليه الأوضاع العامة في الوطن المصري العريق. وأكد أعضاء المجلس، في بيان صحفي، صدر اليوم الأحد، عقب الاجتماع، أن "المسؤولية فيما يحدث تقع علي عاتق الجميع دون استثناء، كل بحسب مسؤوليته".
وطالب البيان، كل الأطراف بالعمل الجاد والمخلص لرفع المعاناة عن الشعب المصري الصبور لمواجهة الانفلات الأمني والأخلاقي الذي يسود البلاد، في الوقت الذي تتراجع فيه كلمة القانون وسلطة القضاء، ولن يتحقق ذلك إلا بمجموعة من الإجراءات الجادة التي تعكس الإحساس الواعي بظروف المرحلة التي تمر بها الدولة المصرية".
وأضاف أعضاء المجلس، في بيانهم، إننا "لا نوزِّع الاتهامات ولا ننساق وراء حالة التراشق السائدة، ولكننا باسم عقل الأمة وفكرها الذي نتشرف بالتعبير عنه، نطالب المصريين جميعا خصوصا المسئولين منهم وكافة أطراف الصراع القائم بالالتزام بالمصلحة العليا للبلاد، وأن ندرك أن العنف لا يصنع مجتمعا سويا وأن الأولى، بهم وبنا، أن نأتي إلى كلمة سواء نحترم فيها القانون ونؤكِّد قدسية القضاء بصورة تدعو إلى البحث في جذور المشكلات وأصول الأزمات، وتكون قادرة على استشراف المستقبل الأفضل".
ودعا المجلس إلى، استدعاء الرؤية الشاملة التي ترى مجمل أوضاعنا من منظور وطني كامل لا يحكمه التحزب ولا يغذيه التعصب ولا يحوطه التشنج، ولتكن المقولة الخالدة للإمام الشافعي «رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأى غيري خطأ يحتمل الصواب» هي نبراس أبناء الكنانة التي باركتها كتب السماء وكرَّمها الأنبياء.
وأكد أعضاء المجلس في بيانهم، نحن "على ثقة من أن الوطن سوف يمضى بالضرورة نحو الأفضل كما كان العهد به دائما أمام كل العثرات وكافة التحديات، ولنتذكر أن مخاطر شديدة تحيط بنا وقرارات مصيرية تنتظرنا، فلنكف عن المظاهر السلبية السائدة حتى يخرج المشهد السياسي المصري من محنته، ونمضى جميعا، بالتعليم العصري والثقافة الراقية، نحو غد أفضل لأجيالنا القادمة وليس ذلك بعيدا عن وطن التقت على أرضه الثقافات منذ فجر التاريخ وتزاوجت لديه الحضارات منذ طفولة الإنسانية"، واختتم البيان بعبارة «الوطن من وراء القصد أولا وأخيرا».