رأت مجلة "تايم" الأمريكية، أن فوز أوهورو كينياتا ورفيقه المرشح لمنصب نائب الرئيس ويل روتو بالانتخابات الرئاسية في كينيا، سيمثل الكثير بالنسبة للقارة السمراء؛ من ناحية الاستقلال وسيادة القارة، ومواجهتها للضغوط الأجنبية والتدخل الغربي. واعتبرت المجلة الأمريكية، في مقال تحليلي أوردته على موقعها الإلكتروني، اليوم الأحد، أن فوز كينياتا، الابن الثري لبطل استقلال كينيا جومو كينياتا، والرئيس المنتخب، سيمثل التعبير الأكثر قوة حتى اليوم، لتجدد روح الثقة بالنفس في إفريقيا، والتي كان صداها يتردد قبل نصف قرن مع حركة التحرير، التي قاومت الاستعمار لنيل الاستقلال، وذلك في حال استطاع كينياتا تجاوز الطعون التي سيرفعها ضده منافسه رايلا أودينجا.
وأشارت المجلة إلى أن المحكمة الجنائية الدولية بلاهاي تتهم كلا من كينياتا وويل، ضمن أربعة أشخاص، بقيادة العنف القبلي الذي أعقب انتخابات 2007- 2008 الرئاسية؛ ومن المقرر أن تبدأ محاكمة كينياتا أمام المحكمة في لاهاي يوم 9 يوليو المقبل، وروتو في 28 مايو المقبل.
ولفتت المجلة إلى أنه برغم أن كينياتا وروتو أعلنا أنهما سيمثلان أمام المحكمة، واستمرار تأكيد كينياتا حتى يوم أمس على تعاونه مع المؤسسات الدولية، إلا إن كينياتا أشار إلى أن واجباتهما الرسمية ستمنعهما من الذهاب إلى لاهاي معا باستمرار، الأمر الذي يدل على ضعف اهتمامه بالمحكمة، والذي قد يطيل أمد هذه المحاكمات لسنوات عدة.
ورأت المجلة أن الغرب ينظر إلى فوز كينياتا، باعتباره "معضلة"، حيث سبق وحذر السكرتير المساعد للشئون الإفريقية بوزارة الخارجية الأمريكية، جوني كارسون، قبل الانتخابات الكينية من أن "الخيارات ستترتب عليها عواقب"، وهو تصريح اعتبر بأنه بمثابة توصية للناخبين بالتصويت لأودينجا، كما سبق وحذرت بريطانيا من أنها ستقلل اتصالاتها الرسمية بكينياتا إلى الحد الأدنى، كما فعلت مع الرئيس الزيمبابوي روبرت موجابي.
وقالت مجلة "تايم" الأمريكية، في مستهل تحليلها: "إن كينيا تنظر إلى نفسها في الواقع باعتبارها مرغوب فيها من قبل القوى الغربية، التي لم تعد تستطيع إملاء أوامرها عليها، لاسيما وأن الأولى أصبحت قوية نسبيًا خلال العشر سنوات الماضية، بفضل التطور التكنولوجي واستقرار اقتصادها والجيل الجديد من رجال أعمالها الناشئين". وأضافت المجلة "إن مكانة كينيا كمحور للتجارة بشرق إفريقيا تعززت مؤخرًا بفضل الاكتشافات الأخيرة لاحتياطات كبيرة من الغاز الطبيعي والنفط، فضلا عن أنها تُعد بمثابة العمود الفقري للهيكل الأمني الأمريكي والأوروبي في إفريقيا ، حيث تتواجد الجماعات الإسلامية والقراصنة خاصة في الصومال".